يقبل المسلم علي شهر رمضان بهمة عالية وعزم صادق علي تعميره بالأعمال الصالحة من بدايته إلي نهايته والهمة العالية معناها أن يتطلع المسلم إلي معالي الأمور ولا يرضي لنفسه بالمراتب السفلي فعلو الهمة وقوة العزيمة من الصفات المهمة التي ينبغي أن يتصف بها المسلم فمن تحلي بها فاز برفع الدرجات في الدنيا والآخرة فالله سبحانه وتعالي يربي المؤمنين علي التطلع إلي أعلي المقامات فيقول سبحانه علي لسانهم ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما الفرقان-74, فلم يطلبوا أن يكونوا متقين فحسب بل سألوا الله جل وعلا أن يجعلهم أئمة للمتقين, فيالها من همة عالية وفي السنة النبوية تربية للمؤمنين علي السعي نحو الكمال ومحاولة الوصول نحو الأفضل والأحسن والتحذير من سقوط الهمة والرضا بالدون فعن الحسين بن علي رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: إن الله تعالي يحب معالي الأمور وأشرافها.. ويكره سفاسفها رواه الطبراني في الكبير, فصاحب الهمة العالية يصون نفسه عن سفاسف الأمور ودناياها ويطمح دائما إلي ما هو أفضل وأحسن ومن تأمل في أحوال بعض الناس يجدهم يقبلون علي الطاعة في أول شهر رمضان وتري المساجد مليئة بالمصلين في جميع الأوقات بدءا من الفجر إلي صلاة القيام ثم ما هي إلا ليال معدودة وأيام يسيرة إلا وتفتر الهمم ويحل محلها الكسل والتثاقل عن الطاعة والعبادة والمسلم الصادق الحريص علي الجنة لا يكون إلا ذا همة عالية لا يعرف العجز ولا يألف الكسل خاصة في شهر الهمة العالية فرمضان شهر علو الهمة تعلو فيه همة المسلم عن غيره من الشهور فمعوقات علو الهمة تزول كلها في شهر رمضان فالجنة مفتحة والنار مغلقة والشياطين مصفدة والبيئة صالحة والأعوان علي الخير كثر فينبغي للمسلم أن يكون صاحب همة عالية يسعي إلي معالي الأمور وفيما يصلحه من أمر دينه ودنياه وأن يبذل في سبيل ذلك الغالي والنفيس وألا يكون ضعيف الهمة يحب الراحة والكسل فإنه بقدر التعب تكتسب المعالي ومن طلب العلا سهر الليالي وعلو الهمة يحتاج إلي جهد ومجاهدة وصبر ومصابرة, وتلمس الأسباب التي توصل إليه, وسلوك الطرق التي تؤدي إليه فعلو الهمة من الصفات التي ينبغي أن يتصف بها المسلم الذي يريد الله والدار الآخرة.. ألا إن سلعة الله غالية, ألا إن سلعة الله الجنة.