راود المدعو محمد الشهير بلقب ذكي الذي يمتلك ورشة ميكانيكية محدودة الإمكانات حلم الثراء في إنشاء واحدة مثلها علي مساحة كبيرة مدعمة بأجهزة ومعدات لإصلاح السيارات بمختلف أنواعها الأجرة والملاكي والنقل ولم يجد السيولة المالية التي يستطيع عن طريقها تحقيق الأمنية سواء باقتراض سلفة من أصدقائه أو من أحد البنوك حتي لعب الشيطان في رأسه وزين له الاتجاه للاتجار في المواد المخدرة وبالتحديد الحشيش الخام وبدأ عملية البحث عن المصدر السري الذي يتعاون معه ويوفر له الاحتياجات اللازمة من هذا الصنف حتي وجد شخصا ينتمي لأصول بدوية واتفق معه علي توريد حصص من الحشيش اللبناني لإعادة طرحها في محل إقامته بالدقهلية وبالفعل لبي مطلبه ومده بكميات من المخدر الخام ونجح في ترويجه لعملائه الذين تحدث معهم قبل أن يدخل عالم المخدرات من أوسع أبوابه وتوافدوا عليه وتعاملوا معه وأصبح خلال فترة وجيزة من تجار الكيف المشهورين الذين يطرحون بضاعتهم في الأسواق بأسعار مخفضة أقل من مثيلاتها في مناطق أخري واعتمد علي جلبه للمخدر من منطقة الكيلو11 بالإسماعيلية لسكنه في محافظة الدقهلية القيام برحلات مكوكية أسبوعية لاستلام البضاعة والعودة بها من حيث أتي والاتصال بزبائنه لتسليمها إليهم وانتعشت أحواله المالية بشكل لافت للنظر ولم يضع في حسبانه توسعة الورشة الميكانيكية التي أهملها ولم يعد متفرغا لها وأصبح اهتمامه الوحيد ينصب علي فتح علاقات جديدة مع عملائه لتحقيق أفضل هامش ربح ينعش أحواله المادية ويغطي مصروفاته ويدخر الباقي في البنوك وعندما يحدث الفائض المالي لديه سوف يسعي جاهدا لتشييد ورشة ميكانيكية علي أعلي مستوي وصارت الحياة طبيعية من حوله ولم يضع في ذهنه للحظة واحدة أن يكون هدفا سهلا في قبضة الأجهزة الأمنية معتمدا علي خلو سجله الإجرامي من القضايا والذي ساعده علي التحرك بسهولة في جلب وترويج المخدر الخام ونظرا لخطورته الشديدة وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب استهدافهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية من استهدافه متلبسا أثناء ترجله علي قدمه في طريق البلاجات عقب استلامه كميات من الحشيش الخام وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء عصام سعد مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء إبراهيم سلامة مدير إدارة البحث الجنائي لدراسة ومناقشة المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يتردد عليها الخارجين علي القانون لشراء المواد المخدرة بجميع أصنافها. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد عربان رئيس مباحث الإسماعيلية ضم الرائد محمد ثروت رئيس مباحث مركز الضواحي ومعاونيه النقباء عبد الرحمن النصري وأشرف الصوالحي ومحمد جبر ومصطفي جميل ودلت التحريات أن محمد الشهير بلقب ذكي31 سنة صاحب ورشة ميكانيكا بالدقهلية ليست له معلومات جنائية اتجه منذ فترة للاتجار في الحشيش الخام اللبناني والمغربي الذي يتم تهريبه عبر المنافذ الحدودية والموانئ للبلاد بواسطة العصابات الكبري وإعادة بيعه لتجار الكيف بنظام الجملة تمهيدا لطرحه للمدمنين, والذين يفضلوا هذا الصنف عن غيره من المخدرات وأضافت التحريات أن المتهم يعيش حياة طبيعية ويكسب من عمله الخاص الذي يغنيه للصرف علي أسرته إلا أنه وجد في بيع الحشيش ملاذا آمنا لزيادة هامش ربحه والوصول به لمعدلات أفضل لتحقيق هدفه تحديث ورشته الميكانيكية حتي يظهر بين زملاء مهنته بالشكل اللائق وأشارت التحريات إلي أن تاجر المخدرات الدقهلاوي يتردد علي إحدي الكافيتريات بطريق البلاجات لكي يلتقي المصدر السري الذي يتعامل معه ويسلمه طرب الحشيش الخام داخل حقيبة رياضية كبيرة ويعود من حيث جاء في رحلة أسبوعية وأنه اتفق علي شراء كمية كبيرة من المخدر لطرحها لزبائنه, وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة في طريق البلاجات السياحي بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين وعندا حانت ساعة الصفر وصلت لهم معلومة عن وجود تاجر الكيف الدقهلاوي بطريق البلاجات واتجهوا إليه مباشرة وألقوا القبض عليه وبتفتيشه عثروا معه علي كميات من مخدر الحشيش اللبناني الخام واصطحبوه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبعرضه علي محمود الأبيض وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف كمال الشناوي رئيس نيابة مركز الإسماعيلية الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.