في الوقت الذي استمرت ايطاليا في بث شائعات حول احتمال اصابةالزعيم الليبي معمر القذافي أورحيله عن طرابلس, ظهر الزعيم الليبي في رسالة صوتية تؤكد أنه في مكان آمن يصعب الوصول اليه وأدان الهجوم علي باب العزيزية. كما أكدت الحكومة الليبية سلامته واستمراره في إدارة البلاد واصفة التصريحات ب الهراء. جاء ذلك في الوقت الذي وضعت فيه المعارضة الليبية في واشنطن غياب القذافي شرطا لقيام دولة ديمقراطية وانها علي استعداد للتفاوض لرحيله خارج ليبيا دون محاكمة حقنا للدماء. فقد صرح الزعيم الليبي في رسالة صوتية عبر التليفزيون الحكومي أمس بانه في مكان آمن بعد ساعات من تقرير ايطالي. وقال القذافي في رسالته:' اقول للجبناء الصليبيين انني اصلا في مكان لا تستطيعون الوصول اليه وقتلي فيه.' وادان القذافي:' الهجوم الغادر الجبان علي باب العزيزية' حيث يوجد مجمعه في العاصمة طرابلس امس الأول الخميس. وكان وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني قد أعلن أمس انه من المرجح جدا ان القذافي غادر طرابلس ومن المحتمل جدا ان يكون مصابا. وقال فراتيني للصحفيين في توسكاني انه يصدق ما ابلغه به جيوفاني انوتشينزو مارتينللي الاسقف الكاثوليكي في طرابلس من أن' القذافي علي الارجح خارج طرابلس وربما يكون مصابا' بسبب الضربات الجوية لحلف الاطلنطي. أكد متحدث باسم الحكومة الليبية أمس إن الزعيم القذافي لم يصب علي الإطلاق وما زال يدير البلاد ووصف إشارة وزير الخارجية الايطالي إلي إصابته بأنها هراء. وقال المتحدث موسي إبراهيم إن القذافي في حالة معنوية عالية ويدير الشئون اليومية للبلاد. وفي واشنطن قال رئيس المكتب التنفيذي ومسئول العلاقات الخارجية في المجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل إن غياب العقيد الليبي وعائلته عن المشهد السياسي' شرط لقيام دولة ديمقراطية في ليبيا'. وأضاف جبريل- في حوار أجرته معه قناة الحرة حيث يجري محادثات مع المسئولين الأمريكيين- أن مغادرة القذافي الحكم وليبيا دون محاكمة أمر قابل للتفاوض من أجل حقن دماء الليبيين.وعما إذا كانت المعارضة الليبية تؤيد عملية عسكرية لقتل القذافي, قال جبريل إنه' مع أي إجراء لحماية المدنيين الليبيين, دون إعلان تأييد واضح لاستهداف القذافي', قائلا إن ما يهم المعارضة هو إزالة نظام القذافي والأشخاص هم من يمثلون هذا النظام. وعن احتمال طلب المعارضة الليبية تدخلا عسكريا بريا من الغرب, أكد جبريل رفض هذا الاحتمال, قائلا' إن الشعب الليبي لم يكن يريد أصلا التدخل الغربي لكن القذافي عمل منذ الأيام الأولي للثورة علي تدويل القضية عبر مواجهة المدنيين بالسلاح والقتل لاستدعاء التدخل الخارجي. وعن المعوقات التي تحول دون اعتراف الولاياتالمتحدة بالمجلس الانتقالي علي غرار ما فعلت فرنسا وإيطاليا, قال رئيس المكتب التنفيذي ومسئول العلاقات الخارجية في المجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل- في حوار أجرته معه قناة الحرة في واشنطن- إنها معوقات قانونية لأنهم يعترفون بدول لا بمجالس للمعارضة, لافتا إلي أن المجلس نقل إلي واشنطن الاجتهاد القانوني الفرنسي الذي أتاح لفرنسا الاعتراف به. وأوضح جبريل إنه يسعي للافراج عن جزء من الأموال المجمدة للنظام الليبي في الولاياتالمتحدة للاستفادة منها في مساعدة اللاجئين ومعالجة الحالات الإنسانية.. مشيرا إلي الأزمة المادية للمعارضة. وفي شأن الهواجس الغربية من وجود تنظيم' القاعدة' في ليبيا, قال جبريل إن تلك الهواجس' تبددت', مؤكدا امتلاك المعارضة الليبية' خطة تنموية وأخري سياسية لمرحلة ما بعد القذافي', لافتا إلي أن الخطة السياسية تشمل' تشكيل حكومة تصريف أعمال تضم شخصيات تكنوقراطية من النظام الحالي', و'قادة عسكريين وقاضيا وممثلين عن المجتمع المدني, مهمتها الإعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية لا يترشح فيها أي من مسئولي المجلس الانتقالي. وأوضح ينس شتولتنبرج رئيس وزراء النرويج أمس إن الصراع الدامي في ليبيا يجب أن يستند إلي التحرك السياسي وليس مجرد القوة العسكرية. وتابع شتولتنبرج للصحفيين علي هامش مؤتمر في أوسلو' حل المشاكل في ليبيا سياسي ولا يمكن حلها بالأساليب العسكرية فقط. كما أشار وزير الداخلية الإيطالي روبرتو ماروني أثناء الاحتفال بعيد شرطة حراسة السجون الذي يجري في موقع قوس قسطنطين الأثري في روما أمس- أن الحرب هي المشكلة, ولهذا طالبنا وما نزال نطالب الهيئات الدبلوماسية باتخاذ إجراءات قوية لإنهاء الحرب في ليبيا. علي جانب آخر ذكرت محطة راديو كادينا سير الاسبانية نقلا عن مصادر في المحكمة الجنائية الدولية قولها إن الادعاء بالمحكمة سيطلب إصدار أوامر اعتقال للزعيم الليبي معمر القذافي وأحد أبنائه ورئيس المخابرات الليبية يوم الاثنين. وأضافت المحطة أمس أن لويس مورينو اوكامبو رئيس الادعاء يسعي لإصدار أوامر اعتقال بحق القذافي ونجله سيف الإسلام ورئيس المخابرات عبد الله السنوسي فيما يتصل بجرائم ضد الإنسانية.