أكد الدكتور أبو بكر جاد الرب عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر أن الاسلام كرم المرأة وجعل حقها في الميراث خالصا حيث يلزم نفقتها قبل زواجها علي أبيها وبعد زواجها علي زوجها وأبنائها وفي هذه الحالة ميراثها لا يمس ولا يؤخذ منه شيء ولو تأملنا مثلا في ان أمرأة حصلت علي نصف أخيها من الميراث فهذا النصف يساوي السهم الكامل وزيادة حيث إن السهم الكامل ينفق منه الأخ علي زوجته وأولاده وعلي أخته إن كانت تقيم معه أما هي فلا تنفق منه شيئا علي أحد بل ينفق عليها. وأضاف: كما أن المرأة في مهرها تأخذ ه ولايجوز لأبيها أو أخيها أو آخرين أن يأخذ منه شيئا بنص القرآن الكريم قال تعالي: وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا فاعتبر القرآن المساس بميراث المرأة أو الفتاة من ابيها أو أخيها لا يؤخذ منه شيئا وإلا يكون بهتانا أو إثما وبالتالي لا يؤخذ من ميراثها ولا من مهرها حيث يربو ويزيد علي مال الرجل أكثر بكثير فتكون قد أخذت مثل الرجل أو أزيد لعدم الإنفاق من مالها حيث تنتقل به بعد زواجها من دائرة المورث وعائلته وهذا مما يوغر الصدور حيث إن الابن الصلبي يتساوي مع زوج الفتاة وهو من عائلة أخري فيشعر المورث بظلم للابن الذي ينفق علي أخته وياتي زوجها ويتساوي معه في مال ابيه الذي يرثه في المغرم قبل المغنم فيما يخصه من ديون وغير ذلك. ويضيف جاد الرب ان التساوي في الميراث يقطع اواصر المودة والمحبة بين الأبناء فيضن الأخ علي اخته في النفقة أو صلة الرحم المالية والمرأة بعاطفتها تحتاج إلي اخيها خاصة بعد موت ابيها أكثر من حاجتها للمال فأعطاها ما هي أحوج اليه وهي متعطشة له لأن أخيها هو مصدر الامن والامان والود لها والفخر امام زوجها وأهله. كما أن المرأة معروف عنها فسيولوجيا ونفسيا واجتماعيا أن عاطفتها تغلب عليها إذا تعارضت مع العقل والمراة وحين تأخذ المثل احيانا في الميراث ودفعتها عاطفتها إلي دفع ثروتها لزوجها يؤدي لدمار الحياة الزوجية بل إن بعض الأزواج يرغبن في الزوجة كثيرة الميراث لا لذاتها ولكن لمالها فصانها الاسلام حتي إذا اختيرت لذاتها وهو أدوم للحياة الزوجية. ويوضح الدكتور صابر مشالي عميد كلية دار العلوم بالفيوم الناظر في التشريعات التي جاء بها الاسلام من صلاة وزكاة وصوم وحج ومعاملات بفروعها وجنايات بتفاصيلها يجد أن الله عزوجل قد أمر بها في كتابة الكريم وقدم اطرها العامة للناس وترك بيانها تفصيلا لرسوله صلي الله علية وسلم ماعدا الميراث بين جميع التشريعات حيث تولي سبحانه وتعالي بيانها تفصيلا لحكمة يعلمها سبحانه وتعالي قد ندرك في هذه الظروف المعاصرة جانبا منها حين وجدنا غير المختصين لا أقول الجهال ينادون بتغيير بعض قواعد الميراث ويودن مناقشة أمر مضاعفة حظ الذكر بالنسبة للأنثي وهي حكمة مهمة أن يكون تفصيل الميراث في غالبه نصا في القرآن الكريم وقد سماها تعالي بالحدود ووعد من يلتزمها طاعة بالخلود في الجنات وتوعد من يتعداها عصيانا بالخلود في النار والعذاب المهين قال تعالي تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم(13) ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين وقد أكد الرسول الكريم هذه الأهمية في قوله صلي الله عليه وسلم تعلموا الفرائض وعلموها فإنها نصف العلم وهو ينسي وهو أو ما ينزع من أمتي ولقد ترجم الصحابة رضوان الله عليهم هذا كله تطبيقا عمليا فقال عمربن الخطاب تعلموا الفرائض فإنها من دينكم وقال أيضا تعلموا الفرائض والنحو السنة كما تتعلمون القرآن. كما ان عدم الالتزام بالفرائض يعد فتنة وفساد كبير لقوله تعالي: إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير والمتأمل يجد أن الإسلام في الميراث احترم الملكية الفردية حين احترم جهد الإنسان طوال حياته فقدم اقرب مستحق لهذا الجهد إذا توفي صاحبه احتراما للملكية الفردية حتي لا يتغير سلوكة إذا علم ان ما يدخرة في حياته سيذهب بعد موتة إلي غير أهله واقرب أقاربه وأولادته. كما أن الاسلام حافظ علي روابط القرابة حيث رتب في الميراث المستحقين له بأولويات لا يمكن ان ينكرها عاقل فقدم الذرية علي الأصول ثم قدم الأصول علي القربات البعيدة ثم لم يمنع القرابات البعيدة حتي يجيء دورها في ترتيب بديع لقوي روابط القرابة بين الناس يورث.