لم يعد هناك بيت يخلو من مريض قولون! هذا هو الانطباع السائد حاليا من كثرة ما يشتكي المصريون من القولون الذي أصبح في كثير من الأحوال المتهم البرئ حيث تتشابه أعراضه مع أعراض كثير من الأمراض الأخري أ.د كمال الدين عبد الرحمن الأتربي استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد ومدير وحدة أمراض القولون التقرحي والمناعي بمعهد الكبد والجهاز الهضمي بالقاهرة والتي تعد الأولي من نوعها في مصر والشرق الأوسط, يوضح الفروق بين أمراض القولون المختلفة, وكيفية التغلب عليها. يقول دكتور كمال: أمراض القولون هي من أكثر الأمراض شيوعا بين المصريين, فتقريبا لا يوجد شخص إلا وقد اشتكي من القولون في فترة من حياته, وتكمن المشكلة في أن أعراض القولون تتشابه مع أعراض أمراض أخري كما تتشابه أيضا أعراض أمراض القولون المتعددة, فما لا يعرفه الكثيرون أن أمراض القولون ليست نوعا واحدا. أنواع أمراض القولون * التهابات القولون.. التهابات عادية ناتجة عن سوء الهضم والعادات الغذائية السيئة مع قلة ممارسة الرياضة, وهو الأكثر شيوعا ويحتاج علاجه فقط إلي تحسين العادات الغذائية من ضبط مواعيد الطعام وتجنب الأكلات السريعة والدسمة والإكثار من شرب الماء وممارسة الرياضة بشكل منتظم وعدم تناول الطعام في وقت متأخر قبل النوم مع الالتزام بحديث رسول الله( ص) بحسب ابن ادم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه يعني بالبلدي ياكل نص بطن. * القولون العصبي.. والذي يشعر فيه الشخص بانتفاخ شديد بالبطن وغازات وتغير في شكل البراز سواء بإسهال أو إمساك, وقد تكون الأعراض بسيطة وقد تكون شديدة مما يمنع المريض من ممارسة حياته الطبيعية كالذهاب إلي العمل مثلا, وهذا النوع من المرض يبدأ في سن صغيرة وقد يلحظ المريض أنه مرتبط بحالته النفسية مثل تعرضه لأرق أو اكتئاب أو ضغوط حياتية شديدة كما يحدث للطلبة عند أوقات الامتحانات أو المشاكل العائلية, وهذا النوع يحتاج إلي جلسات استماع جيدة من الطبيب للمريض وعمل كثير من الفحوصات مثل مناظير قولونية وإشاعات لاستبعاد أمراض أخري كالأورام حيث يتسبب طول فترة شكوي المريض في اعتقاده أنه مصاب بالورم القولوني, لذلك يجب طمأنته مع إعطائه علاجات خاصة بضبط حركة القولون وأيضا أدوية أخري لضبط حالته المزاجية. * السرطان القولوني.. تكون أعراضه في بادئ الأمر شبيهة بأمراض القولون الأخري ثم يبدأ المريض بالشكوي من وجود دم بالبراز, وفي المراحل المتأخرة يحدث فقدان الوزن والشهية وفقر الدم, لذلك طبقت كثير من دول العالم منظومة الكشف المبكر عن سرطان القولون لمن تخطي عمرهم الخمسين أوفي سن أصغر للمعرضين له أكثر, واكتشافه مبكرا يمنع حدوث مضاعفات وربما يحمي المريض تماما. * القولون التقرحي والمناعي.. وكان أكثر شيوعا في الغرب لكن مع تطور طرق التشخيص والمناظير أصبح معروفا في مصر, ويشتكي المصاب به من سوء هضم وإسهال شديدين وقد يصاحبه براز مدمم ونقصان في الوزن وأحيانا قرح بالفم أو تورم بالمفاصل أو احمرار والتهابات بالعين أو طفح جلدي, وهو يصيب صغار السن والكبار علي حد سواء, وهو مرض مزمن يحتاج إلي العلاج لسنين طويلة وقد تكون مدي الحياة وقد يحتاج المريض إلي ما يسمي العلاج البيولوجي. وهو غالي الثمن لكنه متوفر في التأمين الصحي وعلي نفقة الدولة, ومعه قد يحتاج المريض لاستئصال جزء من القولون وما تزال الأبحاث مستمرة لإيجاد علاج جذري لهذا المرض, وفي مصر أنشئت وحدة مختصة لمتابعة هؤلاء المرضي بمعهد الكبد بالقاهرة. * بعض أمراض القولون الأقل شيوعا وأهمية مثل الحالات الناتجة عن حساسية القمح والألبان وتكون في الأطفال أكثر منها في الكبار. ويجدر ذكر بعض الأمراض الأخري كالتهاب وحصوات المرارة والتهاب الجزء العلوي من القناة الهضمية تكون أعراضه مشابهة لأعراض أمراض القولون مما يتطلب عمل إشاعات ومناظير علوية للجهاز الهضمي للتشخيص. كيف تتغلب علي مشكلات القولون - تنظيم أوقات الطعام. - تحسين نوعية الأكل, أكثر من الخضروات الورقية كالجرجير والبقدونس والخس فهي تنظم حركية الجهاز الهضمي وتحمي من سرطانات القولون, ومثلها الفاكهة خاصة التي تحتوي علي الكثير من الألياف كالبطيخ والكانتلوب والموالح مما يجعل الهضم منتظما ويمتص غازات القولون. - الإكثار من شرب الماء علي الأقل2 لتر يوميا لأنه يساعد علي تحسين الامتصاص ومقاومة الإمساك. - تناول يوميا الزبادي أو اللبن الرايب لاحتوائهما علي خمائر وبكتيريا نافعة تساعد علي ضبط الوسط القلوي بالقولون مما يمنع تكاثر الجراثيم المانعة لامتصاص الطعام مما يؤدي إلي تخمره. - الإقلال من تناول البروتينات خاصة الحمراء التي يصعب هضمها, وتناولها بكثرة له ارتباط بسرطان القولون. - التقليل من المسبكات والمحمرات بالزيوت المهدرجة لصعوبة وطول فترة هضمها. - أضف قليلا من الشطة علي طعامك لأنها تحفز الحركة الهضمية. - الممارسة اليومية للرياضة المناسبة للعمر ليس فقط لأهميتها للجهاز الهضمي لكن لتأثيرها علي الحالة النفسية خاصة في حالات القولون العصبي. - الكشف المبكر علي سرطان القولون بعد سن50 أو قبل ذلك إذا كان هناك تاريخ مرضي بالأسرة. - عدم ملء البطن بالطعام, وعدم تناول أنواع مختلفة من البروتينات والنشويات والحلويات في نفس الوجبة دون ترك وقت بينهم لتحضير المعدة والقولون لاستقبال تلك الأطعمة مما يؤدي إلي تلبك معوي. - راقب طعامك وامتنع عن الأطعمة التي تلاحظ أنها تؤدي لانتفاخ قولونك مثل البقوليات والثوم والبصل وغيرها.