من يريد أن يدرك معني الانتماء وحب الوطن بشكل حقيقي سيجد ذلك بسهولة متجسدا في محافظة السويس الباسلة صاحبة التاريخ الرائع والمشرف في الحفاظ علي حدود مصر منذ عهد الفراعنة لذلك لم تكن المشاعر التي انتابت أبناء هذا الجزء العزيز علي الوطن غريبة بعد الانتصار الذي حققه المنتخب الوطني الأول لكرة القدم علي نظيره المغربي مساء أمس بالجابون في ربع نهائي بطولة أمم إفريقيا. بكاء الآلاف من فرط الفرحة بعد الانتصار كان من أبسط الأمثلة التي ضربها أبناء السويس علي مدي عشقهم لبلادهم بعد الضغط العصبي الشديد الذي عاشه الجميع في السويس قبل نجاح محمود عبد المنعم كهربا في خطف الهدف في مرمي الحارس المغربي منير المحمدي. واحتفل السوايسة بفوز الفراعنة علي أنغام السمسمية وطافوا شوارع وميادين المحافظة الجميلة بالأربعين والمثلث والكورنيش وهم يرددون الأغاني الوطنية الحماسية التي كانت تلهب الحماس في زمن الحروب التي خاضتها السويس خط الدفاع الحصين عن مصر يحملون أعلام مصر ويهتفون لكهربا ويتوعدون منتخبات البطولة باستعادة منتخبنا للبطولة. وتصاعدت الأدخنة الملونة في سماء هذه البقعة العزيزة جدا من أرض الوطن خاصة في أحياء الأربعين والجناين وفيصل واحتشد الآلاف في المقاهي خاصة علي كورنيش السويس التي لم يبق فيها مكان لقدم بالإضافة إلي الزحام الشديد قبل وأثناء المباراة بسبب الشاشات العملاقة التي عرضت المباراة وانتشرت في شوارع المحافظة.