الثأر.. ولو أمام المحكمة

جراح ألمت بقلب العوامي لم تداوها ثلاث سنوات مرت حزنا علي وفاة شقيقه رضوان إثر نشوب مشاجرة بين أبناء العمومة من عائلة العوامي بقرية أولاد خلف بمركز دار السلام بمحافظة سوهاج بسبب لهو الأطفال واتهم في مقتله حينذاك احمد الذي ألقي القبض عليه
وظلت قضيته متداولة في المحكمة ولم يصدر فيها حكم يشفي غليل شقيق القتيل. تأججت النيران في صدره وفرغ صبره وأصبح لا يطيق الانتظار حتي يصدر حكم المحكمة بالقصاص العادل من القاتل وعقد العزم علي الأخذ بالثأر بنفسه. ظل العوامي يفكر في طريقة تمكنه من الأخذ بثأر أخيه دون أن يخطئ هدفه وبالطريقة التي ظن أنها لا تعرض حياته للخطر وهداه تفكيره إلي انتظار موعد أقرب جلسة والتي يتواجد فيها أهل المتهم أمام مجمع محاكم سوهاج انتظارا لصدور الحكم حيث يظهر في شكل رجل ملثم لا يظهر من وجهه سوي عينيه ويندس بين أقارب المتهم ومعه سلاح أبيض لاستخدامه في الفتك بفريسته.
وفي اليوم المحدد للجلسة لم يلحظ احد غياب شقيق القتيل عن الحضور كعادته في الوقت الذي تجاهلوا فيه وجود رجل ملثم يطوف حول مكان تواجدهم أمام مجمع محاكم سوهاج ولم يخطر ببالهم أنه العوامي يجول كالأسد الجريح الذي ينتظر الفرصة الملائمة للانقضاض علي فريسته وفي لحظة خاطفة انتهز فرصة وجود عارف يبتعد قليلا عن تجمع أبناء عمومته فانقض عليه طعنا بسلاحه الأبيض في ضربات سريعة ومتتالية حتي سقط علي الأرض في لمح البصر مدرجا في دمائه بين الحياة والموت وحاول الفرار من مكان الحادث إلا أن رجال الأمن تمكنوا من إلقاء القبض عليه قبل أن يفتك به أقارب المجني عليه. تم نقل المصاب لمستشفي سوهاج الجامعي بين الحياة والموت وأخطرت النيابة فقررت التحفظ علي المتهم والسلاح المستخدم في الواقعة وباشرت التحقيق.
كان اللواء مصطفي مقبل مساعد وزير الداخلية مدير امن سوهاج قد تلقي إخطارا من العقيد عبد الرحمن أبو دومة نائب مأمور قسم ثان سوهاج يفيد بقيام عامل بطعن ابن عمه بالسكين أمام مجمع المحاكم بطريق أسيوط سوهاج فانتقل علي الفور الرائد أحمد المراغي رئيس مباحث قسم ثان سوهاج بإشراف العميد خالد الشاذلي مدير إدارة البحث لكشف ملابسات الواقعة تبين من التحريات إصابة عارف فواد بعدة طعنات نافذة بالرقبة والصدر وتم نقله لمستشفي سوهاج الجامعيوأشارت التحريات إلي أن وراء ارتكاب الواقعة ابن عمه عوامي ابن عم المجني عليه رضوان الذي لقي مقتله منذ أكثر من ثلاث سنوات بسبب لهو الأطفال.