في اشارة واضحة للتوافق المصري الالماني بشأن الاهتمام بدعم مسيرة السلام جاءت تأكيدات الرئيس حسني مبارك والمستشارة الالمانية إنجيلا ميركل عقب مباحثاتهما في العاصمة برلين امس علي إنجاح المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين لبدء مفاوضات مباشرة تقود الي الحل النهائي والتوصل الي السلام. واعرب الرئيس عن تمنياته بأن تكون هناك مرونة في المفاوضات للبدء في مفاوضات مباشرة والسير نحو إحلال السلام في المنطقة.. وحذر الرئيس في الوقت نفسه من خطورة استمرار الوضع الحالي وعدم اضاعة المزيد من الوقت. واكد الرئيس اهمية ان تكون المفاوضات جادة وفي اطار زمني محدد وفق مرجعيات واضحة تلتزم بالشرعية الدولية واسس ومبادئ عملية السلام مع ضمانات برعايتها وتنفيذ ما تخلص اليه من نتائج. من جانبها اشادت ميركل بالدور المهم الذي تقوم به مصر والجهود التي يبذلها الرئيس مبارك من اجل دفع عملية السلام الي الامام.. واكدت ان لمصر وألمانيا مصلحة حقيقية بان تتواصل هذه المفاوضات.. معربة عن استعداد ألمانيا لدعمها بالتعاون مع مصر والجانب الامريكي. وكان الرئيس مبارك قد ألقي كلمة في المؤتمر الصحفي فيما يلي نصها: اشكر السيدة المستشارة انجيلا ميركل علي حفاوتها وكلماتها الطيبة.. وقد إجرينا مشاورات مهمة تناولت عددا من القضايا الاقليمية والدولية والعلاقات الثنائية والتعاون القائم بين مصر والمانيا. قضايا الشرق الاوسط واستعرضنا معا الوضع الراهن في الشرق الاوسط..بما في ذلك الانتخابات الوشيكة في العراق.. وملف ايران النووي.. والتطورات في اليمن والسودان والصومال.. كما استعرضنا الاوضاع في افغانستان وتداعياتها علي باكستان وانعكاساتها علي امن واستقرار الشرق الاوسط.. والعالم. بحثنا بتركيز خاص.. جهود احياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.. والافكار المطروحة لكسر جمود عملية السلام.. بما في ذلك من خلال مفاوضات غير مباشرة في مدة اقصاها اربعة اشهر.. وقد اطلعت السيدة المستشارة علي ما تجريه مصر من اتصالات مع كلا الجانبين وعلي الساحة العربية واطراف الرباعية الدولية. وعاودت تأكيد خطورة استمرار الوضع الحالي.. وضرورة استئناف مفاوضات الحل النهائي.. دون مزيد من اضاعة الوقت.. مفاوضات جادة في اطار زمني محدد.. وفق مرجعيات واضحة تلتزم بالشرعية الدولية واسس ومبادئ عملية السلام.. مع ضمانات برعايتها وتنفيذ ما تخلص اليه من نتائج. قرارات استفزازية اكدت ان تهيئة الاجواء المواتية لذلك.. تقتضي توقف اسرائيل عن الاستيطان بما في ذلك القدسالشرقية.. وعن ممارساتها بالاراضي المحتلة بالضفة الغربية وقطاع غزة.. كما تقتضي رجوع اسرائيل عن اجراءاتها لتهويد القدس.. وفي محيط المسجد الاقصي.. ومراجعة قراراتها الاستفزازية الاخيرة بضم( الحرم الابراهيمي) ومسجد( بلال) لقائمة التراث اليهودي.. وغير ذلك مما يعرقل جهود السلام. لقد استقبلت السيدة المستشارة.. خلال الشهرين الماضيين.. كلا من رئيس الوزراء الاسرائيلي.. ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية.. وقد اعربت عن تقديري لجهودها من اجل السلام.. ولما تقدمه المانيا من دعم لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية ولإنهاء ملف تبادل الاسري بين الجانبين. تعاون ثنائي وفيما يتصل بالعلاقات الالمانية المصرية.. اوضحت مشاوراتنا رغبة مشتركة في المزيد من تطوير التعاون القائم.. في مجالي الاستثمار والتجارة.. وقد ابديت ما اوليه من اهمية خاصة لتدعيم التعاون.. في مجال التعليم الفني والتدريب المهني.. والتعاون الثنائي في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة. وقد وجهت الدعوة للسيدة المستشارة لزيارة مصر في اول فرصة سانحة.. واتفقنا علي مواصلة التشاور فيما بيننا حول كل القضايا ذات الاهتمام المشترك. دور مصر وكانت ميركل قد استهلت كلمتها في المؤتمر الصحفي بالاعراب عن ترحيبها البالغ بزيارة الرئيس مبارك.. وقالت ان المباحثات تركزت علي القضايا الخاصة بالشرق الاوسط والبحث عن حلول لها وبصفة خاصة ما يتعلق بعملية السلام..واشادت بالدور المهم الذي تقوم به مصر والجهود التي يبذلها الرئيس مبارك من اجل دفع عملية السلام الي الامام. واشارت ميركل الي التطور الذي تشهده عملية السلام من خلال اطلاق المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني. واكدت ان لمصر والمانيا مصلحة حقيقية بأن تتواصل هذه المفاوضات, معربة عن استعداد المانيا لدعم تلك المفاوضات بالتعاون مع الامريكيين وعبر اقناع الطرفين بالسير قدما الي الامام. واكدت ميركل اهمية تحقيق خطوات جادة وملموسة في هذا المجال الي ان تتحول المفاوضات غير المباشرة الي مفاوضات مباشرة. واشارت الي دعم المانيا لحل الدولتين اسرائيلية وفلسطينية, وان المانيا تبذل كل جهودها في هذا المجال لانها قضية تستحق بذل الجهود. وقالت ان اوروبا يجب ان تلعب دورا مهما في هذا المجال وستواصل التعاون في الاسابيع المقبلة للسير الي الامام في المفاوضات بين الجانبين, من خلال الاتصالات مع مصر والامريكيين. مرونة المفاوضات وردا علي سؤال للرئيس مبارك حول وجود ضمانات لنجاح المفاوضات غير المباشرة في ظل وضع اطار زمني لا يتجاوز اربعة اشهر..قال الرئيس مبارك ان المفاوضات غير المباشرة تتم عبر اتصالات يجريها وسيط لوضع الضمانات لإنجاح مثل هذه المفاوضات مع تحديد المرجعيات وتهيئة الاجواء ووضع الضمانات لتؤدي في النهاية الي اجراء مفاوضات مباشرة بين الطرفين, واتمني الا تتطلب اكثر من اربعة اشهر, الا اذا حدثت مشاكل اخري, وتكون النتيجة اننا لن نصل الي شئ ولا تبدأ المفاوضات المباشرة. وقال الرئيس مبارك:' اتمني من كل قلبي ان تكون هناك مرونة في هذا المجال حتي يمكن ان تبدأ مفاوضات مباشرة وحتي نسير في اتجاه الحل النهائي وإحلال السلام في المنطقة'. الدور الأوروبي وردا علي سؤال عما اذا كانت تطورات الملف النووي الايراني والوضع في افغانستان قد طغت علي اهتمام ألمانيا وأوروبا بقضية السلام في الشرق الاوسط.. قالت ميركل:' ان المباحثات مع الرئيس مبارك تناولت التطورات في افغانستان والملف النووي الايراني علي ألا يؤدي الي تسلح نووي في ايران..وان عملية السلام تأتي في نفس الاهمية بالنسبة لنا, فألمانيا لها مصلحة حيوية في إنجاح عملية السلام في الشرق الاوسط'. واشارت الي أنها اكدت للرئيس مبارك ان المانيا والدول الاوروبية علي استعداد لدعم المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين بشكل فعال وبالتعاون مع الامريكيين, وانه ينبغي إنجاح هذه المفاوضات. وردا علي مدي اتفاق ميركل مع اعلان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تأييده لإعلان الفلسطينيين لدولتهم المستقلة.. قالت المستشارة الالمانية: ان من اعلن ذلك هو وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنر وليس ساركوزي, وانا اتفق مع الرئيس الفرنسي في انه يجب علي اوروبا ان تلعب دورا أهم وأقوي في عملية السلام, وهناك قضايا مهمة مثل الحدود والامن والقدس واللاجئين ومسألة بناء البنية التحتية للدولة الفلسطينية, ونحن سعداء بان ندعم رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في ان يحرز تقدما في مجالي المالية والامن. وقالت انها علي يقين من اننا جميعا يجب ان نعمل اكثر من اجل التوصل الي حل الدولتين. مباحثات مكثفة وكان الرئيس مبارك قد وصل إلي العاصمة الألمانية برلين ظهر امس في زيارة عمل يختتمها اليوم.. وعقب وصوله توجه الرئيس مباشرة الي مقر المستشارية الالمانية حيث كانت في استقباله المستشارة انجيلا ميركل التي صافحته ورحبت به ثم عقدا جلسة مباحثات ثنائية ثم جلسة موسعة امتدت علي غداء عمل علي شرف الرئيس مبارك حضره الوفد المصري الذي ضم انس الفقي وزير الاعلام والوزير عمر سليمان والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية والسفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية والسفير رمزي عز الدين سفير مصر في برلين. تركزت مباحثات الرئيس مبارك والمستشارة الألمانية علي جهود احياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي والافكار المطروحة لكسر جمود عملية السلام واطلع الرئيس مبارك المستشارة ميركل علي ما تجريه مصر من اتصالات مع الفلسطينيين والاسرائيليين وعلي الساحة العربية واطراف الرباعية الدولية. وتطرقت المباحثات الي الوضع الراهن في الشرق الاوسط بما في ذلك الانتخابات الوشيكة في العراق وملف ايران النووي والتطورات في اليمن والسودان والصومال والاوضاع في افغانستان وتداعياتها علي باكستان وانعكاساتها علي امن واستقرار الشرق الاوسط والعالم. وتناولت المباحثات الرغبة المشتركة في تطوير التعاون القائم بين مصر والمانيا خاصة في مجالي الاستثمار والتجارة اضافة الي تدعيم التعاون في مجال التعليم الفني والتدريب المهني والتعاون الثنائي في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة.