تعتبر كفرالشيخ أكبر المحافظات في إنتاج الأسماك حيث تنتج33 % من إنتاج مصر من الأسماك ومن المنتظر ان يرتفع الإنتاج الي65% بعد الانتهاء من مزرعة بركة غليون السمكية التي تعتبر اكبر مزرعة في منطقة الشرق الاوسط ورغم ان المحافظة تنتج حاليا ثلث إنتاج الدولة من الأسماك لوجود بحيرة البرلس ومزرعتي الزاوية والخاشعة والعديد من المزارع السمكية الخاصة إلا أن الإنتاج تراجع بشكل ملحوظ في السنوات الماضية لأسباب عديدة. يقول حمدي شرابي رئيس جمعية الصيادين بالبرلس إن تراجع الإنتاج السمكي يرجع لأسباب كثيرة ففي البحر المتوسط علي سبيل المثال صيد الزريعة الصغيرة من البحر السبب الأول لتراجع الإنتاج ورغم محاصرة هذا النوع من الصيد إلا أن الإمكانيات الهائلة لمافيا صيد الزريعة تمكنهم من تحقيق أغراضهم وطالب شرابي بإعادة تفعيل قرار منع الصيد في البحر المتوسط خلال شهري يونيو ويوليو وهي فترة إنتاج الزريعة الصغيرة, موضحا خطورة الصيد خلال هذين الشهرين وان توقف العمل بقرار منع الصيد خلالهما من بعد ثورة يناير تسبب في زيادة لصوص الزريعة وتراجع الإنتاج بدرجة كبيرة. وأشار شرابي إلي أن تراجع الإنتاج في بحيرة البرلس يعود لذات السبب, بالإضافة الي كثرة التعديات عليها وتقلص مساحتها وانتشار البوص والحشائش خلال السنوات السابقة, لافتا الي ان الدولة تبذل كل جهودها حاليا لإعادة البحيرة إلي سابق عهدها باعتبارها ثاني اكبر البحيرات في مصر بعد بحيرة المنزلة, مؤكدا وجود6 حفارات تعمل في مناطق مختلفة بالبحيرة لتطهير البوغاز وأجزاء كبيرة من البحيرة, مشيرا إلي أن ما يحدث حاليا من أعمال تطوير ينبئ بعودة البحيرة الي سابق عهدها. ويضيف رئيس جمعية الصيادين أما عن تراجع الإنتاج في المزارع الخاصة فيرجع الي زيادة أسعار العلف بالمقارنة بالسنوات الماضية وأصبح هذا السبب زريعة لتجار التجزئة والجملة لرفع الأسعار بحجة زيادة أسعار العلف مطالبا الدولة بالتدخل بقوة لإيقاف مهزلة ارتفاع أسعار الأسماك بما لا يتناسب مع أي زيادة أخري. ويري الصافي المرسي المتحدث باسم الصيادين والفلاحين بالبرلس ان السبب الرئيسي لتراجع الإنتاج السمكي هو تلوث مياه مصرف كوتشنر وما يحتويه من مواد سامة نتيجة الصرف الصناعي فيه خاصة انه يصب في البحر المتوسط مباشرة رغم صدور قرار بإقامة محطات تنقية للمصرف ورغم تبرع إحدي الشركات اليابانية ب10 ملايين دولار لهذا الغرض من قبل إلا أنه لم يتم تنفيذ شيء حتي الان. وأضاف أنه من أهم الأسباب ايضا الصيد الجائر للزريعة بكافة أنواعها من طوبار وبوري وقاروص ولوت ووقار, بالإضافة الي ترك الصيادين والتصريح لهم بالصيد بمراكب مخالفة تتحرك بموتور( حسك) يتسبب في قتل الزريعة ويتم الصيد فيه بغزل مخالف علي مرأي ومسمع من جميع المسئولين عن البحيرة الذين لم يحركو ساكنا لإيقاف هذه النهزلة. وأشار المرسي إلي أن هناك مشكلة أخري ببوغاز البرلس الذي يغذي البحيرة لتنتج جميع أنواع الأسماك العادية والبحرية ومنها الجمبري والثعبان السمكي والكابوريا حيث يتم صيدها زريعة صغيرة فيضعف الإنتاج كما تعاني بحيرة البرلس من الصيد الجائر عن طريق المراكب المخالفة واللنشات, بالإضافة الي التعديات الكثيرة علي البحيرة خلال السنوات الماضية. وأوضح المرسي ان معظم الأعلاف الموجودة بالأسواق مغشوشة لضعف الرقابة عليها ما تسبب في إصابة الأسماك بأمراض غير معروفة حتي للمتخصصين ما أدي إلي ضعف الإنتاج وبالتالي ارتفاع أسعار الأسماك حيث ارتفع سعر البلطي الحجم الكبير الي40 جنيها للكيلو والبوري الي50 جنيها والطوبار35 جنيها. من جانبه قال أحمد عبده نصار نقيب الصيادين بكفرالشيخ والمتحدث باسم صيادي مصر أن الثروة السمكية في مصر عموما تفتقد الي وجود استراتيجية واضحة في العمل, مشيرا إلي أن هيئة الثروة السمكية ليس لها اي صلاحيات فرئيس الهيئة من الممكن ان يصدر قرارا يلغيه الوزير( وزير الزراعة) كما ان عدم تحديد جهة مختصة ووحيدة مسئولة عن الثروة السمكية يتسبب في إثارة البلبلة بين الصيادين وعدم وجود رؤية حقيقية لإدارة هذا القطاع المهم, بالإضافة الي تهميش قطاع الصيد من وزارة الزراعة رغم أهميته لذا لابد ان يتم فصل هيئة الثروة السمكية عن وزارة الزراعة وان يمنح رئيس الهيئة صلاحيات الوزير او ان يتم إنشاء وزارة للثروة السمكية ويجب ان تكون هناك استرتيجية متكاملة وواضحة يشارك فيها أهل الخبرة مع الجهات المعنية والجهات العلمية المختصة, لافتا الي ان تطهير البحيرات والبواغيز وإقامة محميات طبيعية علي السواحل المصرية من شأنه ان يسهم في زيادة الإنتاج. وأوضح نصار أن قلة المعروض من الأسماك في أسواق كفرالشيخ لا يرجع الي انخفاض الإنتاج فحسب إنما يرجع أيضا لوجود بورصة الأسماك بالرياض التي تعتبر مركزا لتجميع الأسماك بشتي أنواعها حيث يتم تصدير كميات كبيرة الي الخارج وبالتالي يظهر ان هناك انخفاض في الإنتاج إلا ان الحقيقة تؤكد ان الإنتاج زاد خلال الأشهر الأخيرة خاصة في إنتاجية بحيرة البرلس التي يتم تطويرها حاليا للعودة الي الزمن الجميل.