تحت هذا العنوان كتبت مجلة بيزنيس إنسايدر مقالا مطولا حول تحركات إيران البحرية في الخليج الفارسي والذي نسميه نحن العربي في6 سبتمبر الماضي وتمحور حول عمليات تقوم بها وحدات بحرية إيرانية صغيرة في الخليج تتحرش خلالها بالأسطول الخامس الأمريكي ووحداته الضخمة. في31 أغسطس قال قائد عسكري أمريكي رفيع المستوي في منطقة الشرق الأوسط إن هناك تركيزا أمريكيا الآن علي أنشطة إيران البحرية في الخليج بعد سلسلة من الأحداث التي شهدت توترا بين القوات البحرية الأمريكيةوالإيرانية. علي فاز محلل إيراني لدي مجموعة الأزمات الدولية قال لCNN إن المؤسسة الإيرانية تريد إبلاغ الولاياتالمتحدة أنها لم توافق علي الاتفاق النووي من موقف ضعف وإنما العكس هو الصحيح. الوضع لم يتوقف عن هذا الحد وإنما أعادت إيران طرح موضوع ربط الخليج بالبحر الأسود فقد أعطي الرئيس الإيراني حسن روحاني موافقته علي أن تمد إيران المساعدة التكنولوجية لأرمينيا لتنفيذ مشروع الربط وفي لقاء بين وزير الطاقة والبنية الأساسية الأرمني أشوت مانيوكيان ونائب الرئيس الأيراني إيشاق جاهنجيري بحثا التعاون في هذا المجال يوم4 ديسمبر الحالي. ارتبط هذا باللغط الذي ساد بعض الصحف نقلا عن روسيا اليوم بأن إيران سيطرت علي مضيق هرمز وهو ما ثبت عدم صحته حيث يعني إجراء من هذا القبيل إعلان للحرب في ظل وجود قطع من الأسطول السادس الأمريكي بالإضافة الي تمركز القوات الأمريكية في قاعدة العيديد القطرية وهي أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في العالم خارج الولاياتالمتحدة..لن تجرؤ إيران علي هذا الفعل لأن له تداعيات بالغة الخطورة علي الأمن الإقليمي في المنطقة. لا ينبغي أن ننسي في هذا السياق التزام إيران حتي الآن بالاتفاق النووي مع القوي الغربية والذي وافقت عليه إدارة أوباما وترتب عليه الإفراج عن الأصول المالية التي تمتلكها في الولاياتالمتحدة ورفع الحظر عن صادراتها النفطية وهو ما سوف يمنح إيران المزيد من القدرة علي المناورة في الإقليم بفضل تنامي إيراداتها النفطية ومن ثم عليها أن تقف فوق ميزان حساس لا يدفع بالأمور إلي حافة الحرب مع الولاياتالمتحدة بما تمتلكه من قوة عسكرية تدميرية لا قبل لإيران بها مهما حدث من تدعيم لقواتها العسكرية. إذن ماذا تريد إيران من وراء هذه التحركات؟..الواضح أنها تسعي لتحقيق مجموعة أهداف..الأولي:تقزيم الدور السعودي في منطقة الخليج بعد أن أعلن أوباما في حواره مع مجلة أتلانتك فيما يسمي حوار عقيدة أوباما أن علي السعودية أن تعتاد علي تقاسم النفوذ مع إيران.. ثم جاء الرئيس المنتخب ترامب لكي ينفض يديه من مسئولية الدفاع عن الحلفاء في العالم بمن فيهم الاتحاد الأوروبي ودول النفط العربية وعلي رأسها السعودية..هذا معناه أن الاستراتيجية الأمريكية في العالم تتغير للمرة الأولي منذ مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية وأصبح هدفها الآن إعادة بناء أمريكا وإعادة الاعتبار لها اقتصاديا وعسكريا..إعادة الوظائف مرة أخري للمواطنين الأمريكيين والحد من تدفق المهاجرين الي الولاياتالمتحدة. ثانيا:الإسراع بفرض حقائق جديدة قبل حسم الصراع في سوريا لصالحها وصالح حلفائها روسيا والنظام السوري وحزب الله اللبناني بعد اجتياح حلب وقرب استعادة الأجزاء التي تربض فيها قوات المنظمات الإرهابية وبعض قوات المعارضة. ثالثا:لن تجازف إيران بالدخول في حرب خاسرة ضد الولاياتالمتحدة في ضوء ضغط إسرائيلي يراقب عن كثب تطورات القوي النووية في إيران ويسعي إلي الحصول علي موافقة أمريكية لضرب المنشآت النووية الإيرانية كما حدث مسبقا مع العراق. التوتر الحادث في الخليج يفتح السيناريوهات علي مصراعيها ترقبا للقادم.