نموذج حقيقي لرعاية المخترعين وتطبيق أفكارهم علي أرض الواقع قدمته جامعة أسيوط بعدما احتضنت وحدة نقل التكنولوجيا بالجامعة حلما كان يراود شباب أسيوط لتنفيذ اول ماكينة مصرية لتفصيص الرمان الذي تشتهر محافظة أسيوط بزراعته بمساحات كبيرة ويتم تصديره للخارج كافضل منتج في صعيد مصر ليتحول الحلم إلي حقيقة بل جنح مسئولا الجامعة بهذا الحلم إلي حد تصنيع أول ماكينة وتصديرها لدول العالم في سابقة هي الأولي من نوعها. يقول أحمد عبده- أحد الشباب الذين أسهموا في ذلك الاختراع إن الفكرة جاءت من المشكلات التي كانت تواجه مزارعي أسيوط من تعفن كميات كبيرة من محصول الرمان بسبب سوء التخزين وعدم التسويق السريع لكامل المحصول ونظرا لأن عمر محصول الرمان قصير فكان المئات من المزارعين يتحملون خسائر فادحة تدفعهم لسرع التخلص من المحصول بأي مقابل مادي قبل ان يحدث تعفن لثمرة الرمان ومن ثم لا يصلح تناولها ومن هنا جاءت فكرة اختراع ماكينة تقشير وتفصيص الرمان التي يمكن من خلالها تفصيص كميات كبيرة من الرمان وحفظها بشكل يضمن الحفاظ عليها وتناولها بشكل طازج وبالفعل اجتمعت أنا وعدد من اصدقائي وعرضنا الفكرة علي وحدة نقل التكنولوجيا بجامعة أسيوط التي كانت بمثابة الداعم لنا والسند وأسهم الأساتذه المتخصصون في إخراج هذا الاختراع إلي النور. وأوضح الدكتور وائل خير الدين الأستاذ بكلية الهندسة ومدير وحدة نقل التكنولوجيا أن جامعة أسيوط قررت إنشاء هذه الوحدة لتكون أداة لدعم شباب المخترعين والنابغين من طلاب الجامعة وأبناء المحافظة والصعيد لحل مشكلات اهالي الصعيد من صغار المزارعين وشتي المجالات وبالفعل نجحنا في إخراج العديد من المشروعات إلي النور وتطور الأمر إلي حد بدء التصنيع والتصدير للخارج ومن بين هذه الاختراعات ماكينة تقشير وتفصيص الرمان حيث جاء الشباب بالفكرة وقمنا بتطويرها ودعمهم بتوفير كل احتياجاتهم لتحويل الفكرة إلي حيز التنفيذ وبالفعل نجحنا في الانتهاء من الماكينة وحصلت علي شهادة جودة من جامعة أسيوط وتم إصدار ماكينة للاستخدام المنزلي تقوم بتفصيص نحو5 كيلو رمان في الساعة الواحدة وإصدار آخر للاستخدام التجاري لتستخدم بمحلات العصير والمصانع الصغيره وتقوم بتفصيص من30 إلي70 كيلو جراما في الساعة الواحدة ونسعي حاليا لتصنيع الإصدار الثالث والخاص بالاستخدام الصناعي للمصانع الكبيرة لتقوم الماكينة بتفصيص من5 إلي7 أطنان خلال8 ساعات وذلك بهدف تقديم المنتج للمواطنين بشكل أمن بعيدا عن أي مصدر للتلوث بعد استخلاص البذور بدون اي تلامس بشري في استخراجه وأضاف الدكتور وائل أن هذه الماكينة أسهمت في إخراج أكثر من منتج من ثمرة الرمان يأتي في مقدمتها حبيبات الرمان التي يتم تناولها وثانيا المادة البيضاء الموجودة في الرمان يتم بيعها لمصانع الأدوية لاستخدامها في تصنيع الأدوية أما القشر الخارجي فيدخل في الكثير من الصناعات الخاصة بمستحضرات التجميل والتخسيس وغيرها مشيرا إلي أن هذه الماكينة تتميز بفصل حبيبات الرمان من القشر بطريقة آمنة وبدون عصر الحبيبات حيث تعمل بنظام نصف آلي بديلا عن الطرق التقليدية وتتميز أيضا بمنتج عالي الجودة ذي حبيبات سليمة غير معصورة يحتوي علي نسبة هدر اقل من8%. وقال الدكتور وائل خير الدين إنه عقب الاعلان عن الماكينة لتسويقها تلقينا عروضا كثيرة محليا وكانت المفاجأة في تصدير أول ماكينة مصرية للخارج حيث تعاقدت الهند معنا علي توريد30 ماكينة كدفعة أولي بعد نجاح الماكينة في الاختبار واثبات وجودها علي المستوي العالمي لتكون هذه الماكينة بمثابة أول منتج صعيدي يغزو الأسواق العالمية.