أصبح مصرف السيل المعروف في أسوان بالترعة المسمومة محط اهتمام جميع وسائل الإعلام بعد أن تناول الرئيس السيسي آلام وهموم المواطنين الذين ظلوا يعانون60 عاما من سموم هذا المصرف الذي يحمل الصرف الصحي غير المعالج لمدينة أسوان إلي النيل في مشوار طويل يصل إلي نحو7 كيلو مترات بداية من منطقة كيما وحتي المدخل الشمالي. وأثارت العملية الأخيرة التي لجأت إليها محافظة أسوان بالتنسيق مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي بتوصيل مواسير مياه من نقطة المصب وحتي قلب النيل للتخلص من الرائحة الكريهة المنبعثة من المياه قبل ساعات من زيارة الرئيس السيسي إلي أسوان استفزاز المواطنين والأهالي, خاصة سكان قري مركز أسوان الذين عانوا انتشار الأمراض الوبائية بسبب المياه الملوثة عبر سنوات طويلة. وتعود قصة ترعة السيل إلي نحو60 عاما, حيث كانت مجرد مخر للسيول التي تداهم مدينة أسوان من الجبال الشرقية, وبعد إنشاء مصنع كيما وبدء العمل في السد العالي انتشرت المساكن والعشوائيات بشكل سرطاني ولم يكن هناك مشروعات للصرف الصحي وقتها فأساء الأهالي استخدامه وأصبح مرتعا لصرف المساكن, بالإضافة إلي الصرف الصناعي لمصنع كيما وأيضا مستشفي أسوان العام. ورغم شكاوي وأوجاع أهالي قري ونجوع مركز أسوان الذين لاتبعد مآخذ مياه شرب المحطات عن نقطة مصب المصرف كثيرا, إلا أن شكواهم ذهبت أدراج الرياح حتي حل عام2004 والذي بدأت خلاله محافظة أسوان في عهد المحافظ الراحل سمير يوسف مشروع التغطية الجزئية للمصرف الذي كان يخترق أهم شوارع المدينة بما فيها كورنيش النيل كشكل من أشكال التجميل. وبينما ظل مشروع التغطية رافعا شعار المثل الشعبي من برة هلا هالله ومن جوة يعلم الله, بدأت الروائح الكريهة تبعث من نقطة المصب علي كورنيش النيل بسبب البكتيريا اللاهوائية المتعفنة دون وضع أي اعتبار للمواطن أو السائح في مخالفة بيئية واضحة, حتي اندلعت ثورة يناير2011 التي جرآت مواطني أسوان علي مواجهة هذا المصرف القاتل من خلال المظاهرات والوقفات الاحتجاجية ليتدخل محافظ أسوان الأسبق اللواء مصطفي السيد متبنيا مشروعا جديدا للقضاء علي هذا المصرف تماما من خلال توجيه مياه الصرف المعالج من محطتي كيما1 2 إلي الغابة الشجرية بطريق وادي العلاقي عن طريق خطوط طرد وإنحدار باعتماد مالي وصل إلي80 مليون جنيه. ومع بدء العمل في هذا المشروع والقيام بتطهير المصرف, فوجئت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسوان والشركة التي تقوم بأعمال التنفيذ بكارثة لم تكن في الحسبان بعدما تبين لها قيام الأهالي بتوصيل مواسير صرف مباشرة من المساكن إلي قاع المصرف بعيدا عن العيون الرقابية, بالإضافةإلي صرف معسكر فرق أمن أسوان وشركة كيما, مما أدي إلي تعطل المشروع إلي حين تحويل هذا الصرف إلي الشبكة الرئيسية التي تنتهي عند محطتي المعالجة. وفي مفاجأة أخري لم تتوقعها الشركات, تفجرت أزمة جديدة عند البدء في تنفيذ مشروع آخر يختص بتوسعة ورفع كفاءة محطتي كيما1 2 المنهارتين أساسا من56 إلي75 ألف متر مكعب, حيث أدت التقديرات الخاطئة والخلاف مابين شركتي مياه الشرب والمقاولون العرب لكميات صرف مدينة أسوان الصحي الذي يتم رفعه من خلال8 محطات رفع إلي غرق المحطة(1) عند بداية تشغيلها التجريبي منذ أكثر من عام.