لا يخفي علي احد من العرب الاطماع التركية التاريخية في ثرواتهم, ليس الآن بدافع أيديولوجي متطرف كما يفعل أردوغان, ولكن منذ سنوات طويلة استعمر فيها العثمانيون بلاد العرب, وسلبوا أموالهم تحت رايه الخلافة العثمانية المزورة, والآن تجددت الأطماع مع سيطرة المتطرف الأخواني علي القرار التركي. وخلال العشرين سنة الماضية لم تتوقف يوميا الهجمات التركية ضد الدول العربية, في العراقوسوريا بدعوي مقاومة الأكراد الانفصاليين, وفي مصر وليبيا بحجة مساندة الإخوان, والآن بلغ التبجح التركي مداه, واصبح أردوغان يعلن جهارا نهارا رفضه للحديث عن تواجده العسكري في قلب الخليج, وأن هذا التمدد العسكري من حقه دون استئذان من أهل الخليج الذين يملكون قوة درع الجزيرة كقوة خليجية موحدة, ويقول في استهجان.. عندما نبرم اتفاق تعاون دفاعي مع أي بلد, هل يتوجب علينا أن نحصل علي إذن من البعض؟ وأن مدينة بعشيقة العراقية هي له, وان مدينة الرقة السورية كانت لأجداده سابقا. ان قوات تركيا العميلة تحتل بالفعل أراضي ومدن سورية, وأن قواته متواجدة في الدوحة عاصمة قطر لن تتركها إلا إذا ألح وطلب القطريون مغادرتها, وأنه يؤيد قطر راعية الارهاب في كل مواقفها, بل إن أردوغان وصف المطالب العربية المقدمة لقطر لإعادتها إلي الصف العربي بأنها مخالفة للقوانين الدولية, ووصف هذه العقوبات, بأنها غير مسبوقة في منطقة الخليج, وعبر أردوغان عن تأييد تركيا لموقف قطر منها, فماذا يقصد اردوغان من هذا السلوك المعادي للعرب؟! للاجابة لابد أن نعود إلي الوراء قليلا, حيث لعب أردوغان دورا حاسما في تمكين جماعة الإخوان الارهابية من الحكم في تركيا, وجعل الجماعة نافذه في مفاصل الدولة التركية, ولذلك اصبحت تركيا دولة يسيطر عليها الإرهاب وجماعاته من القمة إلي القاع, تستخدم ثرواتها ونفوذها وموقعها وقواتها المسلحة في تنفيذ اهداف الجماعة الام. ولهذا السبب تري الايدي التركية الآثمة تعبث داخل ليبيا, وتمد جماعات هناك بكل ماتحتاج إليه من أسلحة وأموال ومعدات ومعلومات, وتجد هذه الايدي الخبيثة تعبث في العراق وفي سوريا وتجدها أيضا في اليمن والصومال ناهيك عن الدوحة, بمعني اللعب القذر في كل ملعب ينشط فيه الاخوان وتابعوهم, تجد الايدي التركية هناك, تنقل لهم الأسلحة وترسم لهم الخطط وتوفر لهم الانتقال, ثم المساندة السياسية والعسكرية كما هو الحال مع قطر, بما يعني أن تركيا اصبحت قاعدة كبري للإرهاب يتجمع فيها كل الفصائل, وينطلق منها كل الكوادر الارهابية لتنشر الدم والخراب في المنطقة كلها, ولن تبقي اوروبا بعيدا عن الارهاب التركي بل سينطلق الارهابيون إلي الدول الاوروبية بمساندة تركية كاملة, وهنا يكمن خطر كبير...يحمل اردوغان أفكارا عنصرية خالصة ولدية اطماع لا حدود لها في الثروات العربية, وهو موروث أجداده الذين أزاقوا بلاد العرب سوء العذاب, اضف إلي ذلك السيطرة الإخوانية الكاملة علي سلوكيات الرجل, تجعل منه الآن خطرا حقيقيا علي الأمن القومي العربي, وليس الأمن القومي المصري فحسب, ويستوجب وقفة حاسمه من الدول العربية, ليعرف أردوغان أن مد نفوذه العسكري لقلب دول الخليج هو خط أحمر, وأن دعمه التطرف في مصر وليبيا واليمن وسوريا هي سلوكيات شاذه ستعود علي تركيا بالعقوبات والحصار وستجعلها دولة منبوذة في محيطها العربي, وأن سلوكيات تركيا الأخيرة خطيئة كبري لابد أن تدفع ثمنها, وأن توقف الدول الأربع كافة تعاملاتها التجارية مع تركيا لتشعر بالعزلة الحقيقية, ولا ستتمادي في غيها وسلوكها الأرعن وستتحول تدريجيا إلي مصدره للإرهاب إلي كل أنحاء العالم.