سبع سنوات هي عمر مهرجان ألاقصر للسينما الإفريقية حتي الآن, شهد خلالهم ست دورات وسعت دائرة العلاقات مع السينمائيين والمهرجانات المماثلة في جميع انحاء القارة الأم, ووضعت الافلام الافريقية علي خريطة الساحة السينمائية في مصر ورفعت مستوي المعرفة بها بعد غياب طويل. ولكن علي الرغم من ذلك مازال المهرجان يواجه العديد من الأزمات سنويا التي تؤثر علي ادائه, ومنها علي سبيل المثال إلغاء الجوائز المالية بسبب نقص الإمكانيات وعدم وجود دور سينما أو أجهزة عرض في مدينة الأقصر مما يضطر إدارة المهرجان لتأجيرها وبعضها لا يكون علي مستوي من الجودة مما يتسبب في الغاء او تعطيلها كما حدث في الدورة الأخيرة, بالإضافة إلي الاتهامات للمهرجان باستمرار بغياب التواصل مع الجمهور وعدم المساهمة في تنشيط السياحة. يقول السيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان عن إلغاء الجوائز المالية أنه يرجع لازمة الميزانية وارتفاع أسعار الإقامة والإيجار وكل شيء نتيجة لتعويم الجنية وارتفاع سعر الدولار واليورو, مشيرا الي أن كل المهرجانات السينمائية تعاني من ارتفاع تكلفة جلب الافلام, فكل فيلم له سعر ايجار حتي يمكن عرضه في المهرجان ويتراوح هذا السعر من200 إلي400 يورو حسب السعر الذي تحدده شركات الانتاج والتوزيع, وبعد أن كانت ال100 يورو تقدر ب1200 جنية مصري اصبحت الان تساوي2000 جنيه مصر بمعني أن الفيلم الذي يبلغ ايجاره300 يورو يعادل6000 جنيه. واضاف أن الجوائز المالية ليست رفاهية من السهل الاستغناء عنها فهي بمثابة دعم لصناع الافلام الافارقة تساعدهم علي الاستمرار وانتاج افلامهم الجديدة, ولكن في نفس الوقت كان من الصعب تخفيض عدد الضيوف والفعاليات من اجل توفير الميزانية لها, لأن المهرجان الان ينافس غيره من المهرجانات الافريقية مثل مهرجان فيسباكو وخريبكة وغيرهما وبالتالي لابد أن يحافظ علي مستواه ويتقدم الي الامام لا يعود للخلف, مؤكدا أن الغاء الجوائز لم يؤثر علي علاقة المهرجان بالمشاركين لأنهم جاءوا علي سمعة واسم المهرجان وبهدف العرض لجمهور مختلف. ويؤكد فؤاد أن دورة هذا العام شهدت تغيرا كبيرا وملحوظ في جمهور مدينة ألاقصر نتيجة لمجهود لجنة تنمية الجمهور علي مدار العام الماضي والتي تضم موظفين من ادارة المهرجان مع مؤسسات المجتمع المحلي في المدينة, وحضر المهرجان اهالي من مراكز اسنا والعديسات وارمنت ووفرت لهم ادارة المهرجان الانتقالات مراعاة للظروف الاقتصادية السيئة, وبذلك عرف الجمهور الطريق لمهرجان الاقصر اخيرا, بعد أن كانت ثقافة الذهاب للسينما اختفت من الاقصر منذ اكثر27 سنة بعد اغلاق دار العرض الوحيدة التي كانت موجودة هناك في شارع المحطة. وقال عن مشاكل أجهزة العرض التي تسببت في ارباك جدول المهرجان والغاء أو تأجيل عروض بعض الافلام في الدورة الاخيرة, أن العروض تقام في اربع مواقع مختلفة وهي نادي التجديف وقصر الثقافة ومكتبة ألاقصر وقاعة المؤتمرات, والعطل الذي حدث في اجهزة العرض كان في موقع واحد فقط وهو قاعة المؤتمرات بسبب مشكلة في جهاز الدي سي بي عطلت عروض الافلام الروائية الطويلة في اليوم الأول ولكن كل الافلام التي تم الغاؤها اعيد عرضها في يوم اخر بعد استبدال الجهاز باخر تم جلبه من القاهرة خصيصا. وأكد أن إدارة المهرجان لديها إصرار علي تحقيق نتائج جيدة رغم كل المعوقات والتي من أهمها عدم وجود دور عرض في محافظة الاقصر حتي الآن, مما يضطر ادارة المهرجان لاستئجار كل المعدات اللازمة لإقامة المهرجان, لذلك يتم استئجار اجهزة العرض من القاهرة ونقلها الي الاقصر وبالتالي تكون تكلفة الايجار مرتفعة, وقال مع احترامي الكامل للأقصر غير اننا نصنع مهرجانا من لا شيء, وإقامة مهرجان في جنوب مصر في ظل غياب الامكانيات هو نوع من التعذيب واضاف أن اجهزة الصوت علي سبيل المثال في قاعة المؤتمرات مونو في حين أن كل اجهزة الصوت وتشغيل الافلام الان ديجيتال فتضطر ادارة المهرجان ايضا لتزويد القاعة باجهزة صوت خلال فترة انعقاده, مشيرا الي انه من المؤسف أن يظل الصعيد حتي الان بلا دور عرض, وهو دور وزارة الثقافة والمستثمرون لأن المحافظة او الحكم المحلي لا يستطيع بناء سينما او مول تجاري يضم قاعات سينما. واشار الي أن رجل الاعمال نجيب ساويريس طلب من المحافظ في الدورة الرابعة للمهرجان أن يمنحه قطعة ارض وفي المقابل سيقوم ببناء8 دور عرض سينمائي, الا أن المحافظ وقتها اكد عدم قدرته علي القيام بذلك الا بعد العديد من الإجراءات البيروقراطية المعقدة من طرح مناقصة وعرض أسعار والحصول علي موافقة مجلس الوزراء. ويؤكد فؤاد أنه يعتبر الحديث عن علاقة المهرجان بالترويج للسياحة كلاما فارغا لأنه مهرجانا سينمائي ذو بعد ثقافي وليس حدثا سياحيا, بالإضافة إلي أن الترويج السياحي يحدث تلقائيا عن طريق التقاط شخصية عالمية مثل داني جلوفر للصور التذكارية في المعابد الاثرية والشوارع التي تؤكد أنه في مكان أمن وجميل, ودور هيئة تنشيط السياحة استغلال هذه الصور والترويج للسياحة بها وليس دور المهرجان, ومن جانب اخر المهرجان يدخل عائدا للمحافظة خلال فترة انعقاده ربما يصل ل3 او 4 مليون جنية.