جدل كبير ومناوشات حادة تسبب فيها مسلسل غرابيب سود علي مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك منذ عرض أولي حلقاته التي يستعرض فيها العالم الخفي لتنظيم داعش وخباياه ويكشف ما يدور داخل معاقل الإرهاب, وقد كان لرواد تويتر النصيب الأكبر من تدوينات الإشادة بالعمل ليس فقط باللغة العربية بل استخدم البعض اللغة الإنجليزية مع كتابة هاشتاج باسم المسلسل. هذا هو العالم السفلي لداعش تدوينة شاركها العديد من المستخدمين من جنسيات مختلفة مع أوصاف وانطباعات متنوعة عن الحلقات الأولي, فكتبت إحدي المشاهدات أنا مش قادرة أصدق إن ده بيحصل حقيقي, وكتبت أخري مسلسل زي ده يحاكي واقع داعش ومقتبس عن قصص حقيقية أتوقع هيكون أقوي عمل درامي في رمضان السنة دي, وكتب آخر شكلها كدا في حاجة هتكون محترمة ونظيفة في رمضان وذات هدف درامي واقعي تدعي غرابيب سود وأشاد أحد المستخدمين بأبطال العمل وبفكرة الاستعانة بفنانين من دول عربية مختلفة وعلق قائلا مهما كانت المشاهد قاسية ومخيفة فالواقع أصعب منه بمراحل, وهي دي الحاجات اللي محتاجين نشوفها خصوصا الشباب للتوعية ضد طرق الجذب والإقناع الإلكتروني, فيما جاءت بعض التعليقات رافضة وناقدة للعمل واتهامها بتشويه الدين الإسلامي وليس فقط صورة التنظيم. ويري عدد من المتابعين العرب أنه سيكون العمل الأفضل بسبب تناول قضية الإرهاب التي يعاني منها العالم بأكمله والأهم تناول الطرق التي يستخدمها قادة التنظيم في تجنيد الرجال والنساء والأطفال في داعش وإحكام السيطرة عليهم. وقد اختار بعض المتابعين رصد عدد من المشاهد وتصنيفها كأفضل مشاهد واقعية وأكثرها إيلاما كمشهد الحافلة النسائية التي كانت تنقل مجموعة من النساء المنضمات إلي التنظيم الإرهابي ومشهد التحرش بالأطفال وتجنيدهم خاصة من جاءوا رغما عنهم مع أهلهم المنضمين للتنظيم, وكذلك كيفية اختيار الشباب الجدد وتوزيعهم علي مجموعات داعش, كما أثار مشهد حديث عدد من النساء عن جهاد النكاح ورغبتهن فيه حالة من الجدل علي فيسبوك حيث رفض البعض التطرق للموضوع فيما أبدي أخريات استياءهن من مجرد فكرة حدوث ذلك في الواقع. كما أشاد البعض بنقل قصص بعض الرافضين للاستمرار في التنظيم الإرهابي ورغبتهم في الفرار منه بعد الانضمام إليه مؤكدين متابعتهم لقصص هؤلاء الذين يرغبون في الفرار والعودة بسبب عدم احتمالهم أسلوب حياة الدواعش وأفكارهم وعملياتهم الإرهابية ضد الأبرياء. ويحذر بعض المستخدمين من الخلط بين مفاهيم التنظيم الإرهابي والدين الإسلامي خاصة عند تناول الأبطال لبعض الآيات القرآنية وتفسيرها وفقا لاعتقادهم مؤكدين أنه خيط رفيع بين صحيح الدين وتطرف داعش ومعتقدات قادتها وأتباعها عن الجهاد. وقد كان لاسم المسلسل نصيب من الجدل حيث انتقد البعض اختيار اسم غرابيب سود بعد توضيح تفسيرها في الآية القرآنية التي وردت في سورة فاطر بمعني الجبال حيث رفضوا تشبيه قادة داعش والمنتمين إليها بالجبال السوداء لأن الجبل يدل علي القوة والثبات, واعتبره البعض جهلا بمعاني القرآن واستخدامها في غير محلها, فيما أوضح البعض أنهم اعتقدوا أن الغرابيب تشبيه آخر كالغربان للتدليل علي الملابس السوداء للتنظيم الإرهابي. ولكن اجتمع المؤيدون والرافضون للمسلسل علي الانتظار حتي نهاية المسلسل للتأكد من وجود رسالة واضحة وهدف حقيقي من وراء رصد تفاصيل مجتمع داعش, كما اعتبروا أن تهديدات التنظيم لأبطال العمل وصناعه والجهة المنتجة له بأنها مجرد كلام. غرابيب سود يجمع عددا كبيرا من الفنانين العرب, من مصر سيد رجب, ودينا, وسمر علام, ورامز أمير, ومن سوريا محمد الأحمد, ومن السعودية راشد الشمراني, ويعقوب الفرحان, ومروة محمد, وأسيل عمران, ومن العراق عزيز خيون, ومن الكويت مرام البلوشي, وسارة محمد, ومني شداد, ومن سوريا شادي الصفدي, وديما الجندي, وربي الحلبي, ومن تونس فاطمة ناصر, وأيمن مبروك, ومن لبنان جو طراد, وليزا دبس, والعمل إخراج كل من حسام الرنتيسي وحسين شوكت وعادل أديب.