علنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس في لندن بشكل مفاجئ عن إجراء انتخابات مبكرة يوم8 يونيو المقبل, لتخفيف الانقسامات السياسية بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقالت ماي إنها قررت علي مضض ضرورة إجراء الانتخابات بعدما استبعدت في وقت سابق إجراء أي انتخابات قبل عام.2020 وصرحت خارج مقر رئيس الوزراء البريطاني في داوننج ستريت بوسط لندن لقد قررت أن السبيل الوحيد لضمان اليقين والأمن لسنوات قادمة هو إجراء هذه الانتخابات. واتهمت حزب العمال والحزب الليبرالي الديمقراطي المعارضين, والحزب الوطني الأسكتلندي, ومجلس اللوردات, الغرفة العليا في البرلمان, بالسعي لتأجيل خططها للخروج من الاتحاد الأوروبي. وقالت ماي: إذا لم نجر انتخابات الآن, فإن ألاعيبهم السياسية سوف تستمر. وتابعت: سيكون خيارا بين قيادة قوية ومستقرة للمصلحة الوطنية, معي كرئيسة للوزراء, أو حكومة ائتلافية ضعيفة وغير مستقرة من حزب العمال والحزب الليبرالي الديمقراطي. وأكدت ماي أن الانقسامات السياسية يمكن أن تقوض خطط حكومتها بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي, وبالتالي فإن الانتخابات ستكون فرصة واحدة لتحقيق هذا أثناء اتفاق الاتحاد الأوروبي علي موقفه التفاوضي وقبل بدء المحادثات المفصلة. وأوضحت يعتقد معارضونا أنه نظرا لأن الأغلبية لدي الحكومة محدودة جدا, فإن هذا سيضعف عزيمتنا وأنهم يمكن أن يجبرونا علي تغيير المسار. وأضافت: إنهم مخطئون, لقد قللوا من قوة تصميمنا علي إنجاز هذه المهمة. ويمتلك حزب ماي حاليا330 نائبا في مجلس العموم, الغرفة الرئيسية بالبرلمان, الذي يتألف من650 مقعدا, بأغلبية17 نائبا. وأعلنت أنه من المقرر أن يصوت البرلمان البريطاني اليوم علي إجراء الانتخابات الجديدة, وتحتاج ماي خلال التصويت إلي تأييد أغلبية الثلثين في البرلمان لإجراء الانتخابات. ورحب حزب العمال البريطاني الذي يعد أكبر أحزاب المعارضة بخطة ماي لإجراء انتخابات عامة في يونيو المقبل. وقال جيرمي كوربين زعيم حزب العمال: أرحب بقرار رئيسة الوزراء بإعطاء الشعب البريطاني الفرصة لانتخاب حكومة تعطي الأولوية لمصالح الأغلبية. ويعني موافقة كوربين علي خطة الانتخابات أنه من المرجح أن تحصل خطوة ماي التي ستطرحها أمام البرلمان, علي أغلبية ثلثي عدد أعضاء مجلس العموم بشكل مريح, وهي النسبة المطلوبة في الاقتراع لتمرير قرار إجراء الانتخابات. وأضاف كوربين: إن حزب العمال سيقدم لبريطانيا بديلا فعالا لحكومة فشلت في إعادة بناء الاقتصاد, وأدت إلي تراجع مستويات معيشة المواطنين, كما قامت بتخفيضات مدمرة في الإنفاق علي مدارسنا وعلي خدمات الرعاية الصحية علي المستوي الوطني. وتابع: إننا نتطلع لإظهار كيف سينحاز حزب العمال لشعب بريطانيا. من جانبه, قال الحزب الليبرالي الديمقراطي المعارض إن إجراء انتخابات عامة سيمنح بريطانيا الفرصة لتفادي أضرار خروج صعب من السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي. وقال زعيم الحزب تيم فارون في بيان وجهه للناخبين: إن هذه الانتخابات هي فرصتكم لتغيير اتجاه بلادكم.. إذا كنتم تريدون تفادي خروج صعب كارثي. إذا كنتم تريدون إبقاء بريطانيا في السوق الموحدة. إذا كنتم تريدون بريطانيا مفتوحة متسامحة وموحدة, فإن هذه هي فرصتكم. وأضاف: إنه بإمكان الليبراليين الديمقراطيين فقط الحيلولة دون هيمنة أغلبية محافظة. وفي السياق ذاته, قالت رئيسة وزراء أسكتلندا نيكولا ستيرجن في تغريدة علي حسابها علي موقع التواصل الاجتماعي تويتر: إن قرار رئيسة الوزراء البريطانية بإجراء انتخابات عامة مبكرة يعد مسعي من جانب حزب المحافظين الذي تنتمي إليه, للتحرك ببريطانيا صوب اليمين, والدفع بقوة عبر مفاوضات شاقة للخروج من الاتحاد الأوروبي وفرض مزيد من التخفيضات في الإنفاق العام. ومن ناحية أخري قال أنجوس روبرتسون زعيم المجموعة البرلمانية للحزب الوطني الأسكتلندي في البرلمان البريطاني في تغريدة له علي حسابه في تويتر: إن الانتخابات المبكرة في يونيو المقبل ستكون اختيارا واضحا في أسكتلندا بين حزبه وبين حزب المحافظين. كما أعلن الحزب الجمهوري الأيرلندي شين فين أنه سيعارض خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي, وسيطالب بالحصول علي وضع خاص لأيرلندا الشمالية في الاتحاد الأوروبي, وذلك قبيل الانتخابات العامة البريطانية. وقالت ميشيل أونيل زعيمة شين فين في أيرلندا الشمالية إن حزبها عارض خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لأن ذلك سيشكل كارثة لشعب أيرلندا, ولاقتصادنا وخدماتنا العامة. وأضافت أن شعب أيرلندا الشمالية صوت بوضوح في الاستفتاء الذي أجري في يونيو الماضي لصالح رؤية مستقبلهم في البقاء داخل الاتحاد الأوروبي, ومنذ ذلك الحين تجاهلتنا تيريزا ماي بشكل واضح.