كان نصيب الراحل يونس شلبي من الحياة الكثير من الحضور والموهبة, والقليل من التوفيق في ادارتهما, ويونس شلبي فلاح مصري صميم, ولد بالمنصورة31 مايو1949, ولم يفلح عالم الفن في إخفاء لكنته الفلاحي المحببة. درس شلبي في المعهد العالي للفنون المسرحية, وتم اختياره في مسرحية مدرسة المشاغبين1973 ولم تكن المشاغبين مجرد مسرحية حققت نجاحا لجميع من شارك في صنعها, بل كانت أيقونة لجيل كامل, خاصة عندما تم منعها لفترة علي خلفية انها تهدر الأخلاق الحميدة. لعب يونس في المسرحية دور ابن الناظر الذي يتهته في الحديث, ويكاد لا يكمل جملة, ويمكنك القول بأن هذه الشخصية هي الأب الروحي للمبي ودبور وغيرهما من الشخصيات غير السوية التي تم تقديمها بعد ذلك. وقع يونس شلبي في آسر الشخصية, وأعاد تقديمها في مسرحية العيال كبرت وفي عشرات الأعمال التي اشترك فيها, وشجعه علي استمراره في ادائها تكوينه الجسماني, وحجم الطلب عليه في السينما من خلال ذلك الدور. لم يتنبه شلبي إلي انه يمتلك امكانات اكبر من هذا, تلك الإمكانات التي ظهرت في أعمال قليلة اشترك فيها علي فترات, فيونس شلبي يمتلك صوتا مميزا يمكنه من أداء الاسكتشات او الأغاني الخفيفة علي غرار ما قدمه سمير غانم وثلاثي أضواء المسرح وفؤاد المهندس, مماكان يؤهله للعب دور أكبر في تاريخ الفن, لاسيما الاستعراضي, ربما لم يساعده وزنه, وربما كان استسهال المخرجين هو الذي حرمه من ذلك. وتكشف حلقات بوجي وطمطم التي قدمها الراحلان صلاح جاهين ومحمود رحمي هذه الطاقة لدي يونس شلبي, الذي حقق بصوته في تلك الحلقات ما لم يحققه في77 فيلما من نوعية عليش دخل الجيش والعسكري شبراوي و4 2 4 والتي لا تستحق حتي عناء البحث عن مخرجيها وتاريخ انتاجها. من العلامات التي تدل كذلك علي ثقل حجم موهبة يونس شلبي دوره في مسلسل عيون عندما لعب دور حيرم فكان ندا للأستاذ فؤاد المهندس في كثير من الحلقات, وربما تفوق عليه احيانا, خاصة في مشاهد النهاية التي ظهر فيها جانب آخر من حيرم الغلبان, وهو الحاسم القاطع. علي أي حال, فإن النجم الراحل من هؤلاء الذين لا يمكن ان تمر عليهم مرور الكرام, وهو من أعمدة الكوميديا المصرية, الذين لقي أغلبهم مصيرا مبكيا في أواخر حياتهم, فكما أصيب علي الكسار وعبدالفتاح القصري وعبدالسلام النابلسي وحسن فايق وغيرهم بأمراض مزمنة أصيب يونس شلبي بعدة أمراض, حتي توفي في12 نوفمبر2007, وكان رحيله سببا في فتح ملف تخلي أهل الفن عن زملائهم, بعد أن تجاهل زملاؤه مساندته حيا, والعزاء فيه ميتا, بل إن أحد مقدمي البرامج استجدي زملاءه للظهور في حلقة لتكريمه, فلم يلب النداء إلا واحدة, هي طمطم أو هالة فاخر التي كانت شريكة بوجي في الطف اعمال شلبي, وربنا يرحم الجميع.