سلطت الصحف العالمية الضوء علي الحرب الكلامية التي شنتها انقرة علي هولندا ومن بعدها علي باقي دول الاتحاد الاوروبي بعد منع وزيرين تركيين من المشاركة في تجمعات تهدف إلي حشد جموع الاتراك هناك والبالغ عددهم400 الف للترويج لمشروع الرئيس رجب طيب أردوغان الذي يهدف الي توسيع نفوذه وصلاحياته والذي من المقرر ان يستفتي عليه في منتصف أبريل المقبل, واقناع الاتراك بضرورة التصويت بنعم وهو ما رفضته هولندا التي سعت إلي وقف المسيرات والتجمعات المؤيدة لأردوغان والتي كانت تجوب الشوارع وسارت علي نهجها النمسا وسويسرا والسويد والمانيا التي يعيش بها3 ملايين تركي, وهو ما دفع اردوغان إلي وصف هولندا بفلول النازيين والفاشيين. وأكد توماس أوبرمان نائب الحزب الاشتراكي الالماني انه بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في الصيف الماضي اعتمد أردوغان علي سياسة قطع الرؤوس فقام بعزل الآلاف من القضاة ورجال النيابة العامة وقوات الشرطة حتي رجال الجيش لم يسلموا من بطشه فتم الزج بهم في السجون, وكان رد فعله مبالغا فيه لدرجة دفعت المحللين الي التأكيد علي ان الانقلاب كان من تدبيره لتصفية حساباته مع خصومه, بينما وصفت الصحف العالمية رد فعله بالانقلاب علي الديمقراطية. وأكدت أن الموقف الأوروبي تجاه أردوغان جاء بعد أن تجاوز كل الحدود, فهو لم يقبل بمعارضته وكأنه الآمر الناهي في بلاده, والدليل أنه عبر عن استيائه وقام بمقاضاة ممثل كوميدي في المانيا لاهانته في احدي قصائده وشنت وقتها تركيا الحرب علي ألمانيا واتهمتها بقمع الأقليات. ومن جانبها اكدت صحيفة كريستيان سانيس مونيتور الأمريكية أن اجندة اردوغان وسياساته تكسبه عداوات خارجية وتمهد الطريق لاصطدام تركيا بأزمات جمة مع دول الخارج. وأكدت ان رفض الدول الاوروبية اقامة تجمعات تقوم بدعاية انتخابية لاردوغان, يأتي ضمن مخاوف اوروبا من تلك التعديلات الدستورية التي ستعطي أردوغان صلاحيات استثنائية تجعله الزعيم الأوحد في تركيا. ويبدو أن الأزمة التركية الأوروبية قد وصلت إلي طريق مسدود بعد تهديد انقرةلهولندا بفرض عقوبات عليها وبعد قرار ألمانيا بمنع الساسة الأتراك من عبور اراضيها, وهو الامر الذي سينعكس علي اتفاق الهجرة الذي ابرم بين تركيا ودول الاتحاد والذي تستخدمه تركيا الآن كورقة ضغط علي دول الاتحاد وفي حال تخلت تركيا عن التزاماتها يتوقع تدفق آلاف المهاجرين علي اوروبا من جديد بعد طردهم من تركيا, إلا أن ألمانيا لن تركع لتهديدات اردوغان واكدت انها تعتزم حظر اي فعاليات ترويجية للانتخابات التركية علي أراضيها. وأكد موقع ميدل إيست أي البريطاني ان مشهد اقتحام السفارة الهولندية بتركيا ورفع الاعلام التركية بدلا من الهولندية يعد فضيحة دبلوماسية تذكرنا بمشهد اقتحام السفارات في ايران والمنطقة الخضراء ببغداد.