من هي القوي المتربصة بالدبلوماسية المصرية؟ ومن يريد تشويه أداء وزير خارجيتنا سامح شكري؟ ومن يريد أن يظل صوت مصر الخارجي خافتا وضعيفا؟ لا أعرف سببا منطقيا لتلك الحملات المنظمة ضد الدبلوماسية المصرية, خاصة ان اطراف هذه الحملات هي نفسها التي تريد كل شر لمصر وشعبها, وتمعن الكيد لمسيرتها, وهي أطراف معروفة للشعب المصري كله, بل تتجاوز هذه الانتقادات للوزير سامح شكري حد صنع قصص وهمية, وأكاذيب فجه تهدف النيل من شخص سامح شكري نفسه. وفي الفترة الأخيرة انضمت أطراف خليجية فاعلة الي قطر وجماعة الإخوان المسلمين وتركيا والولايات المتحدة لانتقاد سامح شكري وأداء الدبلوماسية المصرية كلها, بل تداول البعض ما يدل عنه طلب خليجي بازاحة سامح شكري من منصبه لازالة بعض من الخلافات التي ظهرت أخيرا بين مصر وهذه الأطراف الخليجية, وأن صحة هذه الأقوال أم لا فان مصر لا تعيرها أدني اهتمام باعتبارها تدخلا سافرا في الشئون, والسيادة المصرية الداخلية, حيث يعلم الشعب قبل القيادة السياسية ان هذه الأطراف لا تريد خيرا لمصر, بل تريدها تابعا منكسرا, ويقف سامح شكري في صدارة المواجهة يحافظ علي أصول مدرسة الدبلوماسية المصرية العريقة متلقيا في صدرة كل الضربات التي تريد النيل من هيبة مصر امام العالم, مدافعا عن كرامتها وسيادتها, ويترجم علي أرض الواقع سياستنا الخارجية دون رتوش أو مداراه, ودون كذب أنيق, لقد أصبحت الدبلوماسية المصرية علي مدي تاريخها علما وفنا وخبرات مكتسبة مصقولة بطابع الشخصية المصرية بمرور الوقت فحافظت علي تميزها الذي ذاعت شهرته في الأوساط الدولية المختلفة مهما روج أعداء الوطن, رغم ضآلة الإمكانات المادية التي تتوافر لها بالمقارنة مع أجهزة دبلوماسية في بلاد أخري, وسامح شكري قبل أن يكون وزيرا للخارجية وقبل أن يكون دبلوماسيا هو مواطن مصري من حقه بل وواجبه أن يكون له رأي في قضايا بلاده, طالما ظل هذا الرأي داخل المطبخ السياسي, ودون أن يتأثر به موقفه في مهام عمله الأصلية, فهو في النهاية يدافع عن موقف مصر في ظروف استثنائية, وفي إجواء عدائية غير تقليدية تستخدم فيها أدوات التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة, وهو ما يتطلب نوعا خاصا من المواجهة او ما يطلق علية دبلوماسة( القوة الواضحة), وهنا يكمن سر الخوف والرعب من أداء سامح شكري, الذي يظهر أمام الدول المتآمرة أسدا صارما, حيث تتلاشي الابتسامة الناعمة دفاعا عن الكرامة المصرية, ورغم الانتقادات والحملات ستظل الدبلوماسية المصرية الأكثر ولاء للوطن والالتزام بخطه السياسي أيا كان نظام الحكم, فهم محترفون يميزون بشكل دقيق بين الرأي الشخصي, وبين التزامهم الوظيفي, وهذه السمات هي نفسها التي جعلت من وزارة الخارجية المصرية نموذجا يحتذي بين مؤسسات الدولة داخليا وبين نظيراتها في دول الإقليم, فهي الوحيدة التي استقال منها أكثر من وزير لاختلافه في الرأي مع رئيس الدولة, مثل إسماعيل فهمي, ومحمد إبراهيم كامل, وأجزم أن الحملات ضد سامح شكري لن تتوقف شأنه شأن أي سياسي مصري ناجح حيث إن نشاط الدبلوماسية المصرية لا يتجاوز قمة جبل الثلج, لأن أغلب عملها يتميز بالسرية والإتقان, وغير مسموح أو مناسب بأن يتحدث أي دبلوماسي عن نجاح تحقق فيظل عملهم وجهدهم طي الكتمان لا نري منه الا آهات وأوجاع أعداء متربصين بالدبلوماسية المصرية, وغيرها من مؤسسات الدولة, ولكن أجزم ايضا ان كل هذه الحملات ستذهب أدراج الرياح.