aاهتم الإسلام بالأسرة اهتماما عظيما; فالأسرة هي النواة واللبنة الأولي في بناء المجتمع الإسلامي, وما المجتمع إلا مجموعة من الأسر, بصلاحها وسعادتها يصلح المجتمع ويسعد, وبفسادها وانحرافها يفسد المجتمع وينحرف ويشقي, وللدلالة علي عناية الإسلام بالإسرة وتوجيه المسلمين إلي العناية بها أنزل الله تعالي في شأن الأسرة تفصيلات واضحة ودقيقة, تبين كيف يكون بناء الأسرة وأسلوب تكوينها من الخطبة إلي الزواج, وأساليب مواجهة المشكلات والخلافات الأسرية إن وجدت, والأسلوب الذي يتبعه الزوجان في مواجهة هذه الخلافات, وكيفية إنهاء العلاقة الزوجية إن استحالت العشرة بين الزوجين, فما ترك الإسلام شيئا يمكننا من قيادة شئون حياتنا الأسرية بنجاح إلا بينه ووضحه, وما شقت أسرة إلا ببعدها عن منهج الله. وإذا نظرنا إلي أحوال الناس اليوم نجد أنهم بعيدون كل البعد عن تطبيق تعاليم الإسلام فيما يتعلق بشئون الأسرة, إلا من رحم الله, مما أدي إلي ضعف وتفكك الأسر, فانتشرت ظاهرة الطلاق, خاصة الطلاق المبكر, فأعلي نسبة طلاق من الرجال في الفئة العمرية ما بين سن20:30 سنة, ولا شك أن هناك حالات مستعصية يتسع فيها الخلاف بين الزوجين ويتعذر الإصلاح, بحيث يصبح الطلاق ضرورة, ولكن المشكلة تبقي فيمن يسيء استخدام هذا التشريع, أو يستخدمه كأول الحلول للتعامل مع المشكلات الزوجية, مع أن الله تعالي شرعه كآخر الحلول عند تعذر الإصلاح, وأصبح الطلاق عند بعض الأزواج أسلوب حياة وألعوبة علي لسانه, فيجعله قسما مع أقل خطأ أو سوء تفاهم يحدث بينه وبين زوجته, ويتخذه عصا يخوف به زوجته في كل لحظة, بل ويعلق الطلاق علي كل صغيرة وكبيرة. ولا شك أن للطلاق أسبابا كثيرة تكمن في سوء الاختيار من البداية من الزوجين أو من أحدهما, فالإسلام عندما دعا إلي بناء الأسرة حدد المعايير والأسس التي يجب علي أساسها اختيار شريك الحياة, وأعلي من معيار الالتزام والتدين, والذي بتوفره تتحقق السكينة والاستقرار للأسرة, وبه يمكن تجاوز ما يقع من مشكلات وخلافات, وبغيابه تتعثر الحياة الزوجية ويحصل الطلاق, ولا شك أن عدم قيام كل طرف بما عليه من واجبات تجاه الطرف الآخر يكثر من الخلاف والشقاق, ومن ثم يؤدي إلي الطلاق, وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي كفيس بوك وواتس أب وغيرهما أحد أهم أسباب الطلاق في وقتنا الحاضر, حيث الاستخدام المفرط لتلك المواقع يؤدي إلي إهمال الواجبات الزوجية والمنزلية, مما يسبب الكثير من المشاكل وقد تصل إلي الطلاق, ولا شك أن تلافي هذه الأسباب وغيرها مما تقود إلي وقوع الطلاق يسهم بشكل كبير في الحد من هذه الظاهرة التي أصبحت واقعا مؤلما ينعكس علي المجتمع بأثره. من علماء وزارة الأوقاف