قدس الإسلام الحياة الزوجية باعتبارها رباطا وميثاقا يقوم عليه صلاح الأسرة وصلاح المجتمع, وسن الإسلام من التشريعات ما يضمن سلامة الحياة الأسرية, وحفظ أسرار الحياة الزوجية وتحريم إفشائها, وأثني الله تبارك وتعالي علي النساء الصالحات بقوله في كتابه العزيز:( فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله). ونهي النبي صلي الله عليه وسلم عن إفشاء أسرار الحياة الزوجية وعدها من أعظم الخيانة يوم القيامة, نظرا لما وردت فيها من آيات قرآنية كريمة وأحاديث نبوية شريفة أجمعت علي تحريمها وبيان خطورتها. وفي ظل ما تحفل به مواقع التواصل الاجتماعي وغرف الدردشة من كشف لأسرار الزوجية والذي كان سببا في وقوع الكثير من حالات الطلاق, أكد علماء الدين, أن إفشاء الأسرار الأسرية والزوجية أمر محرم يسهم في تفكك الأسرة, وتعطيل تقدم المجتمع مؤكدين أن بناء الأسرة السليمة يعتمد في الأساس علي حفظ أسرار الزوجية الذي من شأنه أن يساهم بشكل كبير في بناء أسرة قوامها الاحترام المتبادل. وأوضح علماء الدين والاجتماع, أن الخلافات الأسرية, التي من أبرز مسبباتها إفشاء الأسرار الزوجية, تنتهي بالطلاق, وأن لفراش الزوجية أسرارا يجب أن تحاط بسياج من الكتمان والأمانة والحياء والستر, قال الله تعالي:( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون). يقول الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار علماء الأزهر, إن إفشاء الأسرار بين الأسرة بصفة عامة والأسرار الزوجية بصفة خاصة حرام شرعا, ولا يجوز بأي حال من الأحوال نشر الأسرار الزوجية لأنها رباط مقدس به تبني الأسرة ويبني المجتمع السليم ولذلك يجب أن يكون قوام الأسرة مبنيا علي الاحترام المتبادل بين الزوجين لأنه يساعد علي بناء الأسرة والمجتمع السليم الذي يستطيع أن يكون له دور في العالم. وأضاف أن الحياة الزوجية رباط مقدس وحياة مصونة يجب أن تكون بعيدة عن القيل والقال لان من أهم أهداف بناء المجتمع تكوين أسرة قوامها الاحترام المتبادل بين أفرادها لأن بناء الأسرة يساعد علي تقدم المجتمع موضحا أن مصر في حاجة إلي تماسك أفرادها في الوقت الحاضر, وأن من يرتكب إثم إفشاء الأسرار ولا نقول هنا الأسرار الزوجية فقط إنما أسرار الأسرة والمجتمع فكأنما ارتكب ذنبا أمام الله ويجب عليه أن يتوب ويرجع الي الله. وفي سياق متصل يقول الدكتور نبيل السمالوطي, أستاذ الاجتماع بجامعة الأزهر, إن الأصل في الأسرة والعلاقات الأسرية بشكل عام والزوجية بشكل خاص أن تكون محاطة بقدر كبير من الخصوصية وبعض أنواع العلاقات يجب أن تحاط بالسرية الكاملة ذلك علي المستوي الاجتماعي والأخلاقي. وأكد أن العلاقة الخاصة بين الرجل وزوجته أمر يخصهما فقط ولا يجب علي الإطلاق من الناحية الاجتماعية قبل الدينية أن تذاع هذه الأخبار أو أن يتحدث كل من الزوجين إلي أصدقائهما عنها لأنها أمور خاصة دقيقة لا يجوز بأي حال من الأحوال إفشاؤها. وأوضح السمالوطي أن إفشاء الأسرار الزوجية أمر محرم تحريما كاملا لأنها من أدق خصوصيات الزوجين, أما الخلافات أو الصراعات الزوجية أو ما يقابلها من مشكلات فالأمر مختلف, ولا يجوز التحدث بأي حال من الأحوال حتي ولو للأقارب حتي لا تزيد الخلافات والصراعات وتزداد حدتها مما يؤدي إلي وقوع الطلاق وتفككك الأسرة وحرمان الأبناء من الرعاية الأبوية والأسرية والي مشكلات كثيرة تؤدي الي تفكك الأسرة التي هي قوام المجتمع فالأصل في هذه الخلافات ألا يعرف بها أحد. وطالب الزوج والزوجة بضرورة حل هذه المشكلات بالحوار والتوافق أو تقديم بعض التنازلات والالتقاء في منطقة وسط للحفاظ علي شكل الأسرة والمجتمع والحيلولة دون أن يفككها الطلاق, وان تكون الخلافات الأسرية في سريه تامة في غرف مغلقة بين الزوج والزوجة حفاظا علي تماسك الأسرة. كما طالب السمالوطي أفراد الأسرة بأن يكونوا متحدين لا تفرقهم المشكلات, لأن في ذلك اثرا جيدا علي المجتمع المصري مشددا علي أننا في هذه الأيام في اشد الحاجة إلي التماسك بين أفراد المجتمع وعدم إفشاء الأسرار وبث الشائعات التي من شأنها أن تؤثر تأثيرا سلبيا علي المجتمع.