واقع أليم يعيشه كثير من الأزواج والزوجات بإفشاء أسرار علاقاتهم الزوجية التى تصل أحيانا إلى الوصف الدقيق لتفاصيل العلاقة، كما أن إفشاء الأسرار الزوجية فى جلسات النساء انتهاك لكثير من الأعراض وتجاوز للحدود فى غيبة وبهتان، ويجب أن تنتبه المرأة المسلمة وتحذر من الجلوس والخوض فى مثل هذه المجالس التى لا تجد فيها إلا النساء الجاهلات.. اللاتى ليس لديهن سوى النيل من أعراض أزواجهن وهتك أسرارهن، وهى قضية دينية وإنسانية لا تقبل الخلق السيىء ولا الخروج على عادات وتقاليد المجتمع المتعارف عليها، فالإسلام يرفض هذه الجريمة النكراء، سواء كانت مستترة أو علانية، ويعاقب عليها أيضاً، لأنها جريمة أخلاقية فيها اعتداء على المجتمع ككل، وذلك لأن عدم التحفظ والحديث أمام الناس علانية قد يجعلهم يتعودون عليها فيتحدثون علانية على أنها سلوك عادى لا شىء من الخطأ فيه. الحياة الزوجية أسرار.. وإفشاؤها خيانة.. ولا يجوز بأى حال الخوض فى تفاصيل هذه العلاقات بالحديث مع الآخر أو حتى لمجرد التلميح.. لأنها علاقة مقدسة حرصت عليها الشريعة الإسلامية بما يكفل لها الاستقرار والمحافظة على الأسرة من الانهيار.. فلا يجوز لطرف من أطراف هذه العلاقات الأسرية سواء الزوج أو الزوجة أن يفشيا أسرار هذه العلاقة.. ولقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن إفشاء أسرار الحياة الزوجية. كما حذر الإسلام من إفشاء ما يحدث فى بيت الأسرة، وبخاصة ما يحدث داخل غرف النوم، فجعل السرية سياجا يحيط بهذه العلاقة الكريمة، ولم أكن أتخيل، مجرد خيال، أن يحظى هذا الموضوع بنصيب الأسد من اهتمام النساء.. هذه ليست ظاهرة عادية أو جزءاً من عمل درامى.. ولكنه واقع أليم يعيشه كثير من الأزواج والزوجات بإفشاء أسرار علاقاتهم الزوجية التى تصل إلى الوصف الدقيق أحياناً لتفاصيل العلاقة، الأمر خطير ويحتاج إلى معالجة جادة، وخصوصاً أن الأديان السماوية وفى مقدمها، الإسلام. ترفض ذلك وتحض على سرية هذه العلاقة المقدسة، لما فى ذلك من صون لها من أن يطلع عليها الآخرون، أو يحاولوا العبث بها. أن جميع الأديان السماوية وفى مقدمها – الإسلام – ترفض وتحرم إفشاء مثل هذه الأسرار، ولهذا يجب تنشئة الأطفال على مبادئ الإسلام السمحة، وضرورة توعيتهم بالأضرار البالغة التى قد تنجم عن إفشاء بعض الأسرار حتى نساعد على خلق مجتمع خال من الأمراض النفسية يتسم أفراده بالطمأنينة والاستقرار، أن الزواج علاقة مودة ورحمة والله تعالى سن الزواج حتى يعمر الكون بالبشر فى صورة أسر تتكون ثم تستمر، وتسير على المنهج الذى أمرنا به سبحانه وتعالى فيجب احترام كل طرف من أطراف الأسرة للآخر وأن ينتبه إلى ضرورة عدم إفشاء أسراره الزوجية حتى إلى أقرب المقربين، أن الإنسان عندما يقدم على الزواج تكون رغبته إشباع حاجات نفسية لديه، ومن أهم هذه الحاجات الاستقرار النفسى وقد نظم الإسلام هذه العملية تنظيماً رشيداً فى أحكامه وتعاليمه ومبادئه، فلا يقوم أحد طرفى العلاقة بإفشاء أسرار الآخر حتى لا ينتج من ذلك أضرار نفسية جسيمة، فالصحة النفسية بوجه عام تتلخص فى كون الإنسان آمنا على حياته وأسراره وأن لم يكن هناك جهة يستأمنها على هذه الأسرار. فيجب نبذ السلوكات الخاطئة فى المجتمع حتى لا يتعود عليها الناس ويعتبرونها صحيحة، أن انعدام التربية والتجرد من الأخلاق الفاضلة وفى مقدمها الحياء وراء ما يحدث من إفشاء أزواج وزوجات أسرار علاقاتهم الزوجية، مشيراً إلى أن الشيطان الرجيم قد يسيطر على بعضهم فيصور لهم هذه السلوكات على أنها ليست سلوكاً خاطئاً.