لم أكن أتمني أن أكتب مقالا بهذا المعني يوما ما ولكن ماشاهدته في صفحات عالمنا الافتراضي فيسبوك من طعنات وجهها بعض أصحاب الأقلام إلي قلب الوطن جعلني أقدم علي كتابته..ففي الوقت الذي تخوض فيه مصر حربا ضروسا ليس مع الإرهاب فحسب بل وتواجه أيضا مؤامرة دنيئة تتشارك بها أجهزة مخابراتية لعدة دول علي المستوي الدولي والإقليمي كذلك وللأسف الشديد وفي الوقت الذي يذود فيه جنود جيشنا عن أرضنا وعرضنا ويبذلون دماءهم فداء للوطن ولنا ليعيش كل منا آمنا في بيته مصونة كرامته في وطنه.. يشن البعض من المحسوبين زورا وبهتان علي المثقفين حربا شرسة علي الوطن وجيشه ورئيسه علي صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ليكملوا دائرة الخيانة التي يشنها البعض الآخر من الصحفيين المعروفة عمالتهم علي صفحات جرائدهم المشبوهة. فالأدهي والأمر من خيانة الوطن المدفوعة الثمن تلك الخيانة التطوعية التي يمارسها أولئك المنتسبون إلي الفكر والقلم والذين وللأسف الشديد يسيئون للوطن بجهالة عاتية حين يسبونه علي صفحاتهم وحين يتطاولون عليه بكلماتهم اللاذعة التي لا يقرأها فقط أصدقاؤهم الافتراضيون ولكن أيضا كل المتابعين لصفحات الفيسبوك من مختلف الأجهزة الاستخباراتية في العالم أجمع.. فلا يكتفي أمثال هؤلاء الكتاب بالإساءة إلي الوطن وطعنه برماح أقلامهم المسنونة لتجريحه ولكنهم أيضا يقدمون إلي أعدائه سلاحا جديدا لمحاربته والفتك به. فبدءا من الشائعات التي يتبرع هؤلاء بترويجها ومرورا بالتنظير علي الأوضاع السياسية والاقتصادية وانتهاء بالأمور العسكرية يصبح بإمكان العدو تجميع المعلومات التي تمكنه من تنفيذ مخططاته لهدم الدولة المصرية وإسقاطها من خلال بث الروح الانهزامية بين شبابها وتصدير صورة مغلوطة للعالم أجمع عن الحالة الأمنية بها مما يعني مزيدا من الخسائر الاقتصادية في القطاع السياحي الذي يعد مصدرا رئيسا من مصادر الدخل القومي المصري والذي عمدت الدول المتآمرة وعملاؤها في الداخل إلي الإضرار به للإضرار تباعا بالاقتصاد بوجه عام. فبعد كل ما مر به الوطن من محن وبعد ما شاهدناه جميعا من خيانات يندي لها جبين الصغير والكبير علي حد السواء.. مازال بيننا أناس لا يعقلون ولا يفقهون والمؤسف بل المحزن أنهم ينتمون إلي الوسط الثقافي أي أنهم من المفترض أصحاب رؤية وفكر إلا أنهم في حقيقة الأمر عميان البصر والبصيرة إلي الحد الذي جعلهم يقفون في مصاف الخونة بدلا من أن يكونوا دعما للوطن في حربه علي الخيانة.. فأي ثقافة هذي الذي يتشدق بها هؤلاء ليل نهار علي صفحاتهم وهم يجهلون أبسط واجباتهم تجاه وطنهم في أوقات محنته.. وأي رجولة يدعيها هؤلاء وهم يمارسون تنظيرهم الأحمق من وراء شاشات حواسيبهم وهم يكيلون الاتهامات والانتقادت لجنودنا البواسل الذين يحاربون الإرهاب علي أرض سيناء ويدفعون حياتهم ثمنا لحياتنا جميعا. إنني حقا آسفة باسمي وباسم القلم وباسم الكتابة لوطني الغالي مصر ولكل جندي مصري لانتساب هؤلاء إلي الوسط الثقافي فهم لم يسيئوا للوطن فقط بجهالتهم عليه ولكنهم أيضا أساءوا لكل مثقف مصري شريف يعي جيدا بأنه حامل لأمانة عظيمة هي أمانة الكلمة ويدرك تمام الإدراك أن للقلم شرف من لا يصونه لا يستحق أن يظل ممسكا به أو منتميا إليه.. إنهم وإن كانوا شرذمة قليلين ولكن طعناتهم المتكررة في قلب الوطن تترك آثارا غائرة تهدد أمن جميع أبنائه الصابرين علي كل مايمر به من محن لكي يبقي لهم وطنا يحتمون به من شبح التشرد واللجوء إلي خيم الإيواء كشعوب خلت من قبلهم.