تتجه أنظار العالم بصفة عامة وأبناء القارة السمراء بصفة خاصة اليوم إلي الملعب الرئيسي للجابون دانجوندجي المستضيف لمواجهة المنتخب الجابوني مع نظيره غينيا بيساو في افتتاح بطولة الأمم الإفريقية لكرة القدم في نسختها ال31 وهي البطولة التي يصنفها الاتحاد الدولي للعبة كثالث البطولات الأكثر أهمية في تاريخ كرة القدم بعد كأس العالم وبطولة الأمم الأوروبية للمنتخبات. بطولة من أجل إفريقيا ظلت القارة الإفريقية بلا بطولة رسمية لها طوال تاريخها حتي جاء عام1956 وتحديدا في8 يونيو من هذا العام اجتمع عبد العزيز سالم ومحمد لطيف ويوسف محمد الثلاثي المصري مع كل من عبد الرحيم شداد وبدوي محمد وعبد الحليم محمد ممثلي السودان بجانب الجنوب إفريقي وليم فيل في أحد الفنادق الشهيرة بالبرتغال علي هامش اجتماع الكونجرس الخاص بالاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا. وبدأت المشاورات بين السباعي الإفريقي حول وضع كرة القدم داخل القارة في ظل عدم وجود اتحاد قاري بداخلها يسهل وينظم ويوحد جميع الدول الأفريقية تحت لواء واحد بإقامة بطولة تجمع جميع الدول الأفريقية ببعضها البعض كما يحدث في الدول الأسيوية والاتحاد الأوروبي. وأتفق رجال القارة الإفريقية علي تشكيل اتحاد قاري يتم تكوينه برئاسة المصري عبد العزيز سالم وبالفعل لم تمض سوي8 شهور علي الاجتماع الإفريقي في البرتغال إلا وتم إنشاء مقر للاتحاد الإفريقي وتم الاتفاق علي إنشائه بالعاصمة المصرية القاهرة نظرا لمكانة الدولة المصرية والتي تعد القلب النابض داخل القارة بكاملها. مصر الأكثر مشاركة وغينيا بيساو أول مرة بالرغم من غياب المنتخب الوطني لكرة القدم عن أخر ثلاث بطولات خاصة بأمم إفريقيا إلا أنه لا يزال يحتفظ بلقب الأكثر مشاركة في تاريخ بطولات الأمم الإفريقية بعدما شارك في22 نسخة ماضية كان أخرها في2010 وهي البطولة التي توج بها الفراعنة علي حساب المنتخب الغاني ويأتي منتخب كوت ديفوار في المركز الثاني بعدد19 مشاركة وغانا في المركز الثالث برصيد18 مشاركة فيما تعد غينيا بيساو والمتواجدة بمنافسات أمم إفريقيا بالجابون هي الأقل مشاركة بين جميع الدول بالبطولة حيث تشارك للمرة الأولي في تاريخها. حليم والظهور الأول ربما كان السوداني عبدالحليم محمد هو صاحب فكرة إقامة أول بطولة أمم إفريقية بعدما أكد علي أهمية إنشاء بطولة إفريقية يتنافس عليها أبطال القارة السمراء وذلك من أجل معرفة المنتخب الأفضل داخل القارة وبدأ السوداني في إقناع مجلس الكاف بتأسيس بطولة تشمل جميع منتخبات القارة وبالفعل بدأت الإجراءات الرسمية من قبل الاتحاد الإفريقي بإقامة أول بطولة أمم إفريقية عام1957 بالسودان. لماذا كل عامين ؟ مع بداية إقامة بطولة الأمم الإفريقية لكرة القدم لم يكن هناك ميعادا محددا لخوض منافساتها وظلت هناك حالة من عدم الاستقرار علي توقيت إقامتها وخاصة في فترة الستينات التي شهدت حالة من العشوائية في تحديد ميعاد البطولة فتارة كانت تقام كل عامين وتارة أخري كانت تقام كل عام وتارة تقام كل ثلاثة أعوام إلي أن جاء عام1968 وفيه قرر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم إقامتها بشكل ثابت كل عامين وبالفعل أصبحت البطولة من هذا التوقيت تقام كل عامين إلي أن جاء عام2012 وقرر الكاميروني عيسي حياتو تغير نظام المسابقة لتقام في2013 أي بعد سنة مع الاستمرار علي إقامتها كل عامين وبالفعل تم إقامتها2013 ثم2015 لتقام في الأعوام الفردية حتي لا تتعارض مع كاس العالم وأمم أوروبا اللتين تقاما في الأعوام الزوجية. الكأس بين الفضة والذهب أخذ السباعي المؤسس للاتحاد الإفريقي لكرة القدم عبد العزيز سالم ومحمد لطيف ويوسف محمد من مصر وعبد الرحيم شداد وبدوي محمد وعبد الحليم محمد من السودان بجانب الجنوب إفريقي وليم فيل وقتا طويلا في كيفية تهيئة وتشكيل الكأس الخاص بالبطولة الذي من المفترض أن يحصل عليه البطل الفائز به واتفقوا بناء علي اقتراح عبدالعزيز سالم رئيس الاتحاد في ذلك الوقت علي صنع كأس البطولة من مادة الفضة يشبه كأس مصر كثيرا في ذلك التوقيت وتعد غانا هي المنتخب الوحيد داخل القارة السمراء الذي أحتفظ بهذا الكأس الفضي بشكل نهائي بعدما نجحت في الحصول علي لقب البطولة ثلات مرات أعوام1963 و1965و1970 واستمر هذا التصميم لشكل البطولة حتي عام1980 ووقتها قرر الاتحاد الإفريقي تغير شكله وأصبح عبارة عن أسطوانة يتواجد بها مجموعة من القطع الأولمبية حاملة خارطة القارة الإفريقية واستمر هذا الشكل لكأس البطولة حتي عام2001 حين تدخل عيسي حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي وقرر تغير شكل وتصميم كأس بطولة الأمم الإفريقية قبل انطلاقها في عام2002 بمالي وأصبح شكل الكأس الإفريقية عبارة عن فنجان يوجد به كرة ذهبية تم صنعه وتصميمه بإحدي شركات التصميم الكبري بإيطاليا ولا يزال هذا الشكل والتصميم من كأس البطولة مستمرا حتي وقتنا هذا. مصري إلي الأبد تعد مصر هي الدولة الإفريقية الوحيدة التي نجحت في الحصول علي الكأس بنسخته الذهبية إلي الأبد بعد الحصول علي ثلاث بطولات متتالية من كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم أعوام2006 و2008 و.2010 90 مباراة رسمية للفراعنة 51 فوزا و24 خسارة و15 تعادلا لعب المنتخب الوطني الأول لكرة القدم90 مباراة رسمية له طوال تاريخ مشاركته ببطولة الأمم الإفريقية منذ انطلاقها عام1957 ونجح الفراعنة في تحقيق51 فوزا وخسارة24 مباراة والتعادل في15 أخريين. ويعد حسن الشاذلي هو الهداف التاريخي للفراعنة في كأس الأمم الإفريقية برصيد12 هدفا فيما يعد يمتلك محمد دياب العطار رقما خاصا له بإحرازه أول هدف مصري في تاريخ كأس الأمم الإفريقية. أحمد حسن واللقب التاريخي نجح أحمد حسن قائد المنتخب الوطني السابق في تسطير اسمه بحروف من نور باعتباره اللاعب الإفريقي الوحيد الذي نجح في الحصول علي جائزة أفضل لاعب في بطولة الأمم الإفريقي لنسختين عام2006 و2010 وهو الأمر الذي لم يحدث حتي الان من أي لاعب إفريقي آخر بالحصول علي لقب أفضل لاعب لنسختين مختلفيين. رأفت مكي: البرونز ب100جنيه محمد رشوان تحمل بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم ذكريات خاصة لرأفت مكي قلب دفاع الترسانة والمنتخب الوطني وأحد أفضل لاعبي القارة السمراء في فترة السبعينيات الذي كان ضمن صفوف المنتخب الوطني في نسخة البطولة التي أقيمت في مصر عام1974 وبالرغم من أن منتخبنا خسر اللقب بشكل عجيب بعد الخسارة3/2أمام فهود الكونغو الديموقراطية في دور الأربعة بعد أن كان الفراعنة متقدمين بهدفين لهدف إلا أن البطولة تحولت إلي ذكري جميلة لدي مدافع الشواكيش وانعكست هذه الحالة علي كلماته وقال: نعم كنت حزينا بعد انتهاء البطولة خاصة أننا كنا الأقرب للقب.. كنا المنتخب الأقوي في القارة السمراء ولكن سوء الحظ حرمنا من التتويج.. حصلنا علي المركز الثالث ونال كل لاعب100جنيه بعد الفوز علي الكونغو برازافيل بأربعة أهداف في لقاء تحديد المركز الثالث والميدالية البرونزية. وكشف مكي عن أن بعض اللاعبين شاركوا في مباراة دور الأربعة أمام الكونغو وهم مصابون بالإضافة إلي أن الألماني بابي المدرب العام قاد المنتخب لانشغال مواطنه كرامر بمحاضراته للمدربين الأفارقة خلال سير البطولة. حسن علي: كنا جيلا ذهبيا حسن علي حارس مرمي الترسانة والمنتخب الوطني أحد أبرز حراس القارة الإفريقية في السبعينيات والثمانينيات يتذكر مشاركته ضمن صفوف الفراعنة في بطولتي مصر1974 وإثيوبيا1976 ويقول: الحزن ظل يلازمني فترة طويلة بعد خسارتنا أمام الكونغو الديموقراطية في دور الأربعة.. كنا الأفضل والأقرب للفوز والأمور تسير في مصلحتنا حتي انقلب اللقاء رأسا علي عقب بشكل مباشر وتصادف ذلك مع مشاركتي علي حساب الحارس الراحل عرابي ليسجل الكونغوليون ثلاثة أهداف وينتهي اللقاء لمصلحتهم بثلاثة أهداف لهدفين. وأضاف أن الفراعنة صادفهم سوء حظ في بطولة عام1976 بإثيوبيا مشيرا إلي أن جيل السبعينيات من أفضل الأجيال التي عرفتها الكرة المصرية ولكن غياب التوفيق لازم هذه المجموعة الذهبية. المحترفون ممنوعون من اللعب في بداية إقامة بطولة الأمم الإفريقية عام1957 منع الاتحاد الإفريقي برئاسة المصري عبدالعزيز سالم أي لاعب محترف خارج أراضي وطنه بالانضمام لبلاده والمشاركة معه في الكان وذلك في ظل رغبة اتحاد اللعبة في وقتها في رفع المستوي الفني للعبة داخل القارة بمنع المحترفين من التواجد واستمر ذلك القرار لمدة أربع بطولات متتالية إلي أن جاء عام1965 وقرر الاتحاد الإفريقي مشاركة لاعبين فقط من المحترفين مع منتخباتهم خلال بطولة الأمم المقامة بتونس في ذلك التوقيت واستمر الحال حتي عام1982 وحينها قام الاتحاد الإفريقي للعبة بفتح الطريق أمام جميع اللاعبين المحترفين خارج بلادهم بالتواجد والمشاركة مع منتخباتهم في بطولات الأمم الإفريقية المختلفة.