دافع الكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي في مقال له بصحيفة التليجراف البريطانية أمس عن الفنان الصيني المعتقل آي ويوي قائلا: إن النظام الشيوعي يرتكب جريمة تطهير عنيفة ويسجن المدافعين عن حقوق الانسان. ومن بينهم واحد من ألمع الفنانين الصينيين وهو آي ويوي ويجب علي المجتمع الدولي ألا يقف صامتا حيال هذه الممارسات, وكانت السلطات الصينية قد اعتقلت الفنان التشكيلي آي ويوي يوم4 أبريل الماضي وهو يحاول الصعود علي متن طائرة متجهة إلي هونج كونج وتم الإغارة علي الاستوديو الخاص به وبحسب بعض التسريبات فالتهم الموجهة إليه هي تهريب ضريبي ونشر صور إباحية وهي جرائم تفتقد للمصداقية بحسب أصدقائه. ويقول رشدي في مقاله أن حياة الفنانين قد تكون أكثر هشاشة من أعمالهم, فالشاعر أوفيد تم نفيه إلي منطقة في البحر الميت في عهد القيصر أغسطس وقضي بقيه عمره يتوسل إليه ليعود إلي روما, وصحيح أن أوفيد قد رأي الكثير من الشقاء ولكن شعره قد عمر أكثر من الإمبراطورية الرومانية ذاتها, والشاعر مانديلستالم قتله جزارو ستالين, ولكن شعره عمر عاش أكثر مما عاش الاتحاد السوفيتي العظيم, ولوركا الذي قتله فرانكو في اسبانيا عاش شعره ليشهد إنقضاء عهد الطاغية فرانكو, وهذا يجعلنا نراهن بكل ثقة علي فوز الأدب علي الديكتاتوريات مهما كانت قوتها لذلك يجب أن نقاتل من أجل حرية وأمان الفنانين الشجعان الذين يحاربون تلك الديكتاتوريات.. وأضاف رشدي أنه ليس كل الكتاب يسعون إلي أن يقوموا بدور عام كهذا ولكن الذين يقومون به كهارولد بنتر وجونتر جراس وجابرييل جارسيا ماركيز وسوزان سونتاج يخاطرون بالتعرض للعار والسخرية حتي في المجتمعات المفتوحة فسخر كثيرون من سونتاج لأنها تحدثت عما يحدث في سراييفو وقيل إنها تتصرف وكأنها ملكها, وأنكر علي هارولد بنتر مقاومته للسياسات الأمريكية. عندما يخاطر الفنانين بالدخول إلي السياسة فإنهم يخاطرون بفقدان سمعتهم ونزاهتهم ولكن في خارج عالم المجتمعات المفتوحة يكون نقد السلطة في أحسن الأحوال صعبا وفي أسوأها مستحيلا, وأشخاص كآي ويوي وزملائه هم القلائل الذين يمتلكون الشجاعة لأن ينطقوا بالحقيقة في مواجهة أكاذيب الطغاة, واليوم أصبحت الصين من أكبر الديكتاتوريات التي تهدد حرية التعبير ولذلك فنحن نريد أن يتم آي ويوي وليو شيابو وكل من يدافع عن حرية التعبير هناك.