اختتم المؤتمر الوطني الدوري الثالث للشباب فعالياته بالإسماعيلية بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء أمس, والذي استمر لمدة ثلاثة أيام بمشاركة1200 شاب وفتاة من محافظات القناة وسيناء. وقد خرج المؤتمر بعدة توصيات أهمها تشكيل مجموعة للتحفيز والمتابعة من شباب هيئة الرقابة الإدارية الذين قاموا بعرض محاكاة للاقتصاد المصري ومجموعة مقابلة لها من البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة لمتابعة التوصيات والخطط وعرض النتائج في مؤتمرات الشباب دوريا, إلي جانب دراسة تطوير المجلس الأعلي للاستثمار وتحويله إلي المجلس الأعلي للاستثمار والتصدير, بالإضافة إلي تفعيل دور المجلس الأعلي للمدفوعات لدمج الاقتصاد غير الرسمي, فضلا عن ميكنة المنظومة السيادية مثل الجمارك والضرائب وذلك للحد من التسرب المالي والبدء في إجراءات إنشاء المجلس الأعلي لقواعد البيانات برئاسة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي. وألقي الرئيس عقب ذلك كلمة فيما يلي نصها: أبنائي وبناتي شباب مصر, السيدات والسادة الحضور الكريم أقف متحدثا إليكم اليوم وكلي فخر وعزة بوقوفي علي هذه الأرض الغالية الساكنة في وجدان وضمير أمتنا والشاهدة علي عبقرية المكان التي وهبها الله سبحانه وتعالي لمصر والمصريين علي ضفاف قناة السويس الخالدة.. شريان السلام الذي يحمل رسالة السلام والمحبة من المصريين إلي العالم كله والذي صنعته تضحيات المصريين وظل رمزا للمجد والعزة علي مدار الأجيال حلقة وصل بين المشرق والمغرب. وعلي الجانب الآخر تبرز لنا أرض سيناء المقدسة بإرادة الله النافذة.. أرض الأنبياء التي شهدت حديث الله لنبيه موسي.. وكانت المسار الآمن للرحلة المقدسة للسيد المسيح عليه السلام.. والتي أقسم العلي القدير بها في قرآنه الكريم المنزل علي النبي محمد عليه الصلاة والسلام.. سيناء.. تلك الأرض المصرية التي روتها دماء الأبرار من أبناء هذه الأمة.. وما زالت ترويها.. والتي تحمل كل ذرة تراب بها عزتنا وكرامتنا الوطنية. إن قراءة التاريخ من أرض سيناء وتأمل تدفق مياه القناة وحيوية الحركة بها.. إنما يؤكدان لي أن ثقتي في قدرات المصريين وعبقرية وتفرد هذا الوطن لم تكن أبدا يقينا بلا سند أو حكما بلا حيثيات أو رجما بالغيب.. إنما جاءت هذه الثقة وذلك اليقين نابعة من قراءة دقيقة وموضوعية للتاريخ الذي خلد الوطن في سجلاته.. وكتب علي المصريين أن يكونوا صناعا للحضارة وزارعين للخير وحاملين لرسالات السلام والمحبة. إرادة شعب مصر وليس دليلا أفضل علي عظمة أمتنا سوي استعراض تضحيات أهل مدن القناة وسيناء.. الصابرين الصامدين المتحلين بالإرادة والعزيمة.. والذين يثبتون في كل لحظة أنهم أهل عزيمة وأصحاب إرادة لا تلين.. تلك الإرادة التي قهرت كل متربص أو معاد لمصر وشعبها.. وكانوا علي الدوام النسق الأول في أي مواجهة تخوضها مصر من أجل استقلالها وكرامتها.. والحق أقول.. إن تضحيات أهل بورسعيد والإسماعيليةوالسويسوسيناء قد كتبت بحروف من نور في كتاب أمتنا الوطني.. والتي ندين لها جميعا بأنها حافظت علي الكرامة والشرف المصري.. وليس هناك أروع من تلاحم شعب مدن القناة مع القوات المسلحة إبان أزمنة العدوان الغاشم حيث رسم الشعب مع جيشه لوحة متميزة ومتفردة.. تحمل شفرات تعصي علي الفهم لمن لم يعرف عظمة مصر شعبا وجيشا. ذكري تحرير الأرض تمر علينا هذه الأيام ذكري تحرير سيناء الغالية.. وهي الذكري التي تبلورت فيها معاني الوحدة الوطنية.. فعلي أرض سيناء اختلطت دماء المصريين مسلمين ومسيحيين لتحريرها كما كانت المعركة السياسية لاسترداد سيناء ومن بعدها استعادة طابا مثالا واضحا علي عراقة الدبلوماسية المصرية.. وكان التناغم بين القوة العسكرية والسياسية دليلا لا يحمل شك علي أننا دولة عريقة.. وكما ذكرت من قبل.. لا حق دون أن تصونه قوة.. ولا قوة دون أن يوجهها عقل راجح قادر علي تحديد وتوظيف أدوات الدولة وعناصر قوتها للحفاظ علي أمنها القومي واستعادة حقوقها المسلوبة كاملة غير منقوصة.. ولهذا فإنه يتحتم علينا أن نقف عند هذه الذكري لنستلهم منها الدروس والعبر.. ونستدعي أدوات النجاح التي تحققت بها.. ونرسم بها خريطة للمستقبل الذي نسعي للوصول إليه.. والذي هو عنوانه بناء دولة ديمقراطية حديثة.. دولة المؤسسات والقانون التي تكفل لمواطنيها المساواة والعدل وتعمل علي تلبية متطلباتهم.. في سياق من المعرفة بالحقوق والمسئوليات والواجبات.. دولة تستقل فيها السلطات وتتكامل من أجل المصالح العليا.. دولة تسعي إلي تحسين مستويات جودة الحياة لمواطنيها.. وتحقيق معدلات مرتفعة لمؤشرات التنمية. التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية إن الدولة المصرية تواجه العديد من التحديات علي جميع الأصعدة.. الأمنية والاقتصادية والسياسية.. كما تتحدي الواقع المرير الذي أصاب الإقليم وتسعي للحفاظ علي بقائها وإعادة بناء مؤسساتها.. وتحقيق التنمية والاستقرار.. ويأتي ذلك في ظل حرب تخوضها الدولة دون تراجع ضد الإرهاب والفساد. استئصال الإرهاب وتجفيف منابعه الإرهاب الأسود الذي يسعي لفرض الفوضي والعنف في ربوع الوطن.. والذي ازداد شراسة وتطورت وسائله نوعيا.. بات الخطر الداهم علي المستويين الإقليمي والدولي.. والذي تواجهه الدولة المصرية بأجهزتها ومؤسساتها بلا هوادة أو تراجع.. فهؤلاء القتلة الذين خرجوا عن سياق الأديان السماوية وسعوا في الأرض فسادا واستباحوا المقدسات الدينية وقتلوا النساء والأطفال.. لا بديل عن مواجهتهم واستئصال شرورهم من الجسد المصري من خلال منظومة للمواجهة تتكامل فيها الجهود الأمنية بالجهود السياسية والمجتمعية والثقافية وذلك لتجفيف منابع التطرف والإرهاب.. وإنني من هنا أناشد المجتمع الدولي والإنساني تحمل مسئوليته التاريخية لتوحيد الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب علي المستوي السياسي والأمني والثقافي والفكري.. كما أوجه تحذيرا لتلك الدول التي ترعي الإرهاب وتقدم الدعم للقتلة من الإرهابيين بأن ما تزرعونه من شر ليس عنكم ببعيد وما تقومون به يعد انتهاكا للقوانين والمواثيق الدولية وجريمة ضد الإنسانية.. كما أنني أؤكد لكل المصريين أننا لن نفرط في الأخذ بحقنا ممن دعم الإرهاب وشارك في سفك دماء مصرية طاهرة. محاربة الفساد ثم يأتي التحدي الثاني.. وهو الفساد الذي يعوق جهود التنمية ويقوض محاولات الانطلاق نحو عملية التنمية الشاملة.. ولذلك فإننا نواجهه من خلال آليات واستراتيجيات تعمل علي تعظيم الاعتماد علي التكنولوجيا وتجفيف منابع الفساد بجانب الملاحقة القانونية للفاسدين. حلم الدولة الحديثة وعلي الرغم من كل هذه التحديات, فإننا نمتلك الحلم.. نعم لدينا حلم عظيم كعظمة وطننا العزيز مصر.. حلم يليق بتضحيات هذه الأمة.. حلم نسعي إلي تحقيقه من أجل الأبناء والأحفاد.. ونهديه تكريما لدماء الشهداء.. ولكي يتحقق هذا الحلم فإن الاصطفاف الوطني ضرورة.. والأخذ بأسباب العلم والحداثة فرض.. والترفع عن الأهواء والمصالح الضيقة حتمي.. حتي نصل إلي ما نطمح له جميعا من وطن في مقدمة الأوطان. استمرارية الحوار المجتمعي إن نجاح فكرة المؤتمرات الوطنية للشباب في إيجاد قناة اتصال بين الدولة والشباب بصفة خاصة.. وجميع قطاعات المجتمع بصفة عامة.. كان حافزا لي للتوسع فيها وتكرارها وتطويرها بشكل مستمر.. باعتبارها أحد المكتسبات المهمة التي تحققت خلال عام الشباب.. والتي يجب أن نضمن لها الاستمرارية من خلال التوسع في نطاق المشاركة فيها عن طريق تنويع أجندتها بجميع الموضوعات التي تتطلب حوارا وتبادلا للرؤي ووجهات النظر.. والحقيقة أنني أكون في غاية السعادة وأنا وسط أبنائي من شباب مصر المتحمس الواعد.. أستمع لهم وأناقشهم كي نصيغ سويا رؤية مشتركة لقضايا الوطن. ولقد كان تشكيل نماذج لمحاكاة الدولة المصرية أمرا موفقا ومحل تقدير وإعجاب حيث يقوم شبابنا المتحمس الواعي بمناقشة القضايا والمشكلات التي تواجهها الدولة في إطار من الموضوعية وعلي أسس علمية ثم يقترحون مسارات للحل بعيدا عن المزايدات. كما كان طرح مبادرة اسأل الرئيس بمثابة آلية فاعلة جديدة لتحقيق التواصل بيني وبين الرأي العام. أكاديمية وطنية لتدريب وتأهيل الشباب في إطار ما عهدناه سويا من الشفافية والمصداقية. لقد كان للتوصيات الصادرة عن المؤتمرات السابقة نصيبا كبيرا في أجندة الدولة, حيث أصبح تنفيذ هذه التوصيات لزاما علينا وتحقق منها الكثير.. وهو ما يؤكد صدق النوايا في الاستماع للشباب والأخذ بآرائهم المبنية علي أسس الموضوعية والتجرد من الأهواء.. كما إن ثقتي في شباب مصر لا حدود لها.. ويقيني بأنهم ان حصلوا علي التأهيل اللازم والفرصة الحقيقية لتولي الريادة.. فإنهم سيكونون علي قدر المسئولية وسيحققون للوطن أمجادا هائلة لا تقل عما صنعه الآباء والأجداد.. وبناء علي هذا اليقين الراسخ, فقد قطعت الدولة شوطا كبيرا في تنفيذ التوصية الصادرة عن مؤتمر شرم الشيخ بإنشاء أكاديمية وطنية لتدريب وتأهيل الشباب وذلك بالتعاون مع كبري المعاهد والمراكز المتخصصة في هذا الشأن بكل دول العالم. مجموعة شبابية تقدم تقدير موقف للدولة في الأمن القومي والإرهاب قدمت مجموعة من الشباب المتدربين في البرنامج الرئاسي لتأهيل للقيادة محاكاة للدولة والحكومة المصرية ومجلس النواب, حيث قدموا تقديرا للموقف العام للدولة في ملفات الأمن القومي ومكافحة الإرهاب والطاقة والبيئة والتعليم والشباب والبحث العلمي ومكافحة الفساد والمسار الديمقراطي والحريات وحقوق الإنسان. ودعا الشباب- خلال جلسة محاكاة الدولة المصرية في ثالث أيام المؤتمر الوطني الدوري الثالث للشباب- إلي مواجهة مثلث الفقر والجهل والمرض إلي جانب مكافحة الإرهاب, والمضي قدما في الإصلاح الاقتصادي مع توفير الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر فقرا ودعم التشغيل والحد من البطالة, بالإضافة إلي إطلاق برنامج وطني لدعم الشخصية والهوية المصرية, وتعظيم الاستفادة من قصور الثقافة ومراكز الشباب وعدم اختزال الرياضة في كرة القدم, وكذلك هيكلة الدعم وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين, ودعم الهيكلة الإدارية وإقامة المجتمع الرقمي, ودعم العدالة الاجتماعية. وفيما يتعلق باستراتيجية مصر الخارجية, دعا الشباب إلي زيادة الاهتمام بالبعد الإفريقي لمصر وإنشاء الوكالة المصرية للتنمية الزراعية والتدريب في إفريقيا نظرا لأهمية هذا القطاع الذي لا يزال غير مستغل بصورة جيدة حتي الآن في القارة الإفريقية, والإسهام في تنمية العنصر البشري الإفريقي. كما دعوا إلي العمل مع الأممالمتحدة لترسيخ مبدأ حفظ الأمن والسلم الدوليين ودعم الدول التي تحارب الإرهاب, والعمل علي توثيق الصلة بالمصريين في الخارج والتوسع في إنشاء مراكز ثقافية مصرية في الخارج. شباب يطلقون مبادرة غير.. تتغير خلال مؤتمر الشباب بحضور السيسي أطلقت مجموعة من الشباب مبادرة تحمل شعار غير.. تتغير, وذلك من أجل تسليط الضوء علي النماذج المؤثرة إيجابيا لتغيير المجتمع نحو الأفضل. جاء ذلك خلال جلسة محاكاة الدولة المصرية في اليوم الختامي للمؤتمر الوطني الدوري الثالث للشباب بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي في الإسماعيلية. ويسعي هؤلاء الشباب إلي تشجيع أقرانهم علي استثمار الوقت واكتشاف قدراتهم وبث حالة من الأمل والتفاؤل في المجتمع المصري. وزير الصحة يستعرض قانون التأمين الصحي الاجتماعي الشامل الجديد استعرض وزير الصحة والسكان الدكتور أحمد عمادالدين راضي, خلال إحدي جلسات المؤتمر التي أقيمت تحت عنوان جهود الدولة لرعاية المواطن صحيا واجتماعيا بالمؤتمر الدوري للشباب المنعقد بمدينة الإسماعيلية في الفترة من25 إلي27 أبريل الحالي برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي ما تم التوصل إليه بقانون التأمين الصحي الاجتماعي الشامل. وأوضح وزير الصحة- بحسب بيان أصدرته الوزارة أمس- أنه تمت مناقشة هذا المشروع علي مدي عدة جلسات بمجلس الوزراء وتمت الموافقة عليه في2 إبريل الحالي وتحويله إلي مجلس الدولة لمراجعة الصياغة القانونية والتشريعية, مشيرا إلي أن هناك تحديات كثيرة تواجه التأمين الصحي الحالي منها تعدد قوانين العمل بالتأمين الصحي وعدم قدرة النظام علي تغطية العمالة غير الرسمية وجمع هيئة التأمين الصحي الحالية بين التمويل وإدارة الأموال وتقديم الخدمة والرقابة, وزيادة معدلات خروج المشتركين ذوي الدخول المرتفعة, بالإضافة إلي تدني دخل الطبيب, وانعدام حرية الاختيار للمرضي بالنسبة لمكان العلاج أو الطبيب المعالج. قال لهم أنتم أمل مصر وسأدفع بكم إلي الأمام السيسي: نستعين بالشباب لأنهم الأكثر حماسة.. ومبادرة دعوة شباب العالم إلي مؤتمر بمصر رائعة قال الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس, إن الشباب هو أمل مصر ونؤيد دائما الاستعانة بهم, مشيدا بمبادرة الشباب المشارك في المؤتمر الوطني الدوري الثالث, والخاصة بدعوة شباب العالم خاصة من الدول العربية والإفريقية إلي المشاركة في المؤتمرات المقبلة, وأن تكون مؤتمرات دولية, واصفا تلك المبادرة بالرائعة, مؤكدا أنه ستتم دراسة مدي نجاحها ومن ثم تنفيذها. وأضاف السيسي- خلال جلسة نموذج محاكاة الدولة المصرية في ثالث أيام المؤتمر الوطني الدوري الثالث للشباب الذي اختتم أعماله أمس بالإسماعيلية- أن مؤتمر الشباب سيتواصل وأن البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة سيتواصل لتجهيز الشباب, ومن تخرج منهم في الدورات السابقة عمل في مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية وفي المحافظات, وأن المجموعة الجديدة التي يتم تدريبها حاصلة علي الماجستير والدكتوراه. وتابع الرئيس: إن الاستعانة بالشباب أمر أتمناه لأنهمم أكثر حماسة وتحركا ومبادرة, وهو أمر يثير السعادة, مشيرا إلي أن الشباب هم أمل مصر وسنسلمهم البلد وعليهم أن يكونوا مستعدين لتحمل المسئولية والدفاع عن البلد. وقال: إن البرنامج الرئاسي هو الوعاء الذي يتم منه اختيار الكوادر والقيادات, مضيفا أن هناك مجموعة يتم تجهيزها لاختيار المحافظين والوزراء منها, موضحا جزءا كبيرا من العمل التنفيذي يحتاج إلي القدرة علي حسن الإدارة والتخصص والتنسيق الرأسي والأفقي للدولة. ووجه الرئيس السيسي حديثه للشباب بالقول أنتم أمل مصر وسأدفع بكم إلي الأمام, مضيفا أن هناك اتجاهين يتم العمل بهما, وهما تأهيل الشباب حديثي التخرج, وكذلك تأهيل الشباب الأكبر سنا من الحاصلين علي الماجيستر والدكتوراه, موضحا أن عملية التأهيل ستكون أيضا خارج مصر حتي يتم إعدادهم بشكل مناسب وتجهيزهم للعمل في الوزارات وكمحافظين.