جاء قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر, أمس بعد فاصل من مراحل التأزم في العلاقات بين دول عربية عدة وبين نظام الدوحة تتابعت حلقاتها سريعا في الفترة الأخيرة. ولطالما دعت عواصم خليجية وعربية السلطات القطرية إلي التوقف عن سياستها التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة, والتلاعب والتهرب من الالتزامات والاتفاقيات ولكن دون جدوي. لكن الأمر بلغ أبعادا جديدة بعد كلمة لتميم بن حمد أمير قطر, بثتها وسائل الإعلام القطرية, في24 من شهر مايو الماضي, لخصت الخطوط العامة للسياسة القطرية, التي لا تتسق وكونها عضوا في مجلس التعاون الخليجي وملتزمة بالخط العام لسياساته. وجاء في كلمة الأمير تميم التي بثت علي وكالة الأنباء الرسمية والتليفزيون الرسمي, أن قاعدة العيديد الأمريكية سبب في حماية بلاده من أطماع بعض الدول المجاورة, مؤكدا أنها( القاعدة) الفرصة الوحيدة لأمريكا لامتلاك النفوذ العسكري بالمنطقة. وأن لدي قطر تواصلا مستمرا مع إسرائيل, مشيرا إلي أن التوتر مع الولاياتالمتحدة لن يستمر بسبب التحقيقات القانونية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الأمريكي, وأن إيران تمثل ثقلا إقليميا وإسلاميا لا يمكن تجاهله, وبلاده تحتفظ بعلاقات قوية مع الولاياتالمتحدةوإيران في وقت واحد. أيضا قال: إنه ليس من المصلحة التصعيد مع إيران, خاصة أنها قوة كبري تضمن الاستقرار في المنطقة, كما وصف تميم ميليشيات حزب الله اللبنانية بأنها حركة مقاومة. وفي اليوم التالي لهذه التصريحات أعلنت قطر أن موقع وكالة الأنباء تم اختراقه وليست هناك تصريحات للأمير. وبعد أيام قليلة من كلمة الأمير, بثت وسائل الإعلام الإيرانية تفاصيل مكالمة بين أمير قطر والرئيس الإيراني, تضمنت التزاما بتعزيز العلاقات بين البلدين وتقويتها رغم العقبات. ونشرت قناة الجزيرة كاريكاتيرا مسيئا للعاهل السعودي الملك سلمان لتعود وتسحبه, وفي اليوم التالي نشر موقع ميدل إيست آي باللغة الإنجليزية, المملوك لقطر, ويصدر من لندن, كاريكاتير أكثر إساءة للعاهل السعودي. وفي الأول من يونيو زار أمير قطرالكويت فيما وصفت بأنها زيارة رمضانية تقليدية, ويبدو أنه لم يناقش فيها إمكان وساطة كويتية بين قطر وجيرانها الخليجيين, مثلما فعلت الكويت في2014 بعد أزمة أخري فجرتها قطر مع جيرانها الخليجيين. ولم تصدر أي بادرة عن قطر تشير إلي احتمال فك الارتباط بينها وبين التنظيمات والجماعات المتطرفة والإرهابية التي تدعمها ماليا وسياسيا, بل وتوفر لها غطاء قانونيا بإيواء قياداتها في قطر. وبالأمس أعلنت البحرين والسعودية ومصر والإمارات واليمن وليبيا قطع العلاقات مع قطر وإغلاق الحدود معها.