عندما اعتقد الجميع أن المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في طريقه لتعادل سلبي جديد في بطولة كأس الأمم الإفريقية والابتعاد عن حلم التأهل إلي دور الثمانية ظهر من كان مصدر السعادة في تشكيلة الفراعنة عبدالله السعيد ليسجل هدف الانتصار الغالي في الدقائق الأخيرة مانحا الفريق3 نقاط غالية صعدت به إلي وصافة المجموعة الرابعة ودفعت به في سباق المنافسة بقوة. بدأ المباراة بديلا وقبلها كان الجميع يشعر أنه خارج الخدمة في مباراة مصر ومالي ولكنه أحدث انقلابا في30 دقيقة فقط راوغ خلالها واستحوذ ومرر وسدد وكذلك سجل الهدف الغالي الذي منح به المنتخب فوزا غاليا. هو عبد الله السعيد صانع ألعاب المنتخب الوطني الذي كان لنا معه حوار مطول عن حكاية الهدف القاتل له في مرمي أوغندا بالإضافة إلي العديد من الكواليس التي كشفها في الحوار التالي. في البداية.. مبروك هدف الفوز ولقب نجم المباراة؟ أشكرك وأنا سعيد جدا بهذه اللحظة لأني سجلت هدفا مهما في مشوارنا وسيكتمل دوره عندما نحقق الفوز علي غانا ونحسم بطاقة التأهل إلي دور الثمانية لأمم إفريقيا. هل توقعت التسجيل في مرمي أوغندا من هذه اللعبة؟ شعرت بأنها فرصة يمكن التسجيل منها غيرت كل حساباتي فيها عندما بدأت الهجمة من الجانب الأيسر وانطلقت من منطقة الوسط وعندما وصلت الكرة لمحمد صلاح ناديت عليه, وهو أدي الدور الأكبر في اللعبة باحتفاظه بالكرة ثم التمرير لي وسددت بكل قوتي في المرمي. كلاكيت مرة أخري.. أصبحت ممن يسجلون الأهداف في الوقت القاتل؟ الأهداف رزق من الله عز وجل وتوفيق لأي لاعب داخل الملعب, وبالتأكيد أهداف اللحظات الأخيرة لها طعم مختلف وأكثر إثارة وتصنع دائما الحدث ولكني لا أركز فقط في التسجيل خلال الدقائق الأخيرة من المباريات. مشاعر الفرحة كانت واضحة.. ولكن لماذا اخترت التسديد بقوة؟ تعمدت التسديد بقوة لأسباب كثيرة, كانت هناك فرصة لي أمام منطقة الجزاء وسددت علي المرمي في الزاوية اليمني بمهارة ولهذا تخوفت من أن تؤدي سوء أرضية الملعب إلي ضياع الفرصة خاصة أنها جاءت في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة. لهذا سيطرت عليك الفرحة الشديدة بعد الهدف؟ عندما نحقق الفوز علي غانا سيكون لهذا الهدف دور مهم في تأهلنا إلي دور الثمانية ولذلك كانت مشاعري فوق الوصف وواحدة من أفضل لحظاتي لأنه فعلا هدف مهم جدا. لنتحدث عن وضعك في المباراة.. هل وجودك بديلا في المباراة أحزنك؟ مشاركتي أساسيا أو جلوسي علي الدكة هو قرار المدير الفني وأنا أحترم قراراته مهما كانت وعندما أشركني اختار التوقيت المناسب الذي ساعدني كلاعب في التألق أيضا بشكل جيد. متي علمت أنك بديلا في لقاء أوغندا؟ في المحاضرة الفنية الأخيرة قبل المباراة مباشرة أعلن مستر كوبر التشكيل ووجدت نفسي في الدكة وتمنيت التوفيق لزملائي الأساسيين وكان قرارا احترمته. وما هي تعليماته لك عندما قرر الدفع بك؟ اللعب بجوار محمد النني والتقدم لأداء الدور الهجومي والتسديد علي المرمي والتمرير العرضي والطولي, صناعة الألعاب ومحاولة ممارسة دور لاعب الوسط المدافع. نعود إلي جزء مهم في الحوار.. هو كلامك عن الأرضية السيئة؟ بدون مبررات, نحن سنلعب بكل قوة أمام غانا مثلما حاولنا أمام أوغندا ومن قبلها مالي, الأرضية سيئة جدا والجماهير تشاهد الوضع في التليفزيون, الرمال موجودة وتعوق لمسك بشكل جيد للكرة أو التسديد بشكل متقن علي المرمي والمؤسف أننا لا نتدرب عليها وعندما تتحسن الأرضية يكون حظنا أننا نلعب المباراة الثانية في نفس اليوم وتكون الأرضية تدهورت تماما. بعد حصولك علي أفضل لاعب وأحد نجوم الجولة.. هل تفكر في جائزة أفضل لاعبي البطولة؟ أي جوائز شخصية أمر مهم بالنسبة لأي لاعب وفخر حصوله عليها ولكن في الوقت الحالي أنا ملتزم بدوري الأهم وهو كيفية الفوز في كل مباراة والتقدم في البطولة, وبعدها سأكون فخورا لو نافست أو حصلت علي الجائزة. بعد180 دقيقة للمنتخب أمام مالي ثم أوغندا.. هل أنت راض؟ الحمد لله جمعنا4 نقاط في أول جولتين ولم يقصر أي لاعب وتحدينا الظروف الصعبة فعلا, وأبسط نموذج الطقس المتقلب الرهيب وأيضا سوء أرضية الملعب وخوض أول بطولة كأس أمم بعد7 سنوات غياب عن هذه البطولة ونريد إكمال مشوارنا في الدور الأول بالفوز علي غانا وهي مباراة مهمة جدا لهذا الجيل. ماهي توقعاتك لمباراة غانا المقبلة؟ حتي الآن لم يبدأ مستر كوبر في إلقاء أي محاضرات عن الأدوار المطلوبة منا في المباراة ولكن نحن نعلم أنه لا بديل أمامنا سوي الفوز فيها ولا يجب أن نفكر في نتيجة أقل من ذلك إذا ما كنا نريد فعلا التأهل إلي دور الثمانية لبطولة كأس الأمم. بوصفك أحد اللاعبين الكبار.. هل هناك خوف من اللقاء؟ لا.. الخوف غير موجود تماما ولكن الشعور بالمسئولية ووجود90 مليون مصري ينتظرون منك الفوز هو ما يفرض نفسه علينا فقط, وأؤكد لكم أننا جيل محترم ويعرف قيمة المنتخب جيدا ويلعب فقط من أجل الفوز. في غانا هناك رغبة لدي اللاعبين الأساسيين في عدم المشاركة خوفا من الإصابة بسبب سوء أرضية الملعب؟ لا أعلم هذا الكلام ولكن الأكيد أن مباريات مصر وغانا في كل وقت مباريات صعبة جدا وهم لديهم قائمة كلها محترفون في أكبر أندية أوروبا واللاعب الأساسي مثله مثل اللاعب الاحتياطي وقدموا أمامنا مباراة كبيرة رغم أن هدافهم جيان أسامواه كان غائبا, ولذلك أتوقع أن يلعبوا بكل قوة بصرف النظر عمن يشارك لأنهم يبحثون عن صدارة المجموعة أيضا. وأنتم تلعبون أمام غانا, هل تنظرون لمباراة أوغنداومالي؟ إطلاقا, وحذرنا من ذلك مستر كوبر بعد التعادل مع مالي وقال إن لدينا مباراتين فقط نفكر فيهما هما أوغندا ثم غانا وانتهي الشوط الأول أمام أوغندا ولدينا مباراة أخري مع غانا ننتظر فيها الفوز وحسم قمة المجموعة. هل يفكر اللاعبون مثلا في التعادل والانتقال لمدينة أخري؟ نحن نشكو من ملعب بورت جينتل ولكن لا يمكن أن نفكر بهذه الطريقة, لو فكرنا في التعادل سنخسر, وممكن أن يكون الاستمرار في بورت جينتل أفضل من الانتقال إلي مدينة أخري ونجد أنفسنا في ملعب أسوأ أو سفر جديد. بمناسبة السفر.. هل فعلا عبد الله السعيد يشكو من الإجهاد؟ رغم كل الظروف الصعبة لنا جميعا كلاعبين لم يحدث أن قلت إني مجهد ولا أعلم مصدر هذا الكلام, ولكنه غير صحيح أنا جاهز في أي وقت يختارني المدرب. تردد هذا الكلام في الفترة الأخيرة؟ في الأهلي أو المنتخب دائما أنا جاهز للعب في أي وقت يختاره الجهاز الفني, والمصلحة الأهم بالنسبة لي الآن هي المنتخب وبالتالي لا تفكير في راحة أو شيء بالعكس أنا جاهز للعب في كل مباراة من أجل المساهمة في الفوز فقط. لكن المنتخب يؤخذ عليه التكتيك الدفاعي؟ مستر كوبر مدرب تكتيكي, نعم خططه دفاعية في الكثير من المباريات ولكننا معه تعلمنا كيف نغلق المساحات أمام المنافس ونلعب علي نقاط ضعفه ونحن من أفضل الفرق التي تنفذ الهجمة المرتدة السريعة وبأكبر عدد من اللاعبين وعندما يتطلب الأمر تغيير الطرق تجد الشكل مختلفا تماما مثلما فعلنا في لقاء أوغندا وكنا نهاجم داخل أرض الملعب بمهاجمين هما مروان محسن وكهربا ومن خلفهما أنا وعمرو وردة ومحمد صلاح وأيضا النني ويتقدم أحمد فتحي ومحمد عبد الشافي. لكن الجيل الحالي يضم مواهب فردية كبيرة ومميزة للغاية؟ مستر كوبر هو صاحب القرار الأول والأخير وهو الأكثر دراية بكل مباراة لأنه المدرب ويعلم كيف يقيم المنافسين وكيف يستفيد من لاعبيه وإمكاناتهم, وسأقول لكم مثالا حدث, قبل لقاء أوغندا قال إنهم فريق يضغط بقوة ويلعب بشراسة ومنظم دفاعيا وسيكون عنصر المفاجأة وحده في الانطلاق أو التمرير هو السبيل للوصول لمرماه ومنح أكثر من لاعب واجبات هجومية, وبالفعل أوغندا لعبت كما شرح لنا مستر كوبر في المحاضرة, وأنا نفسي عندما شاركت طلب مني دورا نفذته في الملعب وسجلت من خلاله الهدف الوحيد وهو تكملة الهجمات مع توقف النني. هل نقول إن الفوز علي أوغندا.. أعاد الهدوء للفريق؟ تعاهدنا قبل اللقاء أن نحقق الفوز خاصة أننا تعادلنا مع مالي في المباراة الأولي وأنتم شاهدتم كيف هي قوة المنتخب المالي, وكيف أحرج المنتخب الغاني. بمناسبة الفريق.. كيف استقبلتم إصابة إكرامي ثم الشناوي؟ تلك هي اللحظة الوحيدة التي يمكن أن تقول إن الخوف جاء فيها إلي اللاعبين بسبب وجود حارس مرمي واحد هو عصام الحضري, وشريف والشناوي حارسان علي أعلي مستوي وخسارتهما ضربة كبيرة وكنا في قمة الحزن عندما تركنا الشناوي, وهو بدأ البطولة بشكل رائع وأصيب وهو ينقذ الكرة والحمد لله بدأ إكرامي يستعيد شفاءه ويعود مرة أخري إلي التدريبات تدريجيا ووجود حارسين كبيرين أفضل من حارس واحد بدون بديل وكان طبيعيا أن نخاف مما حدث. لو تحدثنا عن البطولة بشكل عام.. من تراه الأقرب لإحراز اللقب؟ حتي الآن لا يمكن اختيار منتخب بعينه ليكون بطلا لكأس الأمم الإفريقية, والوقت لا يزال مبكرا جدا, خاصة وأن منتخبات كبري لم تحقق نتائج جيدة في أول جولتين ويمكن لها أن تعود في الجولات. نعود إلي المنتخب في سؤال أخير.. هل المنتخب قادر علي المنافسة؟ نحن نلعب كل مباراة علي حدة ونريد الاستمرار لأطول مدي في أمم إفريقيا وبالتأكيد سؤالك يعبر عن ماذا يدور في طموح اللاعبين, أي لاعب يتمني الحصول علي لقب بطل كأس الأمم ولكن يجب أن نترجم الطموح إلي أرض الملعب وكرة القدم علمتني وعلمت غيري أن الجهد فقط هو سبيلك للنجاح, وهو ما نحاول أن نفعله في كل مباراة نخوضها في بطولة أمم إفريقيا الآن.