انتهت أفراح الحصول علي فضية كأس الأمم الإفريقية والأداء المشرف للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم في الجابون كان فيها علي بعد خطوة ودقائق قليلة من حسم النجمة الثامنة, لتبدأ رحلة أحلام جديدة لا مكان فيها للوصافة بل الصدارة ولا غيرها من أجل تحقيق إنجاز التأهل إلي كأس العالم المقبلة في روسيا2018, التي يتبقي فيها4 مباريات فقط في مسيرة الفراعنة. والملايين في مصر من مواليد ما بعد يونيو1990 يعشقون بطولة كأس العالم ولكنهم لم يشاهدوا جيل الراحل العظيم محمود الجوهري وهو يخوض آخر ظهور مصري في التاريخ ببطولة كأس العالم في إيطاليا1990, ورئيس اتحاد الكرة الحالي هاني أبوريدة ظهر علي الساحة مع مطلع التسعينيات وتدرج في مناصب الجبلاية عضوا وأمينا للصندوق ونائبا للرئيس والآن هو المسئول عن أحلام90 مليون مصري من بينهم أجيال لا تعرف عن كأس العالم سوي جيل الجوهري وهدف حسام حسن في مرمي الجزائر. وكان طبيعيا أن يكون الحوار مع هاني أبوريدة حافلا بالكثير من الملفات الساخنة عن المنتخب وكيفية استعداداته لاستئناف منافسات التصفيات الإفريقية المؤهلة إلي كأس العالم ورأيه في الفريق ومدي استفادة الكرة المصرية من هيكتور كوبر وانتخاباته المقبلة, وجاءت ردوده صريحة وواضحة وإلي نص الحوار: في البداية.. لماذا يري هاني أبوريدة في الوصول للنهائي إنجازا ونحن أبطال القارة7 مرات؟ من الرائع أن نبدأ من هذا السؤال, مبدئيا لو سألتني بشكل شخص سأقول لك إن لقب بطل كأس الأمم الإفريقية كان مهما بالنسبة لي أكثر من اللاعبين أنفسهم, لأني المسئول الأول عن الكرة المصرية وبالتالي سيكون علامة مضيئة لي في تاريخي, ولكن لأني أنظر إلي المستقبل وما يمكن تحقيقه علي أن أتوجه بالشكر لهذا الجيل والجهاز الفني وأن نبدأ من الآن الإعداد لكأس العالم ولو تحدثنا بالورقة والقلم بعيدا عن العواطف فهو بالفعل إنجاز حقيقي للمنتخب يجب أن نعترف به. ولماذا هو إنجاز حقيقي؟ تذكر ما قلناه معا قبل بداية البطولة, وتذكر ترشيحات الخبراء هنا وخارج مصر للمنتخب, لدينا فريق شاب يضم19 لاعبا يشاركون لأول مرة في البطولة وخبراتها غائبة وأيضا فريق لم يشارك في أمم إفريقيا منذ7 سنوات وهي فترة طويلة جدا, فالطبيعي أن يكون التواجد لاكتساب الخبرات والوصول إلي الدور الثاني هو التطور الطبيعي ولكن نحن حققنا ما يفوق الترشيحات ولولا كرة وسوء توفيق في آخر دقيقتين لكان المنتخب بطلا لكأس الأمم الإفريقية. وهل ال19 لاعبا والعودة بعد7 سنوات يكفيان لاعتباره إنجازا ؟ بالطبع لا, الظروف الصعبة نفسها التي عشناها في الجابون, ولا داعي للحديث عنها لأن المبررات هي أساس الإخفاق ونحن اتفقنا بعد العودة إلي القاهرة للتفكير فقط في ما ينقصنا من أجل تحقيق الحلم الكبير وهو التأهل إلي كأس العالم القادمة في روسيا2018 ولدينا رسالة صريحة نعمل من خلالها وهو تكريم السيد الرئيس وحديثه عن المستقبل, وعلينا أن ننظر إلي هذه الرسالة جيدا وننظر إلي ما فعله هذا الجيل للشعب المصري وكيف كان الملايين معنا طوال الوقت. هل يمكن أن نحقق هذا الحلم فعلا خاصة وأن لدينا6 نقاط ونتصدر المجموعة؟ أقولها لك بصراحة, نحن الآن في وضع أصعب من بداية التصفيات, سقف الطموحات لدي الجماهير زاد والضغط بالتأكيد تضاعف, والجميع لن يتحمل صدمة الخسارة في تصفيات كأس العالم وأنا سعيد بهذه الحالة ومستعد لأي تضحيات في المستقبل من أجل هذا الحلم واستفدنا كثيرا في مشوارنا بأمم إفريقيا وعلينا أن نبدأ من حيث ما حققناه في البطولة. ما هي الفائدة الأكبر للمنتخب الوطني من كأس الأمم الإفريقية؟ هناك مكسب كبير حققناه وهو مواجهة أوغندا والتعرف علي قوتها الحقيقية قبل لقاءي تصفيات كأس العالم, والفوز الصعب بهدف مقابل لا شيء سجله عبدالله السعيد, وقلت له وللاعبين بعد المباراة:التوفيق من عند الله بالإضافة إلي جهدكم وراء الفوز, وهدف عبدالله دليل علي ذلك ليه الكرة ذهبت لبين قدمي الحارس رغم أن المرمي خالي وعبدالله مهاري, وهاتفتكروا كلامي وازاي استفدنا من الماتش ده لما يجيي وقته في تصفيات كأس العالم خلينا في أمم إفريقيا. وماذ ا كنت تقصد من وراء هذا الكلام؟ القرعة في أمم إفريقيا خدمتنا عندما لعبنا أمام أوغنداوغانا وخاصة أوغندا لأن هناك مباراتين ب6 نقاط والفوز فيهما يساوي50% من مشوارنا في كأس العالم, ولو ذهبنا إلي أوغندا ونحن نعتمد فقط علي فيديوهات المنافس كان من الممكن أن نتعادل خارج ملعبنا ونحن مطالبون بالفوز لأننا لم نقدر المنافس علي الطبيعة, والحمد لله لأنني كنت بالفعل أنتظر هذه المباراة وأعلم أن أوغندا تطورت كثيرا ولم تتعادل مع غانا أو تفوز علي الكونغو من فراغ. نلاحظ في كلامك نبرة الحديث عن كأس العالم كثيرا! كأس العالم هو الحلم الذي جعلني أترشح لانتخابات اتحاد الكرة وقبلها توليت منصب المشرف العام علي المنتخب قبل بداية التصفيات وقبل مباراة تشاد. لكن معروف عن هاني أبوريدة تطلعه المستمر وتقدمه من منصب إلي آخر. قد أكون إنسان ناجح جدا في إدارة كرة القدم ووصلت لأعلي المناصب التنفيذية في الكاف والفيفا ولكن كأس العالم يوازي كل ما حققته في حياتي وأنا تغيرت كثيرا عندما توليت منصب المشرف العام علي المنتخب قبل الانتخابات وتفكيري تغير كثيرا. وما الذي تغير في هاني أبوريدة من أجل كأس العالم؟ أشياء كثيرة جدا, أنا مستعد الآن للتضحية بالاستمرار في المكتب التنفيذي للفيفا ومن الممكن ألا أستكمل الانتخابات التي تجري في مارس, لأن تفكيري الآن هو كأس العالم فقط وسأكون أكثر صدقا معك, التصرفات تعبر عن المصداقية, أنت شاهدتني في الجابون, لا أترك المنتخب قبل أي مباراة رغم المسئوليات الكبيرة بحكم منصبي كعضو للمكتب التنفيذي للفيفا, وكنت اتنقل بصورة شبه يومية ما بين حضور اجتماعات في ليبرفيل ثم العودة إلي معسكر المنتخب في بورت جينتل وعندما استقررت في ليبرفيل مع المنتخب, لم أترك المعسكر مع بداية مباريات الدور قبل النهائي. لنقف كثيرا عند التضحية بالمقعد الدولي لك في الفيفا.. هل قررت ألا تستكمل الانتخابات؟ وارد بقوة, وللأمانة هي فكرة دارت في رأسي, أنا أريد الاستقرار مع المنتخب أكثر, الحمل كبير وعليك أن تختار بين نفسك وطموحاتك وبين منصبك وحلم عمرك, قد أترك الفيفا والكاف الآن وقد لا أتركها وأستمر ولكن في النهاية الأولوية للمنتخب وحلم كأس العالم. لنكن صرحاء.. هل توتر علاقتك مع عيسي حياتو سبب في هذا القرار؟ لو فكرت بهذا المنطلق أكون لا أستحق ما حققته طوال سنوات ماضية, أنا دخلت الكاف والفيفا ووصلت لقمة النجاح من خلال جنسيتي وعملي أنا أقدم نفسي للآخرين المصري هاني أبوريدة ومصر كبيرة ولها دور فيما حققته وعملي له دور فيما حققته, وعيسي حياتو صديق وقد يحدث التوتر في الكثير من الأوقات ولكن ليست له علاقة بأي قرار أتخذه مطلقا. كلامك يوحي بأن هناك الكثير من الأسرار. سأكون واضحا جدا, جسدي لم يعد يتحمل, السفر والتنقل المستمر والتفكير في كل شيء اتحاد الكرة والكاف والفيفا, والأهم طبعا المنتخب وكأس العالم في لحظة فكرت وقلت أنت في الجابون وهتسافر الإمارات وبعدين عندك رحلة في إنجلترا وعندك اجتماع في جنوب إفريقيا وعندك اجتماع مجلس الكرة الذي تم اختياري به لتطوير اللعبة في العالم بأسره, هاتقعد إمتي وترتاح إمتي وهما سنتان بس اللي النجاح فيهم يساوي كل نجاح حققته في حياتك لو وصلت لكأس العالم. هناك إخلاص في كلامك لحلم التأهل إلي كأس العالم فعلا, من أول يوم لي كمشرف للمنتخب الوطني كنت موجودا في مباراتي تشاد اللتين بدأناهما بالخسارة في الذهاب ثم حققنا الفوز0/4 وبعدها لا توجد مباراة للمنتخب إلا وكنت موجودا فيها وللأمانة قد أعتزل كرة القدم لو حققنا حلم كأس العالم لا أحد يعرف المستقبل إلا الله عز وجل. أتقصد ترك مناصبك كلها دفعة واحدة؟ نعم, من بين الأسباب التي دارت في عقلي أنني نجحت في عملي بالكاف والفيفا وكنت من الشخصيات التي قامت بتطوير كل شيء في القارة. لنترك الفيفا وأبوريدة ونعود إلي المنتخب ونسأل هل كوبر هو المدرب المناسب لهذا الحلم؟ نعم كوبر مدرب رائع جدا وإفريقيا تحسدنا عليه كثيرا. أليس الحسد أمر مبالغ به؟ أنا صادق في كلامي بنسبة100%, وسأقول لك دليلا واحدا, مسئولون كثيرون من اتحادات مختلفة داخل القارة قالوا لي نصا: مبروك هاني علي هذا المدرب.. إنه يعمل كما لو كان مصريا.. كيف يحب البلد بهذا الشكل ويتحدث عنها باستمرار, وأضف إلي ذلك النتائج هو نجح بنسبة100% سواء عندما صعد إلي أمم إفريقيا أو صعد إلي الدور قبل النهائي كما ينص اتفاقه بعد غياب7 سنوات عن بطولات كأس الأمم الإفريقية وحقق انتصارا تاريخيا علي المغرب بعد غياب31 عاما ويتصدر مجموعته في تصفيات كأس العالم برصيد6 نقاط. ولكن الكثيرين ينتقدون كرته الدفاعية! علي المستوي الشخصي أهلا بالكرة الدفاعية لو تحقق كل شيء وأبرزها كأس العالم ولكن كوبر لا يلعب مدافعا والرجل يتقبل هذا الاتهام, هو يطبق تكتيكا أراه رائعا جدا, ومعدلاته التهديفية جيدة جدا ويحقق الفوز وهذا هو المهم, فمن كان يتخيل أن نصل إلي نهائي كأس الأمم الإفريقية ونتخطي غانا والمغرب وبوركينا فاسو الحصان الأسود. لكن جيل حسن شحاتة كان المنتخب يلعب كرة جميلة ويحقق انتصارات خيالية؟ أرفض مقارنة الأجيال وأنا فخور جدا بكل جيل لعب لصالح مصر, وجيل كوبر الحالي يمتاز بالروح الوطنية وحب شديد لمصر تجعلهم يقدمون أي شيء, أنظر إلي مروان محسن يقف مصابا في الرباط الصليبي لدعم زملائه في أرض الملعب وأنظر إلي كهربا عندما كان موقوفا, والمنتخب في عهد حسن شحاتة كان لا يعاني أبدا من أزمات بسبب كثرة اللاعبين في كل المراكز. ومع بقاء كوبر لنهاية التصفيات.. كيف تري المستقبل؟ سنجلس معا لنحسم كل شيء خاص بالاستعداد لموقعة أوغندا في عقر دارها وما بعدها من مباريات التصفيات صعبة للغاية وعلينا ألا نترك شيئا للصدفة. هل يمكن أن يطرح هاني أبوريدة أسماء علي الجهاز الفني؟ رغم أنني المشرف العام علي المنتخب ولكن لا يحق لي الحديث عن لاعب يضمه الجهاز الفني وهو أمر غير مقبول بالنسبة لي ويدمر ما بنيناه, ومستر كوبر ليس من نوعية المدربين الذين يقبلون فرض أسماء عليه مهما يكن الضغط وأقصد الضغط الجماهيري. لكنك تدخلت في وقت ما وتحديدا أزمة حسام غالي؟ وقتها كان حسام غالي لاعبا في المنتخب وكوبر لم يعلن أسماء اللاعبين المختارين للتجمع وهناك من أثار الأزمة وكان المنتخب يستعد لمباريات ودية مهمة استعدادا لتصفيات كأس العالم وغالي كابتن المنتخب ولاعب مهم وله تاريخ وطبيعي أن أسأل وأتدخل لحل خلافات دون أن يكون لي دور هل ينضم أو لا ينضم, يشارك أو لا يشارك ومستر كوبر يتفهم ذلك. ألا تخشي أن يؤثر الإخفاق أمام الكاميرون في حلم المونديال؟ مطلقا, تحدثت مع اللاعبين وأكدت لهم أن ما حققناه هو خطوة لحلم أكبر وهو كأس العالم وكيف كان الشعب سعيدا في كل مباراة والتكريم الذي حازوا عليه من رئيس الجمهورية, ولابد أن نستمر. لقد وصلت الرسالة وعلينا متابعة تنفيذها, وسأقول لك شيئا أنا متفائل لأن الجيل الحالي لا يلعب لاسمه بل يلعب لاسم مصر, انظر أنت أمام جيل رائع ملتزم لا فارق بين أساسي أو احتياطي ومدرب عادل في اختياراته ويعمل بكل جدية ولساعات طويلة ولو لم يكن هذا الجيل يملك هذه الصفات ما وصل للنهائي مع كل الإصابات التي تعرض لها الشناوي وعبدالشافي ومروان والنني وإيقاف كهربا, بل المصابون كانوا يرغبون في اللعب من أجل المنتخب. هاني أبوريدة.. متي يبدأ الإصلاح في اتحاد الكرة وفقا لمفاهيم الفيفا؟ الإصلاح موجود وأنا أسعي لأن يكون اتحاد الكرة مؤسسة احترافية, ولكن التوقيت مع ضغط مباريات الدوري الممتاز ثم كأس الأمم الإفريقية قد لا يشعر معه أحد أن هناك تغييرا يتم, نحن لسنا ناديا يملك شعبية جماهيرية, سأقول لك مثلا, لأول مرة منذ سنوات طويلة الدوري الممتاز منتظم المباريات والملاعب, وفي نفس الوقت اتحاد الكرة يقف علي أرض صلبة في قرارات قوية وسأخبرك بأمر صغير جدا, أبسط شيء حدث هو تطوير مدخل اتحاد الكرة بمجرد دخولك من الباب نحن في عهدنا تواجد في مقر الجبلاية رئيس الفيفا وزارنا رئيس الكاف ولابد أن تكون واجهة اتحاد الكرة راقية ولكنها أصغر البصمات التي تمت ونحن مجلس يعمل منذ أشهر قليلة فقط وهناك روتين أسعي للقضاء عليه ويستغرق وقتا طويلا, وأعد المصريين أن يستلموا اتحادا قويا ومؤسسة كبيرة جدا تدار باحترافية ولا تقل عما يحدث في الفيفا أو الكاف.