زريعات الأسماك بعد ضبطها على أحد المراكب تقع بحيرة البرلس ثاني أكبر بحيرة في مصر بمحافظة كفر الشيخ التي تساهم بحوالي 40٪ من الانتاج السمكي علي مستوي الجمهورية.. حيث تطل علي البحر المتوسط شمالا ونهر النيل غربا وذلك من خلال بحيرة. البرلس وآلاف المزارع السمكية التي تنتشر علي سواحل المحافظة.. ومع تزايد عمليات الصيد الجائر لزريعة الاسماك خاصة البوري والبلطي ببحيرة البرلس لبيعها لاصحاب المزارع السمكية عوضا عن أنشاء مفرخات اسماك خاصة بها لتزويدها بالزريعة لارتفاع تكلفة هذه المفرخات فأن هذه الثروة الغذائية الكبيرة مهددة بالاختفاء بعد أن ادت تلك الممارسات إلي تناقص المخزون السمكي ببحيرة البرلس ووصوله اليحد الخطر بما يؤدي إلي القضاء علي الاسماك في البحيرة كما سيقضيعلي مزارع الاسماك التي لن تجد بديلاً لذلك لعدم انشائها المفرخات الخاصة بها. ويعد تهريب الزريعة من الاعمال المخالفة للقانون ويتم مطاردة هذه المافيا بصفة مستمرة داخل بحيرة البرلس وامام شواطيء المحافظة.. ولكن الارباح الضخمة التي تحققها مافيا الزريعة تدفعهم للمخاطرة والاستمرار في صيدها وبيعها لاصحاب المزارع.. ويقوم كبار تجار الزريعة «بتسريح» عدد كبير من الصبية والصيادين علي المراكب والصيد بشباك بفتحات ضيقة لصيد الزريعة داخل بحيرة البرلس قرب الجزر المتواجدة بها والتي تشهد تجمع صغار الاسماك الي جانب منطقة البوغاز التي تتواجد بها زريعة البوري بكميات ضخمة. وبالنسبة لكيفية بيع هذه الزريعة فإن كبار التجار يقومون بتجميعها ووضعها في احواض ثم يأتي اصحاب المزارع لشرائها ويتم حساب اعداد بواسطة «مصفاة» وجري العرف ان كل مصفاة تحتوي علي الف وحدة زريعة.. ويتراوح سعر المصفاة الواحدة بين 300 الي 400 جنيه بالنسبة للبوري و 200 جنيه بالنسبة للبلطي.. ويتم وضعها في أكياس بلاستيكية مملوءة بالمياه وتزود بكمية من الاكسجين ويتم احكام غلقها ونقلها مباشرة إلي المزارع.. وحتي الزريعة التي تنفق فإن التجار يقومون بتجفيفها وطحنها وبيعها لاصحاب المزارع كعلف للاسماك. ورغم الجهود الامنية والحملات المكثفة علي بحيرة البرلس الا ان مافيا الزريعة مازالت مستمرة في نشاطها مما يهدد الثروة السمكية ببحيرة البرلس.. خاصة أن عمليات تزويد البحيرة بالزريعة التي تقوم بها هيئة الثروة السمكية لا تتناسب مع الكميات الضخمة التي يتم تهريبها لمزارع الاسماك. كفر الشيخ - ضياء أبو كيلة