استبق اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد مخطط الهجوم السنوي المعتاد لمتسولي المحافظات الأخري علي مدينة بورسعيد خلال شهر رمضان المبارك بمناشدته لأهل الخير معتادي إقامة موائد الرحمن الرمضانية التوقف عن تلك العادة السنوية خلال شهر رمضان المقبل والذي يبدأ يوم26 مايو الجاري. وإنشاء لجنة لجمع الزكاة من أهالي المدينة لتوجيهها إلي مصارف أخري تتعلق بالأعمال الخيرية والمجتمعيه بدلا من احتكارها من جانب المتسولين الذين يفترشون الشوارع والميادين قبل عيد الفطر, وتفعيل دور الشرطة في مواجهة ظاهرة طوفان المتسولين الذي يجتاح بورسعيد سنويا خلال الشهر الكريم ولايخلو من السرقة وتوجيه السباب والشتائم للممتنعين عن دفع الحسنة. وفي أول استجابة رسمية وشعبية من جانب الكيانات النقابية والدينية بالمحافظة لتوجيهات الغضبان في هذا الشأن.. استضافت نقابة التجاريين ببورسعيد تجمعا للقيادات الروحية الإسلامية والمسيحية, وقيادات البنوك والشخصيات العامة وذلك لوضع آلية لجمع زكاة الفطر من خلال الحسابات البنكية التي سيجري تخصيصها لإقامة بعض المنشآت الصحية والتعليمية والخدمية التي يحتاجها أهالي بورسعيد, وتعظيم الاستفادة من زكاة رجال الأعمال والتجار والمستثمرين البورسعيدية بتوجيهها إلي المشروعات الخيرية القائمة علي أرض المدينة الباسلة بدلا من ذهاب بعضها لمشروعات أخري قائمة بالمحافظات الأخري والتي لا يستفيد منها المواطن البورسعيدي. وأكد المحاسب مجدي النقيب نقيب التجاريين ببورسعيد أن اللقاء الموسع الذي عقد بالنقابة قد استهدف مناقشة تكليفات محافظ بورسعيد بشأن الاستفادة من زكاة الفطر والتبرعات المالية لمواطني المدينة خلال رمضان المقبل لإنشاء مستشفي متخصص لعلاج أطفال بورسعيد, وبعض الأمراض الأخري التي تتطلب سفر مرضي بورسعيد يوميا للقاهرة والمنصورة ودمياط والإسماعيلية لتلقي العلاج, وأضاف أن استجابة قيادات بورسعيد في جميع المجالات والاتجاهات لدعوة مجلس النقابة جاءت لتكشف عن حماس الجميع باتجاه مواجهة ظاهرة الاستيلاء علي تبرعات وزكاة أبناء بورسعيد وهي مبالغ مليونية كبري من جانب المتسولين المحترفين, وذهاب الجانب البنكي منها لمصارف أخري كان الأولي بها أبناء المدينة الذين يعانون حاليا من تراجع الحالة المالية بانحسار النشاط التجاري للمنطقة الحرة. وقال النقيب إن قيادات الأوقاف والكنيسة وعلي رأسهم الشيخ إبراهيم لطفي أمين بيت العائلة والقس بولا سعد وكيل مطرانية الأقباط الأرثوكس قد اتفقا علي مشروعية استفادة أهالي بورسعيد بتبرعات وزكاة أثريائها من قبيل أولوية الأقارب والجيران بالإحسان. وفي جولة لالأهرام المسائي بالشارع البورسعيدي للتعرف علي آراء أهالي المدينة الباسلة في مناشدة الغضبان إلغاء موائد الرحمن لمواجهة مافيا التسول التي تستعد حاليا لإغراق المدينة للاستفادة من خيرات أبنائها وكرم مواطنيها المالي اللامحدود.. سجلت السطور الانطباعات المبدئية التالية: يقول أحمد بلاط, مدير مدرسة تنيس الابتدائية سابقا: إن مطالبات محافظ بورسعيد للميسورين من أهالي بورسعيد جاءت استجابة لصرخات أهالي المدينة من حصار المتسولين لهم خلال الشهر الكريم وتمركزهم أمام البنوك ومكاتب البريد لاصطياد المواطنين خاصة السيدات والفتيات وجمع أكبر حصيلة يومية من المال وللأسف يجنون في نهاية الشهر حصيلة هائلة من الأموال نظرا لطيبة وكرم أهالي بورسعيد.. وللأسف تأتي موائد الرحمن الممتدة بالشوارع والميادين والتي يتباري التجار والمستثمرون والشركات العامة والخاصة وميسورو الحال في إقامتها لتشجعهم علي القدوم لبورسعيد وتفضيلها علي جميع المحافظات المجاورة والأنكي أنها تساعدهم علي التفرغ الكامل لمهمة التسول بعيدا عن مجرد التفكير في عناء البحث عن وجبة الإفطار, ويضيف أن علي من يريد أن يفعل الخير عبر موائد الرحمن توصيل الوجبات للمستحقين وهم بمنازلهم معززين مكرمين وليس هناك أدني داعي لسرادقات الدعاية والإعلان فالمستحقون الفعليون لا يستفيدون من هذه الموائد وكلنا نعلم ذلك. يؤكد محمد بدر, مدير إدارة الأملاك السابق بحي العرب, أن البورسعيدي الحق ومهما كانت ظروفه المالية قاسية لن يكشف وجهه بتناول الإفطار في أي من موائد الرحمن المقامة في بورسعيد.. لذلك لا يستفيد من تلك الموائد سوي النازحين والوافدين علي بورسعيد ومعظمهم ممن يحضرون للتهريب والتسول والنشل والسرقة وبنظرة واحدة لشوارع المدينة الباسلة ومنافذها الجمركية خلال شهر رمضان تكفي للتأكيد علي الكم الهائل للمتسولين والمهربين وسارقي شنط السيدات الذي تعاني منه المدينة والتي بات في حاجة لتفعيل قرارات اللواء عادل الغضبان وتكثيف المكافحة من جانب قيادات الشرطة وعلي رأسهم اللواء زكي صلاح مدير أمن بورسعيد. فيما يقول محمد الطرابيلي, مدير بجمارك بورسعيد: إن الأوضاع الاقتصادية الصعبة الضاغطة علي الأغلبية العظمي من المواطنين تستوجب تشجيع كافة المبادرات الخيرية الرامية لتفعيل التكافل الاجتماعي ومن بينها مظاهر التكافل المعتادة لشهر رمضان مثل موائد الرحمن..وكنت أتمني أن تكون هناك آلية لتشجيع التجار ورجال الأعمال ببورسعيد علي زيادة عدد الموائد والتي تقلص عددها بالسنوات الأخيرة وليس الضغط عليهم لإلغاء ما تبقي منها.. وأضاف إذا كانت الموائد تستقبل المتسولين فهي في نفس الوقت تستقبل الفقراء والأغراب الذين تضطرهم الظروف للإفطار خارج بيوتهم. وسألت الأهرام المسائي اللواء عادل الغضبان في أسباب وجدوي مناشدته الرمضانية والتي لم يستوعبها البعض ممن يفضلون الابتعاد عن تقييد الأعمال الخيرية التي اعتاد المصريون عليها.. فيقول: إن موائد الرحمن تحديدا لا تفيد المواطن البورسعيدي ونادرا ما يقبل عليها لذلك هي عامل مساعد علي مضاعفة أعداد المتسولين الذين يقطعون طريق أهالي المدينة ويحاصرونهم في كل مكان بإلحاحهم وأساليبهم التي تسيء لمنظر المدينة وتشوه سمعة مصر بأسرها أمام ضيوفها خاصة الأجانب القادمين لزيارة المدينة عبر السفن السياحية. والبديل هنا يعرفه جيدا الإخوة تجار المدينة والشركات القائمة علي مثل هذه الأفعال الخيرية العظيمة والذين يعرفون بالضبط المستهدفين بأعمالهم من مواطني المدينة وأسرها المحتاجة.. وعليهم توجيه وجبات الإفطار لمنازل هؤلاء المواطنين وأسرهم الذين يخجلون من التواجد علي موائد الرحمن, وبالإمكان الاتفاق مع المطاعم لتقديم تلك الوجبات لمستحقيها في الأحياء الشعبية الزهور والضواحي والمناخ والعرب بدلا من إقامة موائد لا يستفيد منها هؤلاء المستحقون الحقيقيون الذين يغلقون أبواب منازلهم عليهم ولايقبلون الإفطار بموائد الرحمن التي يقبل عليها طبعا كاشفو الوجوه من محترفي التسول النازحين للإقامة ببورسعيد شهرا كاملا لجني الحصيله السهلة من الأموال. ويضيف الغضبان أن توجيهاته لقيادات البنوك بالبحث عن آلية لجمع زكاة الفطر تحديدا وتوجيهها لإقامة منشآت صحية أو تطوير القائم منها بالفعل ودعمه بأحدث الأجهزة الطبية جاءت لمواجهة ظاهرة استسهال البورسعيدية لإخراج زكاتهم لنفس المتسولين المتواجدين بالشوارع والذين يفترشون الأرصفة ويحاصرون المساجد قبل عيد الفطر للاستفادة من الراغبين في إخراج الزكاة قبل فوات موعدها وقبل صلاة الفطر بدقائق تغادر جيوش المتسولين بورسعيد ومعهم حصيلة مالية لم يكن ليحصلوا علي ربعها لو تسولوا في السعودية نفسها بالعشر الأواخر لشهر رمضان.