قبل الثلاثين من يونيو.. كانت الصورة مختلفة تماما.. ضبابية وظلامية ومصاعب وآلام دفينة وصمت لا يعرف لسانه الطريق إلي الكلام. ما بين هذا وذاك.. قوة تحمل يلمح كل من يقترب منها أنها قادرة علي صهر كل يد تسعي لتوجيه ذلك الشعب القادر والملهم والعظيم إلي دهاليز ظلامه وإمارات تآمره ومخابئ أهله وعشيرته. تجمعت المصاعب وتزايدت.. ظنت جماعة الشيطان أنها المالك والضامن والحامي.. أخذ قادتها يصعدون إلي أعلي قمم جبال الغرور وهم من فرط غرورهم يصرخون: لمن الملك اليوم. خلف تلك البطولات الزائفة والشعارات الواهية والواهمة كانت دماء الكرامة لا تزال كعادتها تجري في دماء شعب لا يعرف الانكسار.. لا يعرف الهزيمة.. لا تطرق بابه خافية الاستسلام أو شبح السمع والطاعة. من بين أبناء ذلك الشعب كان إلهام قائد تشكلت عقيدته في بيت الوطنية والعزة والكرامة الذي لا يعرف إلا الانتصار لأبناء وطنه.. وكان صدقه مع نفسه وإخلاصه وانحيازه لشعبه كفيلا بأن يشكل علامة للنصر القريب جسرها إرادة شعب وجسرها الآخر ثورة تريد لمصر ألا تكون في معية مرشد الشيطان للدمار والتخريب والقتل والإرهاب. وما بين استقطابات وانكسارات وآمال في غد أفضل عادت مصر من جديد إلي هويتها وملامح تاريخها الذي لا يعرف التعصب ولا التطرف ولا يفتح أبوابه لمن أدمن إشعال نيران المذهبية والعرقية والفتنة الطائفية. تمسكت مصر بقلب واحد لا يعرف النفاق ولا الرياء ولا الكذب.. وعقل يكره السقوط في حاشية السمع والطاعة. ذهب القلة إلي حيث يريد مرشد الشيطان واختاروا الانفصال عن غالبية الشعب. ورفضت الغالبية من جموع المواطنين أن يسرق أحد إرادتهم وتماسكهم وبحثهم المستمر عن الغد الأفضل. رفض وثار ورفع من أجل مستقبله بإرادة بلا حدود شعارين لا ثالث لهما في وجه من سعوا لتميم رغبته في التغيير نحو الأفضل وما يلامس تلك الإرادة من إصلاح. ارحل ويسقط حكم المرشد ثورة شعب تلاقت مع بطولة قائد.. إرادة مواطن حولت برده إلي نيران في وجه المستبد.. غضبة وطن لامست إخلاص واحد من أبناء مؤسسة الكرامة الذي ضحي بنفسه ومستقبله ورفض إغراءات لا حدود لها وتصدي لتهديدات أبسطها الاغتيال وهو إحدي مفردات لغة الدم التي يدركها تجار الدين ومحتكرو تجارة التلاعب به. كانت الإرادة في التمسك بهوية مصر. وكانت ثورة الملايين في الشوارع والميادين وكان القائد في قلوب أبناء وطنه وكان إنقاذ مصر من وحل السمع والطاعة.. ودموع التطرف.. ودماء الفتنة وسجون الإرهاب. تلاقت إرادة المواطنين مع إيمان القائد وبالفعل كانت30 يونيو ثورة شعب وبطولة وطن