وصف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، هولندا بأنها دولة تكونت من «فلول الفاشيين النازيين»، وذلك في أعقاب الخلاف الذي نما بين أنقرة وأمستردام بشأن مسيرة روتردام التي تم إلغاؤها. وفي وقت سابق، رفضت الحكومة الهولندية السماح لهبوط طائرة تقل وزير الخارجية التركي ميفلوت كيفانش أوغلو، والذي كان يعتزم الحديث إلى حشد كبير، اليوم، السبت؛ لدعم التصويت ب«نعم» في الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي من شأنها أن تمنح الرئيس التركي أردوغان سلطات وصلاحيات أوسع، وفقا لموقع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي». وقال عمدة روتردام، إن حظر التجمع التركي إنما يرجع لأسباب أمنية. فيما علق الرئيس التركي قائلا إن «منع وزير خارجيتنا من الطيران، سيكون له رد أصعب، ومن الآن فصاعدا دعونا نرى كيف ستحط رحلاتكم في تركيا». جاء تصريح أردوغان في اجتماع حاشد في إسطنبول، فيما حذر أوغلو من أن تركيا سوف تفرض عقوبات شديدة إذا ما منعت زيارات مسئوليها. من جانبه، قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روت، في تصريح له (باللغة الهولندية)، إن التهديد التركي بالعقوبات الوخيمة ضد هولندا لمنعها زيارته سوف يجعل فرص البحث عن حل معقول مستحيلة. وكانت دول مثل النمساوألمانياوسويسرا حظرت تجمعات مماثلة لمسئولين أتراك كانوا من المقرر أن يتحدثوا إلى جالياتهم في تلك الدول. ويقول موقع «بي بي سي» إنه في وقت سابق من هذا الأسبوع، اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برلين بأنها تقوم ب«ممارسات نازية»، في تعليق أثار ردود أفعال حادة من قبل القادة الألمان، حيث وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تصريحات الرئيس التركي بأنها «غير مقبولة». وحذرت ميركل وفقا لصحيفة «إندبندنت» البريطانية الرئيس التركي من التمادي في تطاوله والتوقف عن مقارنة سلطات ألمانيا ب«النازيين» في خلاف دبلوماسي عميق حول إلغاء مسيرات دعم سلطات متزايدة لرجب طيب أردوغان. فيما تمادى الرئيس التركي في اتهام ألمانيا بأنها تفرض المزيد من «الإجراءات الفاشية» قائلا إنها «تذكرنا بالرايخ الثالث»، وذلك بعد أن منعت برلين مولود أوغلو وزير الخارجية التركي، أيضا من قبيل زيارة إلى هامبورج، بينما كان يحاول حشد التأييد للرئيس أردوغان قبيل الاستفتاء المرتقب. وقال رئيس بلدية روتردام، أحمد أبو طالب، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن مالك القاعة التي من المقرر أن يعقد اوغلو فيها مؤتمره، اليوم، السبت، سحب ترخيص تأجيرها، ولكن وزير الخارجية التركي لا يزال مسموح له بالزيارة. وأضاف أن "وزير الخارجية التركي يتمتع بحصانة دبلوماسية، ولذا فإننا سوف نعامله باحترام، ولكن لدينا أدوات أخرى لمنع الأمور التي تحدث في الأماكن العامة". كما أن هناك حالة من عدم اليقين بشأن الحدث ذاته، الذي تخطط تركيا لإقامته في سويسرا وتحديدا في مدينة زيورخ، غدا، الأحد. وقد ألغى حدث آخر في زيورخ كان مقررا يوم الجمعة ويضم أحد كبار المسئولين، وكذلك حظرت النمسا مسيرات في المدن هيوبرانز، ولنز، وهيرزوجنبرج. وانتقدت الحكومات الهولندية والنمساوية أيضا حملة للحكومة التركية لدعم حملة الاستفتاء على التعديلات التركية. وكانت العلاقات بين بين تركيا والدول الأوروبية تدهورت منذ محاولة انقلاب يوليو الماضي في تركيا. وانتقدت ألمانيا الاعتقالات الجماعية وعمليات التطهير التي أعقبت حركة الانقلاب ضد أردوغان، والتي أسفرت عن عزل ما يقرب من 100 ألف من موظفي الخدمة المدنية من مناصبهم. وقد أعربت العديد من الدول الأوروبية عن القلق العميق إزاء استجابة تركيا لمحاولة الانقلاب والانزلاق إلى الاستبداد في عهد الرئيس أردوغان. وتعتبر تركيا شريكا رئيسيا في مبادرة الحد من حركة المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي، ولكن هددت ب«فتح الأبواب» إذا نكث الاتحاد الأوروبي التزاماته بتقديم المساعدة، والسفر دون تأشيرة للمواطنين والإسراع من مفاوضات نيل تركيا عضوية الاتحاد.