كان لابد لمسلسل مثل واحة الغروب, باتساع مساحة أحداثه في فترة درامية من تاريخ مصر وفي صحراء لا يحدها شيء, وكذلك اتساع مجال الأسئلة الوجودية التي يطرحها عن الأنا والآخر, من فريق تقني قوي يقوده مخرج متمكن, وهو ما وفرته شركة الإنتاج للمسلسل بإسناده إلي المخرجة كاملة أبو ذكري, التي حققت نجاحا كبيرا من قبل في مسلسلات مثل ذات وسجن النسا, ومجموعة من الفنيين المهرة برز منهم بشكل واضح مديرة التصوير نانسي عبد الفتاح. والملاحظ أن فريق كاملة التقني, من الفنيين الذين اعتادوا العمل معها, لا يتغير تقريبا, فيما عدا حلول فوزي العوامري مكان شيرين فرغل في المناظر والديكور, وجمعة عبد اللطيف مكان نائل الشيخ في الصوت.. فقد استمر تعاونها- في واحة الغروب- مع تامر كروان في الموسيقي ووسام وجيه الليثي في المونتاج, وبالطبع مع نانسي في التصوير, حيث شكل تعاونهما الدائم معا ثنائيا أظن أن المشاهد العادي بات يعرفه. لابد أن تأخذ هذه الفنانة حقها, فقد استطاعت أن تجعل من التصوير بطلا للعمل تماما مثل أبطاله من الممثلين, ولا أبالغ إذا قلت: إنها رسمت بالضوء والعدسة- بالتعاون مع زملائها وتحت قيادة المخرجة بالطبع- لوحات تشكيلية جميلة في جميع حلقات المسلسل, خاصة في مشاهد الصحراء, سواء النهارية أو الليلية.. وتنوعت مصادر الضوء بين الطبيعي, والشموع, والمشاعل, أو حتي نور القمر والفلاتر التي تعطي تأثيره ليلا. واتفقت المخرجة مع مديرة التصوير علي تلوين المسلسل كله بالأصفر المحمر, لون الصحراء, أو لون النار كرمز للصراع المشتعل علي أكثر من صعيد, أو ربما لون الخواجاية زوجة البطل الأجنبية التي تؤدي منة شلبي دورها.. المهم أن الإضاءة, والتصوير, وكل ما يتعلق بالصورة حاضر في كل لقطة من المسلسل, ومتميز بصورة لا يمكن أن ينكرها أو يخطئها أحد. كل ما أطلبه من نانسي أن تستمر في تسخير الصورة لخدمة الدراما, وألا تنزلق إلي فخ الاستعراض بالجماليات البصرية علي حساب تلك الدراما.