نخلتين وخيمة يقاطعوا مصر..الرد التاريخي الساخر للزعيم الراحل جمال عبدالناصر عندما قامت قطر بإعلان مقاطعتها للقمة العربية المنعقدة في القاهرة, حيث اتسمت العلاقات مع قطر في عهده بالخلاف الدائم.. وعلي طريقة خالف تعرف, استمرت قطر في انتهاج منعطف يخالف مصالح الدول العربية, ويخدم مصالح الغرب, ويتحالف مع الصهيونية..واستمرارا للعلاقات المتوترة بين مصر وقطر, شهدت فترة حكم الرئيس الراحل أنور السادات علاقات باردة أيضا. حيث قال عنها: اهو كل واحد عنده كشك علي الخليج هيعمل دولة..وفي عهد مبارك لم تختلف العلاقات عن سابقيه, فتجمدت العلاقة بسبب دعم الشيخ حمد آل ثاني لحركة حماس, وعلاقته بالنظام الإيراني. أما في فترة حكم المعزول محمد مرسي, أصبحت العلاقات أكثر قربا, وزار مرسي قطر عقب شهر واحد فقط من توليه الحكم, وتوالت الزيارات بين الطرفين خلال عام حكم مرسي.. وفي عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي تغيرت العلاقات مع قطر عقب الموقف القطري المناهض لقيام الطيران المصري بقصف معاقل داعش في ليبيا, ووجهت انتقادات لاذعة لمصر, ولكن مصر قامت بالرد باتهام قطر بمساندة الإرهاب وسحب السفير المصري من الدوحة ونقله إلي الهند..وفي آخر تطور للعلاقات مع قطر لم يتم تعيين سفير بديل في الدوحة. شهدت العلاقات المصرية القطرية العديد من التطورات في عهد الرؤساء المصريين, فمن الخلافات مرورا بتوتر العلاقات, وصولا للاتهامات كانت مراحل العلاقة بين القيادة المصرية وقطر..ولم تكف الدويلة القطرية عن مخالفاتها الواضحة, ومعارضاتها في حق المنطقة العربية, ومعاداتها لمصر علي وجه الخصوص, ومازالت تستخدم كل الوسائل المشوهة للجيش المصري; باعتباره العماد الأساسي للدولة, إلي أن أصبحت معروفة للجميع بأنها ذريعة صهيونية في المنطقة العربية تخدم الغرب والصهيونية وترعي الإرهاب, فمن التمويلات الموالية للجماعات الإرهابية كحماس والإخوان إلي مواقفها الداعمة للتنظيمات الإرهابية وداعش, فضلا عن إعلامها المفبرك والزائف الذي يبث الفتن والسموم لتفتيت الوحدة العربية والمحلية بدول المنطقة. دأبت قناة الجزيرة القطرية, علي الترويج لتنظيم داعش الإرهابي من خلال بثها لفيديوهات مفبركة تضخم من امكانات التنظيم الارهابي في سيناء وتنال من جنود وضباط الجيش المصري, لتسير علي نفس خطي إعلام الإخوان.. ورغم كثرة التساؤلات إلا أن هناك حقيقة واحدة أهمها, أن إعلام الجزيرة والإخوان يعاني حالة انفصام شديدة توضح كم التخبط والغباء. من جانبها, دعت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية, وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس; لاستغلال زيارته للعاصمة القطريةالدوحة, ومحاسبة قطر علي دعمها للإرهاب, وضرورة وضعها علي القائمة السوداء, كما دعت إلي عدم التذرع بتسامح إدارة الرئيس السابق باراك أوباما مع دعم قطر المادي واللوجستي للإرهابيين, مؤكدة أن البيت الأبيض دائما يتجاهل الملف الأسود لقطر في دعم الإرهاب. وأضاف جوناثان شانزر, المحلل السابق في إدارة تمويل الإرهاب بوزارة الخزانة الأمريكية, في تقرير له, أن المسئولين في واشنطن غضوا الطرف عما يحدث في قطر, ربما بسبب قيمة قاعدة العديد الجوية, وربما بسبب استثمارات قطر الضخمة, أو ربما لسبب آخر, علي حد قوله. ورغم كل ما يتواتر من مواقف ومشاهدات وشواهد حول دعم دويلة قطر للإرهاب, وتمويله بسخاء, في إطار مخطط محكم لاستهداف عدد من دول المنطقة, وتنفيذ أجندات دولية لضرب القوي العربية الكبري, يحاول أمير الدويلة الخليجية الصغيرة, إخفاء دعمه للإرهاب واحتضانه للتنظيمات الإرهابية; بزعم أنه يحارب الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط, وفي إطار هذا الزعم الواهي, حرص تميم علي مناقشة سبل مكافحة الإرهاب مع وزير الدفاع الأمريكي, خاصة بعد مطالبات عربية ودولية عديدة بضرورة إقناع الأمير القطري, وإجبار بلاده, علي التوقف عن دعم الإرهاب والتطرف.