أحاول أن أكون متفائلا.. أنظر بأمل للغد.. أزرع الحلم في قلوب أبنائي وبناتي.. هكذا كنت ولا أزال.. ولكني لم أعد أستطيع فالواقع أصبح مريرا والأمور تزداد سوءا.. لم يعد هناك ما يمكن أن يصنع الأمل في النفوس, ولا حتي في الأحلام التي تحولت إلي كوابيس تزعج المصريين. الواقع أكثر سوادا من أي خيوط نور نحاول أن نغزل ضوءها.. العتمة تضرب حياتنا بسياط غليظة, تلهب ظهور الجميع, لم يعد هناك مصريا إلا ونيران الغلاء تحرق كل جنيه في جيبه, إن كان هناك هذا الجنيه الذي فقد قيمته. ماذا يفعل الناس؟ لم يعد الأمر محتملا.. لقد طفح الكيل, ولم يعد في إمكان غالبية المصريين أن يتحملوا أعباء المعيشة التي تحولت إلي جحيم يومي ينصهرون في ناره, حتي الزبالة لم تعد كريمة كما كانت ليأكل منها البعض, فلم يعد عند الناس ما يمكن أن يلقوه في أكوام القمامة سوي همومهم. ووسط كل هذا ومع الارتفاع في الأسعار يخرج علينا وزراء يعلنون عن زيادات جديدة في الخدمات التي تقدمها الحكومة, فمن أين يأتي الناس لتسديد هذه المطالبات التي لا تنظر فيها الحكومة إلي البعد الاجتماعي بعد أن غابت المسئولية الاجتماعية عن فكر حكومتنا, وصل الحال إلي حد لا يطاق, الناس لم تعد تحتمل. فقد شهدت الأسواق المصرية خلال الأشهر الأولي من عام2017 ارتفاعا غير مسبوق في الأسعار بعد التصاعد الكبير الذي شهدته أسعار العملات خاصة الدولار.. ولا تشير التوقعات لانخفاض الأسعار ونحن علي مشارف شهر رمضان الكريم, بل يتوقع خبراء العملات أن الفترات المقبلة سوف تشهد زيادة كبيرة في أسعار العملات وذلك للعديد من الأسباب ومنها زيادة العرض والطلب في شهر رمضان علي الدولار, وزيادة قوة الاستيراد في الفترات المقبلة نتيجة عدم وجود صناعات مصرية. والتقارير الصادرة عن الغرف التجارية تؤكد أن هناك ارتفاعا في أسعار العديد من السلع الغذائية وتشمل الخضراوات والسكر والدواجن واللحوم والبيض والدقيق. هذا الارتفاع الجنوني في الاسعار دفع الإعلاميين الي تحذير الحكومة من تفاقم الأزمة وفقدان صبر الشعب, وراحوا يطالبون الحكومة بالرحيل طالما أصبحت عاجزة عن توفير أقوات المصريين, الإعلامي مصطفي بكري راح يصرخ مطالبا الحكومة بحلول أخري لمواجهة المشاكل غير رفع الأسعار قائلا للرئيس السيسي غلاء الأسعار بقي زيادة عن الحد.. الناس هتجيب منين. وأشار أحمد موسي إلي أن أسعار السلع الغذائية كل يوم في الطالع وبقت نار وذلك قبل شهر رمضان, مستعرضا أسعار عدد من السلع, سعر اللحمة الجملي وصل إلي90 جنيها, وباقي أنواع اللحوم وصلت إلي150 جنيها, والفراخ البلدي وصلت40 جنيها, وأسعار الدواجن والأسماك تجعل شراؤها صعبا ومرة واحدة فقط مع مرتب أول الشهر بعد الحصول علي بدلات وعلاوات, والأسرة العادية لو نزلت تشتري وجبة ب300 جنيه لن ترجع بشيء منهم بسبب غلاء الأسعار, وهذا أيضا حال الأسرة التي معها ألف جنيه وهكذا, فقد كوت نار الغلاء الجميع, ناصحا الحكومة أن ترحم الناس.. ونحن بدورنا نقول احذروا غضبة الجياع!!. [email protected]