تترقب بريطانيا, ودول الاتحاد الأوروبي اليوم, قرار الصندوق في واحدة من أهم الانتخابات التشريعية في تاريخ البلاد الحديث. ويتصدر المنافسة حزبا المحافظين الحاكم بزعامة تريزا ماي, والعمال, أكبر أحزاب المعارضة, بزعامة جيرمي كوربين علي تحديد مسار بريطانيا خلال السنوات المقبلة. وتحذر ماي من أن فوز العمال في الانتخابات سوف يؤدي إلي ما وصفته بتحالف فوضي يجمع بين العمال وحزب الديمقراطيين الليبراليين. ويتهم حزب المحافظين كوربين بالتساهل مع الإرهاب, وتبني أفكار مدمرة سوف تؤدي إلي انهيار الاقتصاد وتراجع فرص العمل والفشل في الحصول علي صفقة مضرة ببريطانيا في مفاوضات خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي. ويركز حزب العمال علي تردي الخدمات الأساسية في بريطانيا تحت حكم حزب المحافظين منذ عام.2010 واتهم كوربين حكومة ماي بالمسئولية عن التراجع الأمني الذي أدي إلي نجاح سلسلة من الهجمات الإرهابية الأخيرة. ويشير العمال إلي تخفيض20 ألفا من قوات الشرطة البريطانية نتيجة برنامج تقشف اقتصادي. ويحذر كوربين من أن استمرار المحافظين في الحكم سوف يعني تراجع خدمات هيئة التأمين الصحي والتعليم والمواصلات والرعاية الاجتماعية وحماية الفئات الضعيفة مثل المعوقين. وتعهد كوربين بالعمل علي منح أجهزة الأمن والشرطة جميع الصلاحيات التي تحتاجها لأداء مهامها الأمنية, وإعادة النظر في سياسة مواجهة التطرف. ويشمل برنامج حزب العمال تأميم واستعادة ملكية الدولة للمؤسسات الخدمية الرئيسية. ويسعي حزب الديمقراطيين الليبراليين بزعامة تيم فارون إلي استعادة سمعته التي فقدها بسبب مخالفة وعوده الانتخابية بعد تحالفه مع حزب المحافظين عام.2010 ويتعهد فارون بانتهاج سياسة تضمن الحصول علي اتفاق مع الاتحاد الأوروبي يضمن حماية مصالح بريطانيا الاقتصادية وعلاقات قوية مع أوروبا. ويشمل برنامج الديمقراطيين زيادة ميزانية الرعاية الاجتماعية. وكان فارون قد استبعد الدخول في تحالف مع العمال. واتهم ماي بالدعوة المفاجئة إلي انتخابات مبكرة فقط لخدمة أهداف حزب المحافظين, بعد أن كانت استطلاعات الرأي قد أشارت إلي تقدم الحزب, وليس مصالح بريطانيا. ويسعي فارون لكسب أصوات مؤيدي بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. من ناحيتها تسعي نيكولا ستيرجين, رئيسة وزراء إقليم أسكتلندا, زعيمة الحزب الوطني الأسكتلندي, إلي زيادة عدد النواب الأسكتلنديين في مجلس العموم البريطانية بما يخدم مصالح الإقليم. وتقول ستيرجين: إن زيادة العدد سوف تضمن أن يسمع صوت أسكتلندا. ودعت الأسكتلنديين إلي منع حصول حزب المحافظين علي أغلبية في البرلمان المرتقب. وتسعي ستيرجين إلي إجراء استفتاء ثان بشأن استقلال أسكتلندا عن المملكة المتحدة بعد الاستفتاء الشعبي علي الخروج من الاتحاد الأوروبي. وكانت غالبية الأسكتلنديين قد صوتت لصالح البقاء في الاتحاد. ويشكو الأسكتلنديون من تدهور الخدمات وفرض العمل ومستوي المعيشة بسبب سياسات حزب المحافظين. ويراهن حزب استقلال المملكة المتحدة يوكيب علي جذب أصوات المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ويدعو الحزب بزعامة بول ناتل إلي إستراتيجية صارمة في التفاوض مع الاتحاد الأوروبي وضرورة وقف الهجرة الأوروبية إلي بريطانيا لحماية اقتصاد وأمن البلاد فيما يصفه بخروج حقيقي. ويطالب ناتل بتشديد غير مسبوق في القوانين وتدابير الأمن بما يشمل وضع المشتبه في علاقتهم بالإرهاب في معسكرات اعتقال, وحظر النقاب. ويحاول حزب الخضر إلغاء سياسات حزب المحافظين التقشفية. ويدعو برنامجه الانتخابي لأن يكون للشعب البريطاني الكلمة النهائية في أي اتفاق بشأن خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي. ويتبني الحزب بزعامة كارولين لوكاس سياسات تدعو إلي دعم مشروعات الطاقة المتجددة بهدف الحفاظ علي البيئة. ويقول: إن هذه المشروعات سوف توفر مئات الآلاف من فرص العمل, كما يرفض ميزانية الرعاية الاجتماعية والصحية. ويعارض حزب بلايد كيمري, في إقليم ويلز, سياسات حزب المحافظين. وتقول لين وود زعيمة الحزب: إن إعادة انتخاب المحافظين بأغلبية مريحة يهدد ويلز. ويسعي برنامج الحزب إلي حماية مصالح سكان الإقليم بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.