يعتبر عمرو سلامة واحدا من جيل جديد من المخرجين الشباب ممن يمتلكون رؤية فنية مختلفة ووجهة نظر مميزه استطاع بهم أن يترك بصمة رغم قلة أعمالة في السينما بالمقارنة بعدد السنوات التي ظهر فيها مخرجا, ومع ذلك يري سلامة في حواره مع الأهرام المسائي أنه استطاع أن يقدم شيء ذات مغزي وهو أفضل من تقديم فيلم كل عام لمجرد التواجد فقط, كما تحدث عن فيلمه الجديد الشيخ جاكسون والذي يري أنه لا يكسر تابوه أو يقدم شيء سلبي ويجب علي من يهاجم الفيلم من خلال الاسم فقط أن يشاهده ليحكم, كما عبر سلامة عن إعجابه بمدرسة المخرج الراحل كمال الشيخ في الإخراج, وأمنيته التي لم تتحقق في التعاون مع أحمد زكي وفاتن حمامة, وتفاصيل أخري في هذا الحوار:- انتهيت مؤخرا من تصوير فيلم الشيخ جاكسون متي موعد عرضه؟ قبل أن يتم عرضه جماهيريا, قدمنا الشيخ جاكسون في أكثر من مهرجان سينمائي, علي أن نقرر بعد ذلك موعد عرضه, وأظن أنه سيكون في شهر7 أو8 علي الأكثر, وهذا ليس معناه أنني اهتم بالعرض في المهرجانات علي حساب الجماهيري, وكلالهما له أهمية عندي بل أفضل أن يعرض فيلمي جماهيريا بشكل أكبر. هل تعتقد أن طبيعة فيلم الشيخ جاكسون ستعرضك لمشاكل عند عرضة؟ الحقيقة لا أري أن الفيلم سيحدث مشاكل, بل العكس لو شاهد من يهاجم الفيلم قبل عرضه سيكتشف أنه لا يحمل أي مشاكل سلبية ولا يكسر تابوه, وقد سبق وحدث معي نفس الأمر في فيلم لامؤاخذه حيث كون بعض المشاهدين فكرة سلبية عن الفيلم نظرا لطبيعة اسمه, وأشاعوا أنه سوف يتطرق لقضايا وأفكار شائكة, ولكن حدث العكس عندما شاهدوه, فلا يجب أن نحكم علي عمل من اسمه, ولكن عند عرضه. هل التعاون مع أحمد الفيشاوي سبب لك بعض القلق خاصة بعد مشكلته الأخيرة مع المنتجة ناهد فريد شوقي وإلي أي مدي كان متعاونا؟ سمعت عن هذا بالفعل ولكن لا أعرف تفاصيل المشكلة التي حدثت بينه وبينها, ولكن فيما يخص الفيشاوي فقد كان ملتزما لدرجة أذهلتني جدا, وأري أنه سيقدم شخصية الشيخ جاكسون بطريقة ستلقي إعجاب المشاهد, حيث تطرق إلي تفاصيل الشخصية بدرجة جعلتني أثق أن دور الشيخ جاكسون كتب خصيصا له, رغم أنني عندما كتبت الفيلم لم أكن قد وضعت شخص معين لتقديم الدور, إلي أن رشح لي أحد الأصدقاء الفيشاوي, وتأكدت أنه اختيار صائب عندما بدأنا التصوير. تحرص دائما علي كتابة سيناريو أفلامك, هل من الممكن أن تخرج فيلم لم تكتب له السيناريو؟ هناك وجهة نظر اتبعها دائما, وهي أنه عندما تجتهد في كتابة السيناريو وتكون ملما بكل تفاصيله ستعرف ماذا تريد منه وسيكون أسهل لي كمخرج في التعامل معه, والعكس إذا كنت سأعمل علي سيناريو لم أكتبه, وسيستغرق مني جهدا كبيرا في التصوير, ولكن ما يجعلني دائما اكتب سيناريو أفلامي هو أنني أريد دائما الكتابة عن شيء يهمني كانسان وأشارك به الجمهور, ودائما ما يكون عندي ارتباط شرطي بين السيناريو والإخراج, إضافة إلي أن هناك مخرجين عظام يقومون بذلك مثل المخرج الكبير داوود عبد السيد والمخرج الراحل رأفت الميهي وعالميا كونتين تارانتينو. لكنك سبق وقمت بكتابة سيناريو مصور قتيل ولم تخرجه؟ بالفعل وكنت سأقوم بإخراج الفيلم وقتها ولكنني رأيت أن المخرج كريم العدل لديه فكرة جيدة جدا لإخراجه ورؤيته تشابهت بشكل كبير لرؤيتي فرأيت أن يقوم بإخراجه. تردد أنك تصمم أفيشات أفلامك أيضا ما مدي صحة ذلك؟ بالطبع لا ليس كذلك بالتحديد, ولكنني أشارك في تصميمها بالطبع, فرؤيتي للعمل أضعها بين يدي المصمم, وقديما كنت أصمم أفيشات قبل أن اتجه للإخراج. هل تهتم بالحصول علي الجوائز في المهرجانات ولا الأهم بالنسبة لك أن عرضهم في المرهجان جائزة في حد ذاته؟ بالطبع الجوائز تفيد بشكل كبير فهي تصنع لك شهرة عالمية ولكن الاهم عندي بالطبع أن اخرج فيلم مقتنع به وبعد ذلك عرض الفيلم جماهيرا ثم في المهرجانات, ووجود الجوائز يسعدني بالطبع فقد حصل فيلم أسماء علي18 جائزة من خلال عرضه في عدة مهرجانات عالمية وهذا اسعدني بالطبع. كيف تري مستقبل السينما المستقلة حاليا في مصر, وخصوصا بعد حصول فيلمي أخضر يابس وعدد آخر من الأفلام علي جوائز دولية؟ بالطبع متفائل بالسينما المستقلة وخصوصا بعد ما حققته في الفترة الأخيرة, ومتفائل أيضا بفن السينما في العموم في مصر واعتقد أن السينما ستكون في مكان أفضل خلال الفترة المقبلة. منذ2008 إلي2017 قدمت للسينما خمسة أفلام بالإضافة إلي المشاركة في الفيلم التسجيلي التحرير2011, هل تعتبر هذا عدد كاف أم قليل مقارنة بالمدة؟ أوقات كثيرة ينتابني إحساس أنني مقل في عدد الأفلام التي أخرجتها وأن هذا العدد قليل جدا, ولكن أوقات أخري أري أنها فترة كافية, ولا أعتبر أن فيلم التحرير استغرق مني وقتا كبيرا بل العكس كنت مشارك في إخراجه وكان مرتبط وقتها بفترة معينة, ولكن أخرجت فيلمين في عام وهما لامؤاخذة وصنع في مصر استغرقوا مني مجهود كبير في التحضير والتصوير لأنني أكتب ما أقدمه للسينما وهذا يحتاج مني وقت, وكانت غلطة مني أن أخرج عملين متتاليين ولن أفعلها مرة أخري. هل من الممكن أن تقوم بعمل درامي تليفزيوني في المستقبل؟ نعم ويوجد لدي أكثر من عمل درامي أقوم بالتحضير لهم منذ فترة طويلة. وما هو سبب التأخير؟ هل هو إنتاجي أم عامل الوقت؟ هو اكثر من عامل بجانب عاملي الانتاج والوقت, فالبطل أيضا يأخذ مني تفكير بشكل كبير, ولكنني لا أتعجل فتفكيري في تقديم مسلسل درامي سيكون مختلف عن السائد لذا أخذ راحتي في التحضير. في حال خروج مسلسلك إلي النور هل ستفضل مشاركته في السباق الرمضاني؟ بالطبع لا ولا أفضل أن أشارك في هذا السباق خصوصا أنه يظلم أعمالا كثيرة جيدة تتوه وسط زحمة هذه المسلسلات, كما أنني لا أحب أن أكون في حالة استعجال بل أكون مشاركا في رؤية العمل وأحصل علي وقت كاف في التحضر, لذا رفضت أكثر من عمل درامي عرض علي المشاركة به في السباق الرمضاني لهذا السبب. ما رأيك في ظاهرة انتشار بعض الأعمال التليفزيونية المأخوذة من فورمات عمل أجنبي؟ لا أري أن تقديم مسلسل من فورمات أجنبي عيب طالما أننا لنا حق تحويله بشكل قانوني, خاصة أنها أصبحت لغة درامية عالمية, ولكن بالنسبة لي أفضل تقديم عمل مصري يتناول البيئة المصرية, ولكن إذا عرض علي فكرة مسلسل فورمات سأفكر في إخراجه. اتجهت مؤخرا لإخراج البرامج مثل برنامج سترداي نايت بالعربي هل كان وراء ذلك الجانب المادي؟ أولا لا يوجد أي عيب في قيام أي مخرج للاتجاه لإخراج البرامج بهدف الجانب المادي لان المقابل المادي فيها أكثر بكثير من إخراج أفلام في السينما, ولكن كان هناك جانب آخر مهم بالنسبة لي فهذا البرنامج من أشهر برامج العالم الترفيهية وكنت أريد المشاركة به ليكون اسمي مرتبط به, وكذلك لكي أتعلم كيف تصنع أمريكا الجانب الترفيهي في برنامج, وكان هناك جانب تمثيلي أيضا, ففي كل حلقة تجد7 استكشات كوميدية, تنمي عندي الجانب الكوميدي لأن الاستكشات عبارة عن7 أفلام قصيرة وتكتشف وجوه جديدة بالعمل مع أبطال البرنامج كل هذه العوامل أثرتني بشكل كبير واستفدت منها, وأرضت غروري كمخرج سينمائي أيضا. كيف نصل بالعالمية بأفلامنا المصرية؟ أري أن المشكلة الأكبر في السيناريو وليس أي عامل آخر, حيث يوجد عندنا مخرجين لهم رؤية ومهمين ولكن ما ينقصنا هو سيناريو جيد, خاصة إذا نظرت لأفلام حصلت علي جوائز عالمية مثل فيلمي ذيب والبائع لوجدت أنها غارقة في المحلية بشكل كبير, لأنه إذا قدم لهم أفلام أكشن أو خيال علمي لا يهم لأنهم لديهم أكثر منها بكثير, ولكن في وجود سيناريو جيد يعبر عن الانسان المصري, وكل ما كانت القضية إنسانية كلما كان وصولها إلي العالمية أسهل, وهذا ما أحاول أن أقوم به أنا ومجموعة من المخريجن مثل محمد دياب وأحمد عبد الله, وعلي القياس إذا نظرنا إلي الأديب العالمي نجيب محفوظ تجده أخذ جائزة نوبل عن رواية غارقة في البيئة المصرية وفي الانسان بشكل عام وكل رواياته كذلك غارقة في المحلية. هل العالمية هي الوصول للمهرجانات الدولية؟ لا يجب أن تنحصر العالمية في المشاركة بالمهرجانات الدولية فهذا ظلم كبير, العالمية الحقيقية أن يتم عرض فيلمك للجمهور الخارجي وأن يعرض فيلمك في معظم دول العالم. ما هي أكثر التجارب التي كنت تتمني أن تكون مخرجها عنما شاهدتها؟ يضحك قائلا: الفيلم الذي كنت أريد بالفعل أخراجه هو فيلم كلب بلدي فكرته جديدة وغير مستهلكة وغريبة ويوجد بها مساحات جيدة من التمثيل وسيناريو جيد أيضا, ومن التجارب العالمية عجبني وبشكل كبير الفيلم الأردني ذيب كنت أتمني أن أكون مخرجه أيضا. من هو الممثل الممثلة المفضلة لعمرو سلامة؟ كنت أتمني أن أتعاون مع الفنان الراحل أحمد زكي والفنانة الراحلة أيضا فاتن حمامة ولي الشرف في هذا التعاون, وأيضا مخرجي المفضل كمال الشيخ لأنه كان يصنع أفلاما أتمني أن أصنعها. ما هو الجديد الذي ستقدمه خلال الفترة المقبلة؟ يوجد أكثر من مشروع لدي بالفعل ولكن في الوقت الحالي أحضر لمسلسل باسم ما وراء الطبيعة وأتمني ظهوره قريبا للجمهور.