رحب رؤساء لجان مجلس النواب بنتائج المباحثات الثنائية بين وزير الخارجية المصري ونظيره السوداني, أمس, التي شملت الاتفاق علي التعاون العسكري والأمني بين البلدين, وإعادة تفعيل برلمان وادي النيل, مؤكدين أن الخلافات بين البلدين سحابة صيف وانتهت, وأن أنصار الإخوان وراء محاولة زرع الفتنة بين الشعبين الشقيقين. وأعلن النائب مصطفي الجندي, رئيس لجنة الشئون الإفريقية بالبرلمان, عن تجهيز اللجنة لزيارات متبادلة بين برلماني البلدين, وتبني مشروع زراعي وتنموي مشترك في أسرع وقت ممكن, مؤكدا أن العلاقة بين مصر والسودان علاقة رحم ونسب, ومصير مشترك بين الشعبين, في ظل تواجد ملايين السودانين في القاهرة, واستقرار العديد من أبناء مصر في الخرطوم. وقال الجندي في تصريحات خاصة لالأهرام المسائي, إن أنصار جماعة الإخوان, ومسانديها في الغرب, وراء محاولة تأجيج الخلافات بين الشعبين, لضرب العلاقة فيما بينهما, مؤكدا أن التيار الديني المتشدد هو المستفيد الأكبر من الخلاف, رافضا إيواء السودان لأي إخواني داخل أراضيها, لأن خلاياهم النائمة سواء في مصر والسودان وراء محاولات إشعال الفتنة. وأوضح الجندي أن العلاقة أقوي من أي اختلاف بين قيادات البلدين, التي ستذهب يوما ما, وستبقي الشعوب, مشيدا بالمباحثات الجارية لحل أي خلاف قد يعكر صفو العلاقة بين البلدين, مؤكدا أنهما كيان ودولة واحدة, وإن كان لهما حاكمان, لارتباط وحدة المصير والدم بين الشعبين, وعدم استطاعة دولة العيش بمنأي عن جارتها. وأشار الجندي إلي أن السوادن لم يكن يوما محتلا من مصر, بل إن البلدين وقعا تحت الاحتلال الإنجليزي, وأنه يجب تجاوز أي نقاط خلافية, والانطلاق فورا نحو مشروع تكامل, من خلال تدشين مشروعات زراعة وري مشتركة, والقفز فوق إشكالية حلايب وشلاتين بجعلها منطقة تنمية وتكامل, وليست محل تنازع. من جانبه, قال اللواء كمال عامر, رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان, إن العلاقات بين البلدين إستراتيجية في المقام الأول, ولا يمكن أن تستغني مصر عن السودان, التي تعتبرها عمقا إستراتيجيا لها, مذكرا بواقعة لجوء الطائرات المصرية إلي المطارات السودانية في أعقاب حرب.1967 وأضاف عامر في تصريحات خاصة لالأهرام المسائي, أن السودان جزء لا يتجزأ من الدولة المصرية, وتجمعهما روابط متعددة, أهمها نهر النيل والمصاهرة بين الشعبين, حيث كانت حدود مصر مفتوحة دوما لأبناء الخرطوم, في ظل استضافة القاهرة لما بين3 إلي4 ملايين سوداني, يحظون بنفس الحقوق والواجبات للمصريين. وأشار عامر إلي أن القيادة السياسية تدعم الحكومة السودانية في المحافل الدولية, في إطار واجب مصر تجاه الشعب السوداني, الذي لن تعكر أي خلافات في وجهات النظر صفو العلاقات بين الحكومتين, مؤكدا أن الخلافات الأخيرة سحابة صيف, وانتهت فور المباحثات الجارية بين الجانبين, استنادا إلي العلاقات الأزلية بين الشعبين. ونوه رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي إلي أهمية القوي الناعمة, ودورها في تهدئة الأجواء بين البلدين, نظرا لتفاعل السودانيين بشدة مع الثقافات والآداب المصرية, مشددا علي أن حلايب وشلاتين أراض مصرية, والأشقاء في السودان يدركون هذه الحقيقة التاريخية, ومنحها إدارة تلك المناطق إبان فترة الاحتلال اقتصر علي تنظيم الرعي بين القبائل المصرية والسودانية. كما اكد المهندس محمد فرج عامر رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب ان التاريخ والواقع يؤكدان دائما ان هناك خصوصية في العلاقات بين مصر والسودان وانه مهما حدث من فتور في العلاقات فان العلاقات بين مصر والسودان ستظل استراتيجية وقوية وتاريخية خاصة ان شعبي وادي النيل هما شعب واحد تربط بينهما العلاقات الاسرية والعائلية واشاد المهندس محمد فرج عامر بالقضايا التي تم طرحها للنقاش علي مائدة الحوار المصري السوداني خلال زيارة وزير الخارجية السوداني للقاهرة. بدوره, قال اللواء سعد الجمال, رئيس لجنة الشئون العربية, إن العلاقة بين البلدين ممتدة وراسخة, وأكبر من أي محاولات للوقيعة من جانب بعض وسائل الإعلام, مؤكدا أن مصر لا تتدخل في الشئون الداخلية للسودان من قريب أو بعيد, في إطار سياستها الخارجية التي تحترم سيادة الشعوب, وخاصة دول الجوار. واستشهد الجمال بموقف مصر الداعم للسودان, سواء من خلال التنديد بالعقوبات الاقتصادية التي طالت السودان, أو قرارات المحكمة الجنائية الدولية ضد رئيس السودان, باعتباره رمزا وطنيا يمثل شعبه, مشيرا إلي أن التحديات الإقليمية والإفريقية تحتم مزيدا من التوحد والتعاون بين قيادتي البلدين في مواجهاتها.