علي مدي سنوات طويلة قدمت خلال الميكروفون الثقاة من معلقي كرة القدم الذين قبل أن يزاولوا التعليق كانوا نجوما لامعة في سماء الكرة المصرية.. أمثال محمود بدر الدين ومحمد لطيف وعلاء الحامولي وحمادة امام وأحمد عفت ومحمود بكر يرحمهم الله وكذلك ميمي الشربيني والجويتي أمد الله في عمر كل منهما وطوال تلك السنوات لم يصدر من أحد منهم لفظ أو قول مستغرب يصك الاذن كما أسمع من معلقي هذه الأيام الذين يتفننون في قول كلماته وتعبيرات ما أنزل الله بها من سلطان كان أقصي ما يقوله لطيف أثناء تعليقه هو كلمة هاها تعبيرا عن لعبة جميلة أو هدف دخل الشبكة كما كان يقول الكورة إجوان دلاله علي أن المباراة الخالية من التهديف تكون باهتة وخالية من الإثارة وأن الأهداف هي التي تشعل الحماس ميمي الشربيني كانت له تعبيرات مؤجزة لطيفة مثل قوله عن منطقة الجزاء إنها منطقة العمليات محمود بكر وبخفة ظل كان يقطع رتابه التعليق في المبارات الخالية من التهديف بالحديث عن بعض الأمور الحياتية التي يداعب بها المسئولين مثل قوله إن محطة سيدي جابر لا يزال يجري العمل في إنشائها رغم مرور عدة سنين مثل لطيف الذي كان يحيي رجال الأمن الساهرين علي النظام في الملاعب ولكن معلقي هذه الأيام يصيني تعليقهم بالدهشة رغم التنبيه عليهم بعدم التكرار ولكن الأمر أصبح عندهم لازمة لافكاك لهم منها وهم يقولون تغييرات وكلمات لا أستطيع استيعابها أو حتي من نجوم ملاعب مراكز الشباب أو حتي الشوارع والحارات فهم دخلوا إلي مهنة التعليق من باب الهواية وتقليد الآخرين والسبب في ذلك هو إحجام نجوم الكرة المعتزلين عن ولوج باب التعليق إكتفاء بالظهور في استديوهات التحليل لأن دخلها المادي اكبر بكثير من دخل التعليق ولنضرب أمثله عما يقوله معلقو الجيل الحالي وهم منتشون خلف الميكروفون ومن وراء الشاشة هناك معلق يصف التمريره إلي أرسلها لاعب إلي زميله الذي لم يتقن استقبالها إنها تمريره لا تصلح للاستخدام التهديفي ويقول عندما يحاور أحد اللاعبين منافسا له ويرقصه إيه يا ابني الترقيصه دي أهو أنت رقصتنا معاه إضافة إلي أوصاف يطلقها علي لاعب أرسل كرة قوية تجاه المرمي بأنه شرس شرير مفترس ومعلق آخر يعرب الكلمات الانجليزية فيقول عن ضربة البدايه انها لعبة السنتره ويقول أهو الحكم حسينتر أي يطلق صفارة البداية ويقول أهو اللعيبة بيباصوا لبعض باصتين تلاتة معلق تالت يقول علي هجمة قام بها اللاعبون بعد عرض لم يكن جيدا منهم أغلب المباراه وفجأه أحرزوا هدفا يقول مستعينا ببيت شعري إذا رأيت تيوب الليث بارزة.. فلا تظنن أن الليث يبتسم نفس المعلق يقول عند انتهاء المباراة وكأنه يختتم استعراضا في سيرك آدي الرواية وأدي الحكاية وأدي القصة من أولها للنهاية نفس المعلق يقدمه مقدم استديو التحليل عندما يسلمه الميكروفون للتعليق علي المباراة فيصفه بأنه خليفة ميمي الشربيني وهو ما يتنافي مع واقع الأمور ومعلهش يا كابتن شربيني فأنت متفرد في مجالك وليس لك خليفة بعد ان توقفت عن التعليق معلق رابع أو خامس يقول مخاطبا المتلقي وشارحا له منطقة ال18 أمام المرمي بأنها منطقة الأشعة التهديفية يا سلام علي الكلام ويا سلام علي الكلام هذه ليست من عندي وإنما هي كلمات من دخل إلي التعليق من النافذة عندما تروق له لعبة من اللعبات. الأمر أيضا يتعلق بما يطلقه جهابذه استديوهات التحليل الكروي ومقدمو هذه الاستديوهات التي تستمر إلي ساعات طويلة وهناك اربعة استديوهات تحليل المباراة الواحدة خاصة إذا كان طرفها الأهلي أو الزمالك وهي جميعها علي نمط واحد وما يقال هذا الاسبوع نسمعه ونشاهده في الاسبوع التالي حيث لا يخرج القول عن أن هذا اللاعب لو مرر الكرة إلي ذاك اللاعب لجاءت الاهداف وأيضا يقولون إن المدير الفني لازمه سوء الحظ في التغيير أو انه لم يجر التغيير في الوقت المناسب آخر ما فأجاني به احد مقدمي البرامج الرياضية الذي استضاف أحد النقاد فإذا بالناقد يقول جعلني مشدودا إلي الشاشة حيث بدأ الحديث قائلا أنا حقولك يا كابتن خبر تنفرد بيه لوحدك وأنا أخص به شاشتك توقعت خبرا سيكون له وقع كبير في مجال الكرة المصرية ولكن لا فض فوه قال الانفراد اللي محدش يعرفه هو أن لاعب الزمالك أيمن حفني استقبل قبل ساعة من الآن مولودته الثانية التي اطلق عليها اسم خديجة!!!