نشأ محمود الشهير ببلاعة في محيط أسرة متوسطة الحال تمني والداه أن يواصل نجلهما مشواره التعليمي ويتخرج من الجامعة ويعمل ويتزوج لكن حلم الأسرة الجميل الذي راودها لم يتحقق علي أرض الواقع عندما خرج ابنهم مبكرا من المدرسة وتبدلت أحواله حيث تعرف علي أصدقاء السوء احترف علي أيديهم السرقة تحت تهديد السلاح وسرقة الشقق في غياب أصحابها والسطو علي ما بداخلها من أجهزة كهربائية ومشغولات ذهبية حتي سقط في قبضة الأجهزة الأمنية في إحدي وقائع السرقة وقضي سنة خلف القضبان الحديدية. وعند خروجه لم يستمع لنصائح المقربين إليه بالبعد عن نشاطه الإجرامي وإعلان توبته بعد أن وفروا له فرش لبيع الخردوات والملابس الجاهزة للصرف علي نفسه إلا أنه اتجه لممارسة أعمال البلطجة واشتهر في السوق التجاري وسط الباعة الجائلين بقدرته علي الدخول في المشاجرات واستعمال السلاح الناري الموجود بحوزته إذا لزم الأمر وأصبح الكل يخشي غضبه ويتجنبه خوفا من تعرضهم للتنكيل منه حتي تم رصده ووضعه علي قائمة المطلوب سرعة استهدافه وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية من ضبطه وعثروا بحوزته علي سلاح ناري وذخيرة يستخدمها في البلطجة وتحرر المحضر اللازم وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء عصام سعد مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء إبراهيم سلامة مدير إدارة البحث الجنائي لفحص المعلومات الواردة لهما عن البؤر الثابتة والمتحركة التي يتحرك من خلالها عتاه الإجرام واللصوص الذين يفرضو أنفسهم علي المجتمع المحيط به ويسلبونه متعلقاتهم الشخصية ويعرضونهم للخطر الداهم لقدرتهم علي استخدام الأسلحة النارية في أعمال البلطجة وفرض الإتاوات علي المواطنين وهو تحت تاثير المواد المخدرة بمختلف اصنافها الهيروين والأفيون والبانجو والحبوب المخدرة وكيفية ملاحقتهم والإمساك بهم وتقديمهم لمحاكمات عاجلة للقصاص منهم. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد عربان رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد إبراهيم النجار مفتش المباحث الجنائية والمقدم إيهاب صالح رئيس مباحث أول ومعاونوه النقباء محمد أسامة وعصام شاهين ومحمود مجدي وياسين مخيمر ودلت تحرياتهم أن المدعو محمود الشهير بلقببلاعة 19 سنة سبق اتهامه في ثلاث قضايا سرقات عامة وحيازة أسلحة نارية وبيضاء خرج من السجن قبل أشهر قليلة في السطو علي أحد المساكن وأضافت التحريات أن المتهم رفض النصائح المسداه له من المقربين إليه وعاد من جديد لفرض سيطرته علي جيرانه والمواطنين بقدرته علي النيل من أي فرد يحاول اعتراض أعماله الإجرامية والتي يتباهي بها وسط زملائه في السوق التجاري وأشارت التحريات إلي أن بلاعة يحتفظ تحت طيات فرشه بسلاح ناري وذخيرة يستخدمها وقت اللزوم في مهاجمة أي فرد أو جماعة يحاولون جاهدين النيل منه بأي وسيلة سواء بالتصدي له أو نهره لفظيا وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم واعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة في الأماكن التي يتواجد بها وحددوا أوقات مغادرتها أو كيفية هروبه عند ملاحقته أمنيا وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا إليه علي رأس قوة من رجال الشرطة السريين وحاصروه وامسكوا به متلبسا وبحوزته فرد خرطوش وطلقات من ذات العيار واصطحبوه وسط حراسة مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بالتحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بحيازته للمضبوطات في الأعمال الخارجة علي القانون وبعرضه علي محمد دنيا مدير نيابة أول أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.