ما للمارة في شوارع وسط القاهرة, من حيلة فمجرد دخول أحد شوارعها تحاصرهم أصوات الباعة هدوم بسعر المصنع يا باشا, وربما يتطور الأمر لامتداد يد البعض ليجذبك من ملابسك ليريك بضائعه المنتشرة في أروقة وشوارع وسط البلد, ولكن شارع الشواربي يخرج عن المألوف, بسبب الممارسات للعاملين التي تنتهي غالبا بمشاجرات بين الباعة والمارة الذين أصبحوا فريسة لإلحاح عمال المحال علي الشراء ليجد المارة أنفسهم, تارة محاصرين خوفا, وأخري انصياعا للشراء. ولخص مصطفي أبو الفتوح أحد المواطنين حالة المنطقة, قائلا: الواحد مابيعرفش يمشي في الشارع خطوتين علي بعض, مضيفا أنه لم يعد يطيق المرور عبر شارع الشواربي بسبب السخافات التي يراها هناك. طالب مصطفي بضرورة فرض قرار يجبر الباعة بالتزام محلاتهم وعدم الجلوس بالشوارع حتي تنتهي هذه المشاهد التي تثير غضب الكثير, خاصة الذين يلتزمون بمواعيد ويريدون الإسراع, حتي لا يتكرر سماع هدوم بسعر المصنع يا باشا. ولفت أدهم هشام مواطن الانتباه إلي ممارسات هؤلاء الباعة; حيث لا يكتفون بالترويج لبضاعتهم بالنداء; بل إن أيديهم تمتد بالسلام والجذب, قائلا: مجرد أن تمد يدك بيسحبوك علي المحل بالعافية, مشيرا إلي أنه منذ بضعة أيام حدثت مشاجرة بالأيدي بين أحد الباعة وشاب كان يمر شكله كان مستعجل وهو ماشي, وذلك بعد أن أمسك به البائع مرددا تعالي شوف ومش هتندم, ولكن ذلك الشاب قابله بالسباب. مش عاوز هدوم والله أنا رايح أجيب أكل.. قالها محمد أشرف طالب لبائع كان واقفا أمام أحد المحال, ليوضح أن هذه المأساة يتعرض لها كلما مر من الشارع, مطالبا بوضع حل من قبل الدولة لصد هذه الظاهرة التي تنفر المارة من الشواربي ومنطقة وسط البلد بأسرها.