عندما تقرأ أسماء المعلقين على المباريات الكروية والذين حشدهم التليفزيون ليقوموا بالمهمة ينتابك العجب وتتملك الدهشة ولابد وأن يتطرق إلى ذهنك سؤال أو تساؤل عن هؤلاء المعلقين وعن تاريخهم الكروى وهل كانوا لاعبين فى الاندية التى تلعب فى الدورى الممتاز أو حتى على مستوى اندية الدرجة الثانية أو هل كانوا حكاما للمباريات حتى تلك التى تقام بين مراكز الشباب أو الساحات الشعبية وقطعا ستتضاعف دهشتك عندما تتيقن انهم جميعا أو الأغلبية منهم لم يمارسوا اللعبة حتى فى الساحات الشعبية أو فى الشارع أو الحارة وإنما هم من الهواة الذى اعتقدوا بينهم وبين انفسهم انهم قادرون على القيام بالتعليق على المباريات شأنهم شأن كل معلقى قناة رياضية شهيرة تبث الدوريات العالمية. فهم جميعا من الهواة ولم تسمع ان أيا منهم كان نجما كرويا فى بلده ولا داعى لذكر اسماء هؤلاء المعلقين الذين يحشدهم التليفريون فهى تنشر فى سطور الخبر الذى تقرأه فى الصفحات الرياضية معلنا عن بث المباريات وعن توقيتاتها واسماء مخرجيها ان جميع هؤلاء المعلقين ليس لهم بصمة فى الملاعب وبالتالى فإن المتلقى كثيرا ما يغلق الصوت مكتفيا بالمشاهدة لأنه فى ظنى لا يقتنع بالوصف التفصيلى وما يقوله المعلق من كلمات تكون عادة سخيفة وبلا معنى فهناك معلق قال عن لاعب اسمه وجيه احرز هدفا فى مرمى المنافس إنك إذا اردت ان تجيب جون أطلب وجيه على التليفون! ومعلق يطلق على المهاجمين لقب ثلاثى اضواء التمنتاشر ويعلق على ضربة البداية فيقول المباراة بدأت بلعبة السنترة وتطفيش الكرة فيعلق أهى ضاعت كرة الواحد صفر وكل ذلك من لغو القول مما يضيف مسحة من ثقل الظل على التعليق وذلك بخلاف تعليقات الرواد من المعلقين ممن كانوا نجوما فى عالم المستديرة مثل الكابتن محمد لطيف وعلى زيوار وحسين مدكور وعلاء الحامولى يرحمهم الله وامثال ميمى الشربينى وحمادة امام ومحمود بكر مد الله فى أعمارهم، كانت تعليقات لطيف وزيوار مثار حديث وتعليقات عشاق الكرة فيقولون شفت لطيف قال إيه وسمعت زيوار قال إيه؟ والمبدأ ان الطبيب لا يكون كذلك إلا إذا تخرج فى كلية الطب ونفس الأمر بالنسبة للمحامى والمحاسب والمهندس وغير ذلك من المهن اللهم إلا مهنة التعليق الرياضى فقد دخلها غير اصحابها واصبحت مهنة من لا مهنة له وتكالب عليها الهواة ودخلوا إليها فى غفلة من الزمن واقتحموها من الابواب الخلفية فالمعلق الكروى اشبه بالمايسترو الذى يمكن ان يمل من النشاز مسيطرا على اداء الفرقة الموسيقية والعكس صحيح ولذلك حرصت الإذاعة فى ايام الزمن الجميل على ان يكون المعلق من افذاذ اللاعبين ومن اكثرهم نجوميه واشدهم لمعانا وكان الواحد من هؤلاء الافذاذ لا يمسك بالميكروفون إلا بعد اجتياز اختبارات مكثفة فى الصوت والأداء ولذلك عاش هؤلاء المعلقون نجوما ساطعة فى عالم التعليق وستظل تعليقات من رحلوا منهم محفورة فى اذهان معاصريهم يشيدون بها كلما استمعوا الى معلقين لا يتميزون بالصون الجميل والأداء المميز ولا التاريخ الكروى ان التعليق المتميز يمكن ان يضيف الكثير من المتعة للمتلقين وفرق كبير من ان يقدم التعليق حمادة امام أو محمود بكر أو احمد شوبير وأن يقدمه ابراهيم حسنين! وعلى عبدالصبور أو غيرهما من معلقى هذه الأيام اصحاب الأسماء المغمورة.