أكدت الدكتورة لمياء محسن أمينة عام المجلس القومي للأمومة والطفولة أنه خلال الشهور الستة المقبلة ... سيتم الانتهاء من وضع الخطة التنفيذية للتصدي لظاهرة أطفال الشوارع وأن مشروع قانون حفظ حقوق المعاقين في انتظار عرضه علي مجلس الشعب القادم. وقالت في حوارها مع الأهرام المسائي أنه من الأفضل نقل تبعية المجلس إلي رئاسة الوزراء مؤكدة أن المجلس يعتمد علي التمويل الحكومي والمنح من الهيئات الدولية. وإلي نص الحوار * عدم استتباب الأمن بعد الثورة وترويع عدد من البلطجية للأطفال في بعض المدارس لابد ان يكون له أثر نفسي سيئ علي الأطفال؟ ** يدرب المجلس عددا من الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين في المدارس منذ فترة طويلة لجذب الأطفال الي المدرسة لمنع التسرب من التعليم لكن زاد علي هذا البرنامج مكون جديد هو كيفية التعامل مع الطفل وتأهيله في حالة تعرضه للفزع أو للخطر. اما بالنسبة لأطفال الشوارع لاتوجد قرينة لدينا أنهم أصيبوا لكن ما تصورناه وبدأنا العمل عليه أنه قد تم استخدامهم في أعمال البلطجة. * رأي المجلس في قانون الرؤيا؟ ** قانون الرؤيا قام بصياغته المجلس القومي للمرأة ولكن موضوع الولاية التعليمية هو ما نص عليه قانون الطفل وأنا مع أن تظل تلك الولاية التعليمية مع الحاضن لأنه في بعض حالات الطلاق قد يسجل من له حق الولاية التعليمية وليس حضانة الأطفال في مدارس بعيدة عن منزلهم من باب العناد وهو ما يضر بالأطفال في النهاية. إلا ان تلك المسألة برمتها يتولي وزير العدل دراستها ويبحث مدي دستوريتها ولا قول الا للقضاء. * تعرض المجلس للانتقاد لفشله في حل ظاهرة أطفال الشوارع!! ** المجلس وضع استراتيجية في2003 للتصدي لظاهرة اطفال الشوارع إلا أنها لم تفعل لكن بعد ثورة25 يناير بدأنا نضع الخطة التنفيذية لهذه الاستراتيجية بالتشارك مع كل الوزارات والهيئات الحكومية وغير الحكومية المعنية وتم عمل عدد من الاجتماعات مع عدد من الجمعيات الأهلية المهنمة بأطفال الشوارع ونتصور أنه في خلال الستة أشهر القادمة سوف ننتهي من عمل الخطة التي تحدد دور كل شريك مما سوف يؤدي الي طفرة في التصدي لتلك الظاهرة. *أين تقع اولوية الطفل المعاق علي اجندة المجلس القومي للطفولة والامومة؟ ** قام المجلس باعداد قانون لحفظ حقوق المعاقين كان من المنتظر ان يعرض علي مجلس الشعب المنحل ونحن في انتظار عرضه علي المجلس القادم بإذن الله ونحن نتعامل مع هذا الملف علي ثلاثة محاور أولا: تدريب العاملين في قطاع الصحة من اطباء وممرضين أو اخصائيين اجتماعيين علي كيفية التعرف علي الطفل المعاق في مراحل عمره الأولي.. والمحور الثاني هو خط الاعاقة الساخن الذي يتعامل مع مشكلات المعاقين النفسية والقانونية إلا ان الخط يحتاج المزيد من نشر الوعي بوجوده وتحديثه وهذا ما نعمل عليه وثالث محور هو لجنة البت والشكاوي التي تتلقي احتياجات المعاقين وشكاواهم ثم ترسلها للوزارات المعنية. بالاضافة الي ان المجلس من خلال الجمعيات الأهلية يساعد المعاقين علي توفير الأطراف الصناعية وسماعات الأذن ويتكفل ببعض العمليات لمنع الاعاقة مثل زراعة قوقعة الأذن ونحن بصدد ان ننشيء وحدة متكاملة علي المستوي المركزي بالاضافة الي وحدة معنية بشئون الطفل المعاق في كل اقليم علي الأقل لأن معاق الصعيد بالتأكيد سوف تواجهه صعوبات في القدوم الي القاهرة. * ماهي الخطط القومية التي سوف يابتاها المجلس في الفترة المقبلة؟ ** المجلس بصدد عمل خطة وطنية للطفولة يتم ترتيب اولوياتها لتتواءم مع الظروف الحالية وتتضمن كل ما يهم الطفولة من تعليم, صحة عدالة اجتماعية, تضامن ومشاركة وسوف نركز علي سد الفجوات والفئات الضعيفة والمهمشة كما ان الخطة بها جزء كبير يتعلق بمكافحة الفقر وفقر الأطفال علي وجه الخصوص ونتمني ان ننتهي من اعدادها في خلال الشهرين القادمين. * هل يمكن أن تشهد مصر في المستقبل القريب نهاية لتسرب الأطفال من التعليم؟ ** نحن نحاول منع التسرب قبل حدوثه فمثلا قمنا بمسح في محافظة القاهرة للأطفال متكرري الرسوب لأنهم الأكثر عرضة للتسرب وأظهر المسح ان الاسباب وراء الرسوب قد تكون معاناة الطفل من مشاكل اقتصادية نفسية او صحية او كل هذه الاسباب مجتمعة كما نقوم بتدريب الاخصائيين النفسيين لعمل استبيان لفهم جذور المشكلة وبشكل مبدئي قمنا بتدريب41 اخصائيا نفسيا في135 مدرسة علي عينة عشوائية. كما ان دراسة الفقر في2010 اظهرت ان الاطفال قالوا إن وجود وجبة مدرسية يجعل المدرسة جاذبة لهم لذلك قمنا بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني ومع محافظة حلوان في أكثر مراكزها فقرا وهي كفر العلو والمعصرة بتوفير وجبات مدرسية منذ شهر يناير وحتي نهاية العام الدراسي الحالي. وهناك برنامج في خمس محافظات في الصعيد لتطوير مهارات مدرس الابتدائي حتي يكون مصدر جذب للأطفال ويحببهم في التعليم. * ما مدي استفادة المجلس من التعاون مع المنظمات الأهلية؟ ** علي سبيل المثال لا الحصر نحن نتعاون مع مؤسسة مصر الخير لبناء10 مدراس صديقة للفتيات في مدينة الأقصر ومحافظة اسوان. ومؤسسة مصر الخير تدعم برنامج للاستفادة من ال5000 صديقة للاسرة اللاتي عملن كمتطوعات مع وزارة الأسرة والسكان لتنمية الوعي السياسي والتعريف بالدستور وبالحقوق السياسية في محافظات مصر المختلفة. * مازال مفهوم الاتجار بالبشر ملتبسا في ذهن العديد من المصريين هل يمكن ان يؤثر ذلك علي التصدي لتلك الظاهرة؟ ** الاتجار بالبشر مرتبط بالتجارة في الأعضاء البشرية ومرتبط بقضية الزواج الموسمي للفتيات مقابل المال ومرتبط بسرقة الأطفال وتهريبهم للخارج واستغلالهم في العمالة القسرية أو الدعارة وهذا ضد الدين والقيم والآن يوجد العديد من الاضطرابات في المنطقة العربية في الشرق والغرب والجنوب وموقع مصر في الوسط يجعلها معبرا وهناك خطة وطنية نعمل بها مع وزارة الخارجية لمكافحة الاتجار بالبشر منذ ثلاث سنوات فالموضوع ليس بجديد لكن الآن لابد من التركيز علي هذه القضية اكثر ومنذ يومين تم عقدأول لقاء وطني حضره ممثلو الجمعيات الأهلية والمنظمات الدولية المعنية. * اما آن الأوان ان تكون للمجلس فروع في المحافات أو الوزارات ليخرج من شرنقة كون دوره استرشاديا وليس تنفيذيا وبالتالي يكون ملاذا فعالا للأطفال وذويهم لحل مشكلاتهم؟ المجلس هو اعلي سلطة في مصر تضع وتخطط السياسات والاستراتيجيات الخاصة بالأطفال والتنسيق بين الجهات المختلفة المنفذة لتلك السياسات ثم متابعة وتقييم التنفيذ وهذا هو الدور الأمثل نظريا لأن الجهة المنفذة لا يجب ان تكون هي المقيمة حتي لا يحدث تضارب لكن المجلس يقوم بتنفيذ بعض النماذج الاسترشادية بالمشاركة مع الجمعيات الأهلية أو الجامعات أو بعض الجهات الحكومية للاستدلال علي نجاح بعض السياسات وبالرغم من صعوبة التنسيق البالغة في مصر الا انه منذ عام بدأنا نعمل مع العديد من الهيئات لوضع خطة قومية للطفولة في مصر. * ماذا عن مصادر تمويل المجلس؟ ** المجلس يحصل علي تمويل من الحكومة المصرية ومن جهات مانحة أجنبية تعمل علي تمويل برامج معينة ولا تعطي اموالا سائلة والمجلس يعمل علي تقوية العلاقة مع تلك الجهات لدعم المجتمع المدني بالذات في ظل ظروف البلد الحالية. * تبعية المجلس القومي للطفولة والأمومة حائرة منذ انشائه بين عدة جهات هل أثر ذلك علي ادائه؟ ** مشروعات المجلس لم تتأثر نظرا لأن وزير الصحة الحالي علي قدر كبير من التفهم والخبرة وترك لنا حرية العمل بالطريقة التي اعتدنا عليها باستقلالية تامة وميزانية منفصلة لكن القضية ان المجلس القومي للطفولة والأمومة لا يهتم بصحة الطفل فقط بل بتعليمه وحماية وتمكين اسرته لذلك نجد ان كل العاملين بالمجلس مازالوا يعتقدون انه من الأفضل ان تؤول تبعية المجلس لرئاسة الوزراء مرة أخري. * هل ارتفاع نسبة الأمية يعوق تنفيذ خطط المجلس؟ ** بالطبع لذلك الاعلام المحلي مهم جدا لما له من تأثير كبير وكذلك نتعاون مع هيئة تعليم الكبار ونقدم دعما للأمهات اللاتي تذهب فتياتهن للمدارس صديقة الفتيات ونركز علي تنمية المهارات الحياتية للأمهات وتدريبهن علي أنشطة مدرة للدخل في القري والنجوع بالذات في880 قرية بالصعيد. * كيف نضع حدا لتعرض الأطفال للاهمال أو العنف في بعض دور الرعاية؟ ** المكان الأفضل للطفل هو في وسط اسرته فان لم يتيسر فالأفضل ايجاد اسرة بديلة له لكفالته وليس لتبنيه وهذا النظام معمول به في قطر واغلب دول الخليج حتي يشعر الطفل بالدفء الأسري ولا يوصم بكونه خريج دار رعاية ولتفادي المخالفات التي تحدث في بعض تلك الدور. * مستقبل الطفولة والمجلس بعد الثورة؟ ** التنمية والاستثمار هما المستقبل فطفل اليوم هو من سيقود البلاد غدا وتمنياتي ان ينجح في التنسيق بين جميع الأطراف المعنية بالطفولة لتحقيق كل ما هو في مصلحة اطفال مصر وان يكون هناك مشروع قومي لتدريب الاخصائيين الاجتماعيين العاملين مع الأطفال.