انتهزت بعض الدول العربية انطلاق ثورة تونس في أواخر عام2010 وجندت عددا من ميليشيات الإرهاب وأطلقتها في دولتي ليبيا وسوريا بهدف إسقاط الأنظمة السياسية فيهما. ونجحت في إسقاط نظام معمر القذافي في ليبيا ولكن الفشل كان حليفهم في سوريا بعد أن ساندت روسيا وايران وحزب الله اللبناني نظام الاسد. انظر إلي تآمر وتناحر الانظمة العربية بكل أسي وحسرة ومعي ملايين من الشعوب العربية التي لا تستطيع أن تحاسب حكامها فقد أنفقت دولتان عربيتان400 مليار دولار لتسليح هذه الميليشيات التي سمتها أسماء براقة كجيش النصرة.... نصرة من لا أعرف وداعش وغيرها من الاسماء التي لم ينزل بها الله من سلطان واذا اعتقد حكام هاتين الدولتين أنهم يحكمون شعبيهما بالحديد والنار وان لا احد يستطيع محاسبتهم فهم واهمون, فحساب الشعب لهم قادم لا محالة سيسألهم عن اموالهم التي انفقوها لتدمير ليبيا وسوريا ومازالوا حتي الآن يبعثرونها بسخاء علي إرهابيي بيت المقدس في سيناء وحسم وغيرها من التنظمات الاخوانية الارهابية لمحاولة النيل من مصر. لو كان حكام هاتين الدولتين لديهم ذرة عقل وحكمة لأنفقوا هذه الاموال علي الشعوب العربية وهي كفيلة باغناء الشعب العربي من المحيط الي الخليج. 400 مليار دولار كانت كفيلة بانشاء مشروعات تنموية في جميع الدول العربية التي تعاني أزمات اقتصادية طاحنة ولكن ماذا تقول عن سفه هؤلاء الحكام. وقت محاسبة الشعوب لهم قادم لا محالة. وسيضعونهم تحت اقدامهم عند ثورتهم علي مجونهم وسفههم. ألم ينظر هؤلاء الحكام لأقرانهم في اوروبا؟ كيف اقاموا الاتحاد الأوروبي وقدمت الدول الغنية فيه نحو150 مليار يورو لمساعدة دول الاتحاد الفقيرة وانظروا كيف وقفوا بجوار اليونان في ازمتها الاقتصادية. للأسف الشديد الاوروبيون تعاونوا علي البر والتقوي وحكام هاتين الدولتين تعاونوا علي الاثم والعدوان وتدمير انظمة الحكم في بلدان شقيقة لمجرد أن هناك خلافات وضغائن بينهم وبين حكامها ولم يسألوا انفسهم ما ذنب الشعوب التي تحولت الي لاجئين ومشردين بعد أن كانوا آمنين في ديارهم؟!! لم يكتف هؤلاء الحكام المارقون بما فعلوه من خراب ودمار في ليبيا وسوريا وتعدي خرابهم الي اليمن الذي كان سعيدا فأصبح ببركاتهم حزينا بائسا. الي متي تكون الخلافات الشخصية والضغائن بين الحكام العرب هي المحرك للخراب والدمار؟! لم يجد هؤلاء الحكام المارقون من يوقفهم عن طغيانهم في عالمنا العربي. وللاسف جاء قرار يقف في وجه طغيانهم من امريكا بعدم تصدير الاسلحة والذخائر للمتحاربين في اليمن لانهم يقتلون المدنيين.. إنهم حكام العار. وقد ألحق المجتمع الدولي عارا جديدا عندما اجتمع الروس والاتراك والايرانيون في روسيا لوضع اللمسات الأخيرة علي التسوية السياسية في سوريا بعد اجلاء الميليشيات الارهابية الممولة من حكام العار دون أن يجلس أحد منهم في هذا الاجتماع, ألم أقل لكم إنهم حكام العار؟ أنفقوا ثروات شعوبهم علي الارهابيين ولم يجنوا شيئا ولم يدعوا عند التسوية السياسية للازمة السورية.