استخدمت قوات الامن السورية الهراوات والغاز المسيل للدموع أمس لمنع آلاف المحتجين القادمين من عدة ضواح لدمشق من الوصول الي ساحة العباسيين الرئيسية في العاصمة. وقال شاهد' احصيت51 حافلة مخابرات( الشرطة السرية) محملة بالافراد. دخلوا الي الحارات الي الشمال مباشرة من الساحة لملاحقة المحتجين.' وقال شاهد آخر رافق المحتجين من ضاحية حرستا ان الالاف هتفوا' الشعب يريد اسقاط النظام' وحطموا العديد من الملصقات التي تحمل صور الرئيس بشار الاسد علي امتداد الطريق. من جانيه, قال ناشط في مدينة درعا السورية إن الالاف نزلوا إلي الشوارع بعد صلاة الجمعة وهم يهتفون بالحرية في المدينة الواقعة في جنوب سوريا والتي كانت مركزا لموجة احتجاجات مناهضة لحكم حزب البعث. وقال الناشط لرويترز عبر الهاتف من درعا:' خرجت المظاهرات من كل مسجد في المدينة بما في ذلك المسجد العمري... عدد الاشخاص يفوق عشرة آلاف محتج حتي الآن.' وذكر الناشط انه لا وجود للجيش في المدينة منذ الليلة الماضية عقب اجتماع بين الاسد وشخصيات بارزة من المدينة. واضاف' الجيش ليس في المدينة... هناك العديد من افراد الأمن هنا ولكنهم ليسوا في الشوارع... هناك تحسن منذ الليلة الماضية لكن الناس غير راضين.' وقال إن الناس يرددون' حرية حرية... سلمية سلمية.'جاء ذلك في الوقت الذي قال تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش أمس إن قوات الأمن السورية اعتقلت مئات الاشخاص بشكل تعسفي منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية قبل شهر وإنهم تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة. وقالت المنظمة الدولية المعنية بحقوق الإنسان والتي تتخذ من نيويورك مقرا لها إن القوات التي تضم عناصر من المخابرات احتجزت وعذبت ايضا نشطاء في مجال حقوق الإنسان وكتابا وصحفيين يؤيدون الاحتجاجات المناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد. وقال جو ستورك نائب مدير المنظمة لشئون الشرق الاوسط في بيان' لا يمكن أن يكون هناك اصلاحات حقيقية في سوريا في حين تسيء قوات الأمن معاملة الناس وتفلت من العقاب.' وقالت المنظمة إن ما لا يقل عن سبعة صحفيين احتجزوا. ولم يصدر تعليق فوري من السلطات السورية التي تتعرض لانتقادات غربية متزايدة لاستخدام القوة في اخماد الاحتجاجات التي انتشرت في أجزاء عدة من البلاد منذ ان اندلعت في مدينة درعا بالجنوب في18 مارس. وقتل ما يقدر بنحو200 شخص. فيما شهدت العاصمة دمشق عقب صلاة الجمعة هدوءا في مختلف مناطقها حيث خرج معظم المصلين من مختلف مساجد العاصمة وسط اجراءات امنية مشددة في هدوء تام باستثناء تجمعات صغيرة او مسيرات باعداد غير لافتة تطالب بالحرية دون اية احتكاكات مع الاجهزة الامنية. فيما لم تشر ايه مصادر رسمية الي نفي اواثبات ما تردد عبر الفضائيات من ان هناك مظاهرات بمئات الالاف في عدد من المدن السورية حيث ركزت خطب الجمعة علي اهمية وضرورة محاربة الفتنة ووأدها لخطورتها علي الوحدة الوطنية. من ناحية اخري ذكر موقع' سيريا نيوز' الالكتروني السوري ان خطبة الجمعة في مدينة درعا التي شهدت قبل اسبوعين مواجهات دامية ركزت علي لقاء الرئيس بشار الاسد ووفد من وجهاء محافظة درعا امس الأول. واشار الموقع الي ان خطباء مساجد المساجد في المدنية اكدوا ان الشعب السوري واحد بجميع اطيافه وألوانه وانهم اخوة في الوطن كما دعا الخطباء المواطنين الي عدم الذهاب الي اي من مراكز الامن او التخريب والاضرار باي منشآة عامة والحفاظ علي سلمية المظاهرات. وعلي صعيد متصل, اعتبر تيار المستقبل اللبناني ان الاتهامات الموجهة اليها في التورط بأحداث سوريا بانها حملة منسقة تتوخي الزج بالتيار وبعض نوابه في أمور ملفقة. وطالب التيار في بيان لكتلته البرلمانية أمس سفير سوريا في لبنان بان تلجأ حكومته الي القضاء اللبناني في اطار الاتفاقية القضائية بين البلدين في حال تورط لبناني في أحداث سوريا. وفي رد للكتلة علي مطلب السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي القضاء اللبناني بالتحرك للتحقيق في اتهام مجموعة ارهابية سورية لنائب من كتلة المستقبل بالتدخل في الاحداث السورية أن القضاء اللبناني لا يمكن أن يتحرك تلقائيا ولا يمكن له أن ينغمس في تحقيقات لمجرد وجود تراشق سياسي تغلب عليه الافتراءات. واستهجن البيان لهفة حزب الله وتسرعه في إدانة تيار سياسي لبناني واسع من غير محاكمة ودون وجود وثائق أو إثباتات, معتبرا ان الحزب لم يشذ عن نهجه القائم علي إلصاق التهم وتجاهل المحاكم بل ومحاربتها سواء أكانت لبنانية أو دولية. من جهتها.. اتهمت الأمانة العامة لقوي14 آذار وسائل إعلام حزب الله وجهات أخري علي تأليف أكاذيب من أجل اتهام قوي في14 آذار بالتدخل في الأحداث السورية.