عشرون حالة طلاق في قرية صغيرة في أقل من عام على الزواج ففي عمق الريف تكمن الأعراف والتقاليد وتعيش القرية المصرية بين هذه الأعراف وتلك التقاليد وكأنها قانون ودستور. وتتشابك الأواصر وتمتد بين الأسر وهناك لغة واحده يعرفها الجميع ألا وهى لغة الحب والاحترام المتبادل وأثرت هذه اللغة في ربوع الحياة فنسجت لونا فريدا من العلاقات الإنسانية امتدت إلى النسب والمصاهرة وأي نزاع ينشأ يرد إلى المجلس العرفي أو مجلس حكماء القرية الذي يتكون من كبار رجال القرية سنا وحكمة والذي يتناول بدوره كافة المشاكل ويعمل على حلها بعيدا عن ساحة القضاء وخاصة المشاكل الأسرية. ومع تطور الحياة تغيرت المفاهيم العرفية ولم يعد لها دور فاعل في المجتمع وسرعان ماعرفت الأسر الريفية طريق المحاكم لحل نزاعات الحياة الزوجية. ومن أمام إحدى محاكم الأسرة التقينا ب س .ع والتي قالت ودموع الحزن تسيل من عينيها:تربط بين أسرتي وأسرة زوجي علاقة صداقة منذ عدة سنوات فقررا الوالدان تتويج هذه العلاقة بالنسب والمصاهرة ولم يمض على زواجي عام لم يحترم فيه زوجي هذه العلاقة أو كوني زوجته وكان على النقيض يتحدث هاتفيا مع غيري من النساء وأنا بجواره ويقلد أصوات النساء ويتحدث إلى الرجال طالبا منهم شحن رصيد وإذا وجدني في زينة النساء انتابته الغيرة المحمومة ويبحث في أركان البيت عن رجال غرباء وينهرني لماذا هذه الزينة؟ وعرفت بعد الزواج أن هناك حقوق شرعية للزوجة ولكنه لا يعرفها ولا يقربها ومضت عدة شهور على زواجنا وأنا شبه عذراء. وأضاف خ. د لم يمضى على زواجي عام تذوقت فيه طعم المرار الحقيقي مع زوجة لاتستطيع أن تصحح من أخطائها مع قلة فهمها للحياة وتحملت وصبرت عليها على أمل التغيير وخاصة بعد علمي بحملها ورزقنا الله بأجمل طفلة كنت أتمنى أن تعيش بيننا ولكن الزوجة أنهت الحياة بيننا عن طريق محكمة الأسرة فكان الانفصال وتنازلت لها عن الكثير على أمل التواصل بيننا من أجل طفلتنا الصغيرة. كما أضاف خ.د أنه يعيش في قرية صغيرة تسمى العبايدة بسيدي سالم بمحافظة الشيخ حدثت بها عشرين حالة طلاق لأسباب عادية وغير مقنعة كما أنها لاترقى إلى الطلاق وأنه حالة ضمن هذه الحالات. وقالت عزة سليمان المحامية إن تغير الأوضاع الاجتماعية في الريف والذي كان يعد مضرب المثل في الأخلاق والتماسك الأسرى وتحمل كلا الزوجين آلام الحياة ومشقتها من أجل الحفاظ على الكيان الأسرى وتربية النشء أمر حتمي يأتي تباعا لتطور الحياة وأضافت قائلة كما تلعب الأسر دورا بالغ الخطورة في استقرار حياة الأبناء حديثي الزواج فكثرة التدخلات من كلا الأسرتين تؤدى إلى انهيار الحياة الزوجية سريعا. وعلقت سليمان على قانون الأسرة قائلة إن هذا القانون أثر بشكل سلبي على الرجل وأعطى المرأة سلاحا أعانها على ظلم الرجل ودعت إلى الإنصاف من خلال عمل الباحثين بمحاكم الأسرة وتقديم تقارير منصفة لكلا الزوجين أمام القضاء. كما أكد زياد البحيرى باحث إجتماعى على ضرورة دور الأسرة في التوعية للأبناء من خلال شرح المفاهيم الحياتية ومحاولة فهم الأخر من أجل استقرار الحياة الزوجية هذا وأكد على أن الحب بين الزوجين هو صمام الأمان للحياة الأسرية. وأكد محمد كشك داعية اسلامى أن البعد عن شرع الله في اختيار كلا الزوجين هو السبب الرئيسي في عدم الاستقرار الأسرى وكذا انهيار الحياة الزوجية. وأضاف أن على الزوجين أن يحترم كل منهما حقوق الأخر وأن يتجاوزا الخلافات الصغيرة وأن المعاملة الطيبة هي أساس نجاح الحياة الزوجية . وتعد حالات الطلاق المتكررة ظاهرة خطيرة تؤثر على مختلف نواحي الحياة ومنها ارتفاع نسبة عدد المطلقات وهن قنابل موقوتة بالبيوت المصرية، كما يؤدى ذلك إلى ارتفاع نسبة تشرد الأطفال مما يؤثر سلبا على طريقة تنشئتهم فيرتفع بذلك معدل الجريمة. وفى النهاية صرخة موجهة إلى كل البيوت المصرية بضرورة التوعية للأبناء المقبلين على الزواج على أسس دينية ومبادئ أخلاقية تساعد على استمرار الحياة الزوجية في ظل جو من المودة والرحمة.