بعد24 ساعة تترقب مصر كلها القرار النهائي سواء بانتخاب المهندس هاني أبوريدة عضوا للمكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم بالتزكية للمرة الثالثة علي التوالي في تاريخه أو تأجيل الانتخابات لمايو المقبل أو تحويل مرشحين لمنافسته علي المقعد علي هامش اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم كاف المقرر له غدا الخميس المنتظر أن يشهد انتخاب رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لأربع سنوات مقبلة بالإضافة إلي عضوية تنفيذية الكاف وعضوية تنفيذية الفيفا المرشح لها هاني أبوريدة. وبالأمس كان الخبر السعيد للجماهير المصرية وتمثل في انتهاء حالة الغموض حول مستقبل أبوريدة الانتخابي بإعلان الاتحادين الدولي والإفريقي عبر قبول طعن المرشح المصري في نقل ترشحه لعضوية تنفيذية الفيفا إلي المقاعد الحرة التي حسمت بشكل كبير بنسبة99% نظريا بفوز الثلاثي ألمامي كمارا الغيني وليديا البوروندية وهاني أبوريدة المصري بالتزكية بعد استبعاد داني جوردون رئيس الاتحاد الجنوب إفريقي, عضو التنفيذية الدولية. وقبل24 ساعة اشتعلت الحرب داخل أديس أبابا العاصمة الإثيوبية علي كل الأصعدة سواء محاولات عيسي حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي ورجله القوي هشام العمراني المغربي سكرتير الكاف إجهاض مسلسل انتصار أبوريدة بالتزكية وكذلك تدشين إقامة مقرات جديدة للكاف مستقبلا في دول مختلفة بالإضافة إلي محاولة حسم معركة الرئاسة القارية التي تجمع حياتو مع أحمد أحمد. أول الأسرار التي تهم رجل الشارع العادي هي الحرب الدائرة حاليا في سباق رئاسة الكاف من جهة بين عيسي حياتو رئيس الاتحاد الحالي وهاني أبوريدة نفسه من جهة ثانية عقب تردي العلاقة بينهما. وفي سرية تامة حاول حياتو إقناع أكثر من مرشح للدخول في سباق الانتخابات علي المقعد الحر المتبقي في سباق عضوية الفيفا ممن يتنافسون في باقي المقاعد خاصة المنطقتين الناطقة بالفرنسية والناطقة بالإنجليزية في محاولة لإجبار أبوريدة علي خوض معركة انتخابية وعدم حسم المقعد بالتزكية برفقة الغيني ألمامي والبوروندية ليديا التي ضمنت حسم المقعد النسائي بدون منافسة. وتردد بقوة أن حياتو يسعي إلي الدفع بالإثيوبي جيندي في السباق فجأة وهو من كان يتنافس في سباق العضوية خاصة عضوية تنفيذية الكاف من خلال إعادة فتح باب الترشح في الانتخابات أو أي من تينجا التنزاني وكويسي الغاني. في الوقت الذي طلب اللوبي الداعم لحياتو من رئيس الكاف عدم التركيز في ملف أبوريدة والتركيز فقط في معركته الشرسة بعد الأنباء التي تداولتها صحف إسبانية عن نية جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي في تجميد عضوية حياتو ومنعه من الانتخابات لحين انتهاء لجنة القيم والأخلاق في الفيفا من مناقشة وضع عقد الشركة الفرنسية والبت في الاتهامات التي انهالت علي رأسه مؤخرا. وفي الوقت نفسه, تلقي هاني أبوريدة انتصارا كبيرا اليوم تمثل في قبول الكاف من جهة والفيفا من جهة بشكل نهائي للطعن الذي تقدم به وطلب خلاله نقل انتخابه من منطقة الشمال الإفريقي ليبتعد تماما عن التونسي طارق بوشماوي, وينتقل إلي المقاعد الحرة المطلوب انتخاب3 أسماء فيها وحاليا تضم3 أسماء ضمنت الفوز بالتزكية وهم ألمامي كمارا الغيني وليديا البوروندية وهاني أبوريدة المصري. وينتظر أبوريدة فقط إعلان الجمعية العمومية للكاف التصويت علي قرار تصعيد الثلاثي بشكل نهائي إلي عضوية المكتب التنفيذي للفيفا والمرهون بعدم قبول طلبات أي أسماء تسعي للانتقال إلي معركة المقاعد المفتوحة والتي يضغط بقوة علي حياتو حاليا من أجل عدم الإقدام علي التصعيد تلبية لرغبة جياني إنفانتينو رئيس الفيفا الذي دعم أبوريدة بقوة في حربه ضد رئيس الكاف طيلة الأيام الماضية بالإضافة إلي إعلان انتخابه بالتزكية علي أن يجري تأجيل الصدام لفترة لاحقة في ظل سيطرة حياتو علي تنفيذية الكاف بشكل كبير. اشتعلت الأجواء حول السباق الرئاسي للكاف عقب لجوء عيسي حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم إلي أكثر من رئيس دولة إفريقية من بينهم الرئيس الكاميروني والرئيس النيجيري والرئيس الجابوني في محاولة لضمان نفوذهم التصويتي في توجيه أصوات دول مرتبطة بهم أيضا له علي حساب أحمد أحمد المرشح المدغشقري لرئاسة الكاف حاليا, وعلم محرر الأهرام المسائي أن هناك ضغوطا كبيرة تعرضت لها بعثات اتحادات إفريقية مشاركة في التصويت من حكومات بلادها من أجل تغيير مواقفها ومن بينها الاتحاد النيجيري الذي أعلن التصويت لأحمد أحمد ولكن رئيس الدولة فاجأ الجميع بتصريح مدو أكد فيه أن صوت نيجيريا لعيسي حياتو وهو نفس ما تردد في وقت سابق عن نية جنوب إفريقيا بضغط من الرئيس جاكوب زوما في الانتقام من قيادات الفيفا ممن لعبوا دورا في إبعاد داني جوردون عن سباق عضوية الفيفا, في التصويت لحياتو وضرب تكتل الكوسوفا الخاص بمنطقة الجنوب في القارة السمراء والذي يدعم بقوة أحمد أحمد في سباق رئاسة الكاف, وفي نفس الوقت, يحاول حياتو استغلال المعركة الشرسة علي عضوية تنفيذية الكاف التي تجمع بين الثلاثي العربي محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري وفوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي وأنور الليبي في تفتيت أصوات العرب وشمال إفريقيا من خلال تقريب لقجع تارة وأنور الليبي تارة ثانية في محاولة لضمان صوت اتحادات عربية مؤيدة له في سباق رئاسة الكاف, وهناك محاولة أجراها رئيس الكاف لاستقطاب مجدي شمس الدين السوداني هو الآخر لجبهته ووعده بالدعم في سباق عضوية تنفيذية الكاف عن المنطقة الوسطي حتي لا تذهب أصوات منطقة الشمال الإفريقي والعرب إلي أحمد أحمد بعد أن قررت دعم هاني أبوريدة الذي يحاول بقوة هو الآخر قطع الطريق أمام نقل مقر الاتحاد الإفريقي إلي أي دولة أخري. ويلعب حياتو في المنطقة العربية لمنع التصويت من جانب6 دول علي الأقل لصالح أحمد أحمد حتي يدمر الكتلة التصويتية التي أعلن عنها المرشح المدغشقري الذي ألمح إلي امتلاكه27 صوتا علي الأقل في القارة. وكانت الإغراءات الكبيرة هي سلاح حياتو بشكل عام في الحفاظ علي سيطرته ونفوذه داخل الكاف, حيث عمل في الساعات الأخيرة لاستقطاب أكثر من شخصية بجواره للاستمرار معه في معركته حتي النهاية ومنهم من جري وعده بشكل صريح بإمكانية خلافة الرئيس الكاميروني مستقبلا مثل كمارا الغيني نائبه لفترة طويلة وكالوشا بواليا رئيس الاتحاد الزامبي وجيندي الإثيوبي. في الوقت نفسه تردد بقوة عن وجود مال سري ومزايا تفوق ال50 مليون دولار تذهب إلي الاتحادات المختلفة من أجل حسم معارك داخل الكاف, وتردد بقوة تلقي موكوكو موزيس رئيس الاتحاد الأوغندي لكرة القدم وسيمانجو جينيور رئيس الاتحاد الموزمبيقي لكرة القدم وعودا من عيسي حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي بدعم مالي كبير لاتحاده لتمويل إنشاءات رياضية في بلادهما من أجل التصويت له في الانتخابات الرئاسية بالإضافة إلي الضغط علي لوبي منطقة الشرق الأوسط لدعم اقتراح إثيوبي بنقل مقر الكاف, وفي نفس الوقت دارت حرب قذرة ضد أبوريدة نفسه من جانب اللوبي الداعم لحياتو تمثل في اتهام المرشح المصري بالإنفاق الكبير ووجود ميزانية مالية ضخمة لحملته الانتخابية أنفقتها الشركة الراعية للجبلاية لدعمه في الحصول علي الضوء الأخضر. وينتظر أن يشهد اليوم, ظهور التأثير الحقيقي للسويسري جياني إنفانتينو رئيس الفيفا في حسم المعركة الانتخابية من عدمه في ظل توتر علاقته الشديد مع عيسي حياتو طيلة الأشهر القليلة الماضية وتبنيه لدعم كيانات معارضة داخل الكاف بدأت تعترض علي استمرار الرئيس العجوز الذي تخطي السبعين عاما لدورة جديدة وكسر حاجة ال30 عاما في رئاسة الكاف, وترددت أنباء قوية عن اجتماع لاتحاد الكوسوفا لضمان تصويت ما لا يقل عن20 اتحادا لأحمد أحمد ضد حياتو في الانتخابات خوفا من حدوث انشقاقات بعد أن لعب إنفانتينو دورا قبل شهرين في حشد هذا اللوبي لصالح عرش حياتو داخل القارة السمراء. ويسعي إنفانتينو في نفس الوقت لتحقيق انتصار أدبي له يتمثل في الدفع بأصدقاء له في عضوية تنفيذية الكاف ليكونوا عيونا له علي حياتو في حالة نجاحه, ومن بينهم المغربي فوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم الذي ترشح للعضوية عن منطقة شمال إفريقيا والذي كان من أبرز الداعمين هو ومحمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري الذي تسبب دعمه لإنفانتينو في رئاسة الفيفا لتوتر علاقته مع حياتو فيما بعد وكلاهما يتنافس علي المنصب نفسه في الشمال الإفريقي. والدور الأهم من إنفانتينو إيجاد حل لأزمة الكاف مع القضاء المصري في ظل رفض حياتو والعمراني المثول للتحقيقات وهو ما يعني عدم عودتهما إلي القاهرة بعد انتهاء الجمعية العمومية وتوقف العمل في مقر الكاف خاصة وأن حياتو يسعي إلي إيجاد مقر جديد وخصص عدة بدائل في الفترة الأخيرة. وبعيدا عن معركة الخميس, حرص اللوبي الداعم لعيسي حياتو علي ترويج مفاجأة يجري التخطيط لها في سرية ستربك كل الحسابات وتمنح الكاميروني انتصارا كاملا بنسبة100% سواء في الانتخابات الرئاسية للكاف أو معركته مع لوبي المعارضة الداعم لأحمد أحمد أو معركة نقل المقر, أو هوية خليفته المرتقب المنتظر أن يختاره حياتو بنفسه ليحسم الملف الشائك منذ أكثر من20 عاما.