تمرد أحمد الشهير بلقب أبو إسماعيل علي حرفة ميكانيكي السيارات التي تعلمها منذ صغره وبالرغم من العائد المادي الجيد الذي يحققه من عمله في هذه المهنة ونجاحه في إعداد عش الزوجية والارتباط بابنة الحلال دخل عالم تجارة المخدرات من أوسع أبوابه غير مدرك للعواقب الوخيمة التي قد يتعرض لها وتعرف علي أحد المصادر السرية المشهور عنها جلب الحشيش الخام من علي الحدود الغربية للبلاد واتفق معها من أجل تدبير حصص ثابتة من المخدر لطرحها في الأسواق للتربح من ورائها. وفجأة تحطمت أحلامه عندما سقط في قبضة الأجهزة الأمنية متهما بترويج المخدرات وقضي خلف القضبان عدة سنوات ذاق فيها المر وتدهورت حياته المعيشية وتراكمت الديون علي عائلته الصغيرة التي اكتوت بنيران غيابه عنها وبعد خروجه من محبسه وبدلا من إعلان توبته والعودة لمهنته الأصلية ميكانيكي سيارات وإذا بالشيطان يظهر أمامه في ثوب شخص سيئ السمعة قام بإغرائه للاتجار في الحشيش من جديد وبدون مقدمات وجد نفسه ينساق إليه ويرحب بدعوته, ونظرا لخطورتهما الشديدة علي المجتمع وضعتهما مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب استهدافهما وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية عقب مجهودات مضنية من البحث والتحري والمراقبة الدقيقة تحديد الأماكن التي يترددان عليها والزبائن الذين يتعاملان معهم وتم استهدافهما وعثر بحوزتهما علي كميات من الحشيش وبندقية آلية وذخيرة داخل السيارة التي يستقلانها وتحرر المحضر اللازم لهما وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء عصام سعد مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء إبراهيم سلامة مدير إدارة البحث الجنائي لفحص المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يزاول من خلالها العناصر الإجرامية بيع المواد المخدرة ويتردد عليها تجار الكيف الراغبون في شراء أصنافها المختلفة لاستهدافهما وضبطهما وتقديمهما لمحاكمات عاجلة للقصاص منهما. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد العربان رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والمقدم محمد ثروت رئيس مباحث التل الكبير ومعاونيه النقيبين محمد فؤاد وعمر جعفر والملازم أول أحمد هنداوي وماجد أسامة ودلت تحرياتهم علي أن المدعو أحمد الشهير بلقب أبو إسماعيل39 سنة ميكانيكي سيارات- سبق اتهامه في قضية مخدرات خرج من السجن قبل عامين وعاود مزاولة لنشاطه الإجرامي من جديد في تجارة الكيف بصحبة صديقه عيد المعروف بلقب درويش29 سنة عاطل- ينتمي لأصول بدوية ليست لديه معلومات جنائية لكن شقيقه الأكبر سبق اتهامه في قضية ترويج مخدرات وانتهت مدة حبسه. وأشارت التحريات إلي أن الصديقين بصدد طرح كمية كبيرة من الحشيش وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط الجناة وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة للإمساك بهما بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين وعندما حانت ساعة الصفر وصلتهم معلومة عن وجودهما مستقلين سيارة مرسيدس تمهيدا لتسليم شحنة من مخدر الحشيش لأحد عملائهم وأسرعوا للقبض عليهما بعد ارتدائهما زي أولاد البلد حتي لا يهرب المتهمان من مسرح الجريمة ونجحوا في القبض عليهما وبتفتيشهما عثر علي30 فرش حشيش مغربي وبندقية آلية وذخيرة وتم اقتيادهما لغرفة التحقيقات وسط حراسة أمنية مشددة وبمواجهتهما بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترفا تفصيليا بالاتجار في مخدر الحشيش للتربح من ورائه وبعرضهما علي محمد عزوز وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معهما تحت إشراف توفيق محمد رئيس نيابة التل الكبير الذي أمر بحبسهما أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد لهما في الميعاد.