تغيب الثقافة عن العقول, فيسهل تسلل الأفكار المتطرفة والتكفيرية, هكذا تستغل الجماعات الإرهابية والمتطرفة غياب دور الثقافة والفن في استقطاب خلاياها, ونشر أفكارها المسمومة, ولذلك بدأ فرع ثقافة الفيوم في تنفيذ برنامج الفن والأدب يقاوم الإرهاب.. ويعتمد علي مقاومة الأفكار المتطرفة والتكفيرية في مدن وقري المحافظة, واستبدال تلك الأفكار بالأنشطة الثقافية والفنية, والتوجه في قوافل إلي القري والنجوع. وتعد محافظة الفيوم,بيئة خصبة لنشر الأفكار التكفيرية والمتطرفة, واستقطاب الشباب لتكوين الخلايا الإرهابية, وذلك بسبب الفقر والبطالة وكذلك نقص الخدمات في القري فدائما ما تتذيل المحافظة القائمة بين المحافظات الأكثر فقرا والأقل في معدلات التنمية البشرية. ويري عدد كبير من المواطنين بالفيوم, أن محاربة الفكر المتطرف ليس بالحلول الأمنية فقط, بل يجب أن يكون موازيا لها حلول تعتمد علي دحر الفكر المتطرف بفكر آخر مستنير. قال عمرو رمضان- محام- إن الفكر المتطرف أصبح متواجدا في كل دول العالم, حتي المتقدمة في أوروبا وأمريكا, ولذلك تحول لظاهرة عالمية تجب محاربتها بتشديد القبضة الأمنية, وفي نفس الوقت يكون هناك خط متواز يعتمد علي نشر الثقافة والفن ليحارب هذا الفكر الشيطاني, ويكون بديلا له, كما يجب علي قصور الثقافة أن تبذل الكثير من الجهد لنشر الفكر المستنير المتسامح, سواء من خلال الكتب أو السينما والمسرح,أو الرسم.وغيرها من الفنون. ويري أحمد فاروق الزيني- محاسب- أنه يجب علي قصور وبيوت الثقافة أن تحتضن الأطفال من سن صغيرة وتزرع فيهم الفكر المستنير وشغف القراءة والثقافة العامة, حتي يكبر الطفل ولديه الحصانة القوية من فيروس الفكر المتطرف, ولذلك يجب أن تقوم بدورها كما يجب, وزيادة مجهودها للتركيز علي الأطفال من سن صغيرة. وأشار عبد الرحمن شريف- موظف- إلي أن دور قصور وبيوت الثقافة ليس بالإيجابية المطلوبة, فهنا كبيوت ثقافة لا تقوم بدورها بسبب قلة الإمكانات والروتين. أكد الأديب عبده الزراع, مدير عام ثقافة الفيوم, أن الإرهاب متغلغل بشكل كبير في القري والنجوع المحرومة ثقافيا, مشيرا إلي أن الدور الأساسي لبيوت الثقافة هو أن تكون بؤرة تنوير للقضاء علي كل فكر متطرف. وأضاف أنه يتم تنفيذ برنامج شهري باسم الفن الأدبي يقاوم الإرهاب, وهو بمثابة قوافل ثقافية تضم شعراء, وورشا لحكي للأطفال, والرسم, وفرقا موسيقية, وكورالا الأطفال, والإنشاد الديني, وتم رصد ميزانية مخصصة لهذا البرنامج. وأشار زراع, إلي أن إقليم القاهرة الكبري للفروع الثقافية وضع خطة إستراتيجية منذ عدة أيام في اجتماع مع وزير الثقافة, وتعتمد هذه الإستراتيجية علي القضاء علي التطرف وهي القضية التي تشغل الدولة بشكل كبير بعد أن أصبح الإرهاب ظاهرة عالمية. وأوضح أن فرع ثقافة الفيوم, يعتمد في إستراتيجيته الثقافية علي الوصول بالأنشطة الثقافية والفنية إلي المواطنين في كل قرية ونجع, وذلك بالاشتراك مع الجمعيات الأهلية, وكذلك إدارة المكتبات في المدارس, ومراكز الشباب. وقال إن الإستراتيجية تعتمد علي الكشف عن المواهب الثقافية والفنية في جميع المجالات, داخل القري والنجوع والمناطق المحرومة ثقافيا, مشيرا إلي أن المحافظة بها طاقات فنية شابة متميزة تحتاج أن تجد من يتبناها لتقديم نماذج تنويرية من داخل القري خاصة, تلك القري التي يتواجد بها عدد كبير من أنصار الجماعات المتطرفة والإرهابية. ويوجد بمحافظة الفيوم20 موقعا ثقافيا, يتمثل في قصر الثقافة بمدينة الفيوم, و4 بيوت ثقافية في المراكز بمراكز إطسا وسنورس وطامية وأبشواي, بالإضافة إلي3 مكتبات وهي المكتبة العامة بجوار مسجد ناصر, بمدينة الفيوم, ومكتبة الشباب, والطفل في سنورس, ومكتبة الطفل في طامية, وهناك11 مكتبة في قري جرفس والكعابي ومطرطارس وسيلا واللاهون ومنية الحيط وقلمشاه, والشواشنة والنزلة والعدوة وحي جنوب. وأكد مدير ثقافة الفيوم, أن بعض المواقع الثقافية في القري لا تليق بممارسة الأنشطة الثقافية والفنية, وتؤثر بالسلب علي العمل الثقافي وجودته, حيث إن عددا من المواقع ليست ملكا لهيئة قصور الثقافة وإنما مستأجرة وبعضها في شقق سكنية, والآخر بالوحدات المحلية أو المباني التابعة لها, مشير إلي أن مكتبة الشواشنة كانت في الدور العلوي لقسم الشرطة, وهو الأمر الذي لا يستقيم أمنيا فتم نقل المكتبة إلي مكان آخر. وأضاف أن أحد العوائق التي تعرقل سير العمل الثقافي في الفيوم, هو ضعف الميزانيات المخصصة للأنشطة الثقافية, وطالب من رئيس هيئة قصور الثقافة, رفع ميزانيات الأنشطة الثقافية بالأفرع الثقافية, لتحقيق المزيد من الأهداف, والقضاء علي التطرف ونشر الثقافة والوعي, وكذلك اكتشاف الطاقات الإبداعية المميزة الموجودة في محافظة الفيوم, وتبني تلك المواهب.